ضابط إسرائيلي: نصر الله هدف للاغتيال في ظروف معينة

قائد المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي: "أعتقد أن كلا الجانبين عقلانيين ولا يريدان حربا. وأنا أقول هذا علنا: نحن لا نريد حربا. وهو (نصر الله) لا يريد حربا. ولو أراد لاختار طرقا أشد. وحقيقة هي أنه يريد أن يقتل جنديا واحدا

ضابط إسرائيلي: نصر الله هدف للاغتيال في ظروف معينة

دورية ليونيفيل عند الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، الشهر الماضي (أ.ب.)

سيقضي قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أمير برعام، إجازة رأس السنة العبرية، التي تبدأ مساء اليوم، الجمعة، وتستمر حتى بعد غد، في مقر قيادة المنطقة العسكرية في مدينة صفد، وليس مع عائلته، بسبب استمرار التوتر عند الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، بعدما تعهد أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بشن هجوم بهدف قتل جندي إسرائيلي ردا على مقتل عنصر لحزب الله في غارة إسرائيلية قرب دمشق، في تموز/يوليو الماضي.

ولا يرى الذين يتجولون في المنطقة الحدودية جنودا أو قوات إسرائيلية، بأمر من قيادة الجيش، تحسبا من استهدافهم من الجانب اللبناني، في ما يبدو أنهم مرتدعون. وعقّب برعام على ذلك في مقابلة أجرتها صحيفة "يسرائيل هيوم" معه ونشرتها اليوم، أنه "توجد دوريات، لكنها مدرعة وليس في سيارات جيب عادية. ولا ينبغي أن أعمل بغباء. فهو يريد قتل جندي إسرائيلي، وأنا لا أعتزم السماح له بذلك".

دبابات وقوات إسرائيلية قرب حدود لبنان، الشهر الماضي (أ.ب.)

وأضاف برعام أنه قلق، "لأنه ينبغي الحفاظ على الحدود شهرين بهذا الوضع. وبوجود عشرات آلاف الجنود الذين ينبغي التأكد من ألا يقدم أي منهم على سخافة. ومقابل جهد واسع من جانبه (أي نصر الله) للاستهداف. وفي هذه الأثناء ننجح في ذلك، لكن ينبغي الحفاظ على التواضع. وتوجد هنا 22 بلدة ملاصقة للحدود، ويوجد هنا مواطنون، وفي النهاية هو قد يستهدف أحدا. هذه معركة".

وبحسب برعام، فإن إطلاق عناصر حزب الله قذائف مضادة للمدرعات باتجاه سيارة إسعاف عسكرية، قرب بلدة أفيفيم الحدودية، كان سببه خطأ ارتكبه طبيب عسكري إسرائيلي "منهك"، عندما أعطى تعليمات "بالدخول إلى مكان محظور، ودخل إلى منطقة إبادة. وأطلقوا الصاروخ بشكل غير جيد وأخطأوا. هذا حظ. كان يمكن أن ينتهي هذا بخمسة قتلى (إسرائيليين)". وأضاف أنه لو تم ذلك "لدمرنا ثلاث أو أربع خلايا كنا قد رصدناهم، وكانت لدينا أهدافا أخرى".

واعتبر برعام أن نصر الله "لن ينزل عن الشجرة"، أي يتراجع عن قتل جندي إسرائيلي، "لأنه يفكر مثل عربي شيعي... وبالنسبة له فإنه في معركة متواصلة منذ سنوات عديدة، وقد تعهد بالتنفيذ". وأضاف أن "دهورة الوضع إلى حرب هي حكمة صغيرة، والعسكرية الحقيقية هي منع الحرب، وإذا دخلتها عليك الانتصار".

ورأى برعام أن "نصر الله يريد من الوضع الحالي ألا نبالغ. أن نحافظ على قواعد اللعبة. أن نتأكد أن مقاتليه لن يُقتلوا. كذلك تمارس عليه ضغوطا من الداخل. من جانب مؤيديه. من الإعلام اللبناني. وهذا حدث مزعج بالنسبة له. وهذا متواصل منذ شهرين، وتوجد توقعات بأنه لا ينجح في التنفيذ".

وحول رد الجيش الإسرائيلي على إطلاق قناصة حزب الله النار باتجاه موقع قرب بلدة منارة الحدودية، وانتقادات بأن الرد كان "ضعيفا"، قال برعام "إنني لا أريد شن هجوم شديد. لأنه إذا تدهور الوضع إلى معركة، فإني بحاجة إلى شرعية داخلية ودولية. وعليّ أن أعلم أنه بذلت كافة الجهود من أجل منع التصعيد، وخاصة فيما يتجولون في الشمال والأعمال مزدهرة. وهذا ضمن مسؤوليتي أيضا... ويجدر بنصر الله أن يتصرف بعقلانية، وألا يعترف لاحقا بأنه أخطأ في تقدير الرد الإسرائيلي، مثلما حدث له في العام 2006. وليس حزب الله سيدفع الثمن فقط، وإنما سكان جنوب لبنان أيضا".

والمدنيون ليسوا خارج المعادلة، بالنسبة لبرعام، "فعندما يسألني رؤساء السلطات المحلية حول خطط إجلاء 22 بلدة ملاصقة للحدود، فإني أحرص على إبلاغهم بأن البلدات الأولى التي سيتم إجلاؤها، وليس بمساعدة حافلات قيادة الجبهة الداخلية وإنما بالحديد والنار، هي القرى الشيعية عن خط التماس. وثمة ما يمكن أن يخسره نصر الله. ولذلك يجدر به أن ينزل عن الشجرة. ويتعين عليه أن يدرك أنه يوجد ثمن لجنود إسرائيليين قتلى".

وتابع برعام أن مقتل جنود إسرائيليين يمكن أن يقود إلى حرب، "وما زلت أعتقد أن كلا الجانبين عقلانيين ولا يريدان حربا. وأنا أقول هذا علنا: نحن لا نريد حربا. وهو (نصر الله) لا يريد حربا. ولو كان يريد حربا، لاختار طرقا أشد منذ وقت طويل من أجل الانتقام. وحقيقة هي أنه يريد أن يقتل جنديا واحدا منا فقط. ليس عشرة".

نصر الله (أرشيف)

واعترف برعام بوجود ردع متبادل، وأن حزب الله يردع إسرائيل ايضا. "نحن لا نريد الحرب. مع الوضع الاقتصادي وانعدام الاستقرار السياسي، وحقيقة أنه لا توجد ميزانية وهناك كورونا، ومع منطقة الشمال المزدهرة. هذا ليس ملائما". لكنه نفى أنه توجد معادلة، قائلا "حقيقة هي أن الهجمات في سورية مستمرة، أي أن الإستراتيجية ناجحة".

وحسب برعام فإن حزب الله يسعى للتموضع في الجولان السوري غير المحتل. "ولذلك نحن نقول إنه لن تكون هناك جبهة واحدة في الحرب القادمة. وهذه ستكون حرب الشمال الأولى، لأن حزب الله يخطط لأن تكون ضدنا جبهة أخرى من سورية عندما نحارب لبنان".

وقال برعام إن "نصر الله هو هدف للاغتيال، في ظروف معينة. والآن هذا ليس مناسبا، لكن الأمور يمكن أن تتغير. وعلى نصر الله أن يعلم طوال الوقت أن الملجأ هو مكان جيد. وعليه أن يبقى هناك. وعليه أن يعلم أنه لا يوجد مكان لا يمكن العثور فيه على شخص".

التعليقات