تقديرات إسرائيلية: حزب الله سيكون معتدلا أكثر بعد كارثة بيروت

محلل: "يصعب التصديق أن حزب الله سيخاطر الآن بهجوم آخر ضد إسرائيل، لكن حرب العام 2006 نشبت في فترة كان يخضع فيها حزب الله لضغوط داخلية هائلة. واختطاف الجنديين الإسرائيليين جاء في محاولة لحرف النيران عن حزب الله"

تقديرات إسرائيلية: حزب الله سيكون معتدلا أكثر بعد كارثة بيروت

بنايات متضررة من انفجار مرفأ بيروت، أمس (أ.ب.)

يعقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، اليوم الخميس، مداولات لتقييم الوضع، ستتمحور حول استمرار حالة تأهب القوات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان، المستمرة منذ أسبوعين، تحسبا من هجوم ينفذه حزب الله، ردا على مقتل أحد مقاتليه في غارة إسرائيلية في دمشق، قبل أسبوعين ونيّف. وتأتي هذه المداولات على خلفية الانفجار في مرفأ بيروت، أول من أمس، الذي أودى بحياة 137 شخصا وإصابة أكثر من خمسة آلاف.

وكانت تقديرات الجيش الإسرائيلي أن إطلاق النار على الخلية التي دخلت من لبنان إلى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ودفعها إلى الانسحاب من هناك، بداية الأسبوع الماضي، ستجعل أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، يتراجع عن الرد على مقتل أحد مقاتليه في دمشق، لكن معلومات استخبارية إسرائيلية اضطرت الجيش، "خلافا لكافة توقعاته" إلى الإبقاء على حالة تأهب قواته عند الحدود، حسبما ذكر موقع "واللا" الإلكتروني، اليوم.

ونقل "واللا" عن مصادر أمنية إسرائيلية تهديدها بأنه إذا حاول حزب الله تنفيذ هجوم، رغم الوضع في لبنان في أعقاب الانفجار في مرفأ بيروت، وأسفر هجوما كهذا عن مقتل جنود، فإن "رد الجيش الإسرائيلي سيكون شديدا وواسعا".

من جهة ثانية، يسود قلق في جهاز الأمن الإسرائيلي من إعلان سورية وإيران عزمها تقديم مساعدات للبنان إثر الكارثة في بيروت، والتخوف نابع بحسب "واللا" من أن "حزب الله قد يستغل الوضع والتوتر الإقليمي من أجل تهريب أسلحة وذخيرة ومُركبات خاصة تساعده في إطار مشروع دقة الصواريخ".

بيروت، أمس (أ.ب.)

وحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنه "من دون تدخل إحدى الدول العظمى ودول غنية في الخليج، فإن إيران قد تدخل إلى الفراغ الحاصل وتوسيع هيمنتها على لبنان بشكل يقلق الغرب كثيرا. ولذلك، فإن سياسيين في أوروبا قد يَصلون إلى بيروت، الأسبوع المقبل"، وفقا لـ"واللا".

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن أسباب الانفجار في مرفأ بيروت لا يزال غير واضح، "لكن هذه المصادر تشير إلى أن حزب الله احتفظ في مخازنه في الميناء بمواد خطيرة لأغراض عسكرية وبأسلحة".

وتعتبر التقديرات الإسرائيلية أن "الضغوط على لبنان عامة وعلى حزب الله خاصة ستزداد في الفترة القريبة المقبلة، ومن شأن ذلك أن يغير التوازن الإقليمي لصالح إسرائيل". ونقل "واللا" عن مصدر إسرائيلي رفيع قوله إنه "من السابق لأوانه القول كيف ستؤثر الكارثة الوطنية في لبنان على نصر الله وأدائه تجاه إسرائيل، لكن من شأن ذلك أن يجعل نشاطه أكثر اعتدالا، في الفترة القريبة المقبلة على الأقل".

أجهزة الأمن الإسرائيلية فوجئت بالانفجار

أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن إسرائيل فوجئت بالانفجار في مرفأ بيروت، وأنه خلال يوم أمس "عمل جهاز الأمن الإسرائيلي جاهدا من أجل رسم صورة استخبارية أولية حول هذا الحدث"، وأنه "على ما يبدو لم يكن لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أي علاقة بالانفجار. وفي المقابل، فإنه على الأرجح لن تؤثر تبعات الانفجار على توازن القوى الداخلي في لبنان فقط، وإنما على التوتر بين إسرائيل وحزب الله".

قوات إسرائيلية عند حدود لبنان (أ.ب.)

وأضاف هرئيل أنه في أعقاب كارثة مرفأ بيروت "يصعب التصديق أن حزب الله سيخاطر بخطوة (هجوم) أخرى ضد إسرائيل. ونصر الله يعلم بالتأكيد أنه سيواجه صعوبة في تبرير تدهور للوضع بالانتقام لموت ناشط واحد، فيما تلعق بلاده جراح أخطر حدث شهدته في العقود الأخيرة. ويدركون ذلك في الجيش الإسرائيلي. وإذا كنا سنسمع في الأيام القريبة المقبلة عن خفض تدريجي للتأهب عند الحدود الشمالية، فهذا هو السبب".

وفيما يعاني لبنان من أزمات شديدة أخرى، اقتصادية وصحية إثر جائحة كورونا، اعتبر هرئيل أن "حزب الله يواجه مشكلة آخذة بالاستفحال"، لكن "بالنسبة لإسرائيل، فإنه تشتعل الآن مصابيح إنذار محتملة. فقد نشبت الحرب الأخيرة مع حزب الله، عام 2006، في فترة كان يخضع فيها حزب الله لضغوط داخلية هائلة. واختطاف الجنديين الإسرائيليين عند الحدود تم، بين أسباب أخرى، في محاولة لحرف النيران (الانتقادات) عن حزب الله. وقد تعرقلت هذه العملية وجلبت على لبنان حربا لا ضرورة لها مع إسرائيل".

التعليقات