احتدام المنافسة على تطوير لقاحات ضد كورونا.. متى تصل إلى البلاد؟

تشتد المنافسة في سباق محموم انطلق بين الدول منذ مطلع العام الجاري، من أجل إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، وذلك على وقع إعادة فرض تدابير صحية وارتفاع عدد الوفيات بالوباء.

احتدام المنافسة على تطوير لقاحات ضد كورونا.. متى تصل إلى البلاد؟

(أ ب)

تشتد المنافسة في سباق محموم انطلق منذ مطلع العام الجاري، من أجل إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، وذلك على وقع إعادة فرض تدابير صحية للحد من انتشار الفيروس في موجدة ثانية بدت أشد وطأ من سابقتها، في ظل تسارع انتقال العدوى وارتفاع عدد الوفيات بالوباء.

وتتكثف التحالفات والجهود التي تشرف عليها الحكومات ومراكز الأبحاث حول العالم، للتأكد من الحصول على لقاح ضد فيروس كورونا، وسط ترجيحات بأن ذلك لا يزال ممكنا حتى قبل نهاية العام الجاري.

وفي هذه الأيام، اقتربت عدد من الشركات الأميركية وشركة بريطانية - سويدية من خط النهاية قبل الإعلان عن التوصل إلى لقاح فعال؛ ولكن متى من المتوقع أن تعلن كل شركة عن ذلك؟ وكم من الوقت سيستغرق نشر اللقاحات؟

متى يصل اللقاح إلى البلاد؟

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في علم الفيروسات، بروفيسور عاموس بانيت، من قسم الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في الجامعة العبرية في القدس، إن "حاليا نشهد في جميع أنحاء العالم، دعوات للتريث والانتظار والفحص المتعمق لكل ما تم تحقيقه في هذا السياق حتى الآن".

وأضاف "هذا يعني أنه حتى لو تمكنت الشركات الكبيرة من التوصل إلى لقاح حتى نهاية الشهر الجاري أو أوائل الشهر المقبل، من المرجح أن تطلب إدارة الأغذية والأدوية الأميركية (FDA) الانتظار لفترة قد تتراوح بين 60 إلى 90 يوما، لفحص فاعليته والمصادقة عليه".

وأضاف بانيت أنه "بغض النظر عن الرئيس الذي يجلس في البيت الأبيض، سواء كان جمهوريًا أم ديمقراطيًا، فمن الواضح أنه سيكون هناك ضغط هائل للمصادقة على اللقاح"؛ واستطرد "إذا وضعنا الأمرين بعين الاعتبار، فيمكن توقع بدء الإنتاج في كانون الثاني/ يناير المقبل. وفي البداية، عندما ستعمل الحكومات المحلية تطعيم سكانها أولاً".

وتابع " لذلك، أقدر أن الجرعات الأولى من اللقاح ستصل إلى إسرائيل في نيسان/ أبريل المقبل على أقرب تقدير، وسيتم إعطاؤه أولاً للطاقم الطبي. وبعد بضعة أشهر، ربما في الصيف أو مع اقتراب فصل الشتاء عام 2021، سنرى جرعات عديدة من اللقاح في البلاد".

"مودرنا" (Moderna):

شركة Moderna للتكنولوجيا الحيوية، التي تتخذ من بوسطن مقراً لها، وتحديدا في مدينة كامبريدج، ماساتشوستس، بالقرب من جامعة هارفارد؛ من أول الشركات التي قادت تجارب حول اللّقاح.

ووصلت Moderna اليوم إلى ذروة مراحل الاختبار النهائية للقاح الذي تطوره.

ويعتمد لقاح Moderna على إدخال مادة وراثية تسمى mRNA. تحفز هذه المادة خلايا في الجسم على إنتاج أجزاء من الفيروس، وتثير هذه الأجزاء الاستجابة المناعية المطلوبة.

ومن المرجح أن تكتمل المرحلة النهائية في تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بعد إجراء 30 ألف تجربة. علما بأن النتائج الأولية من هذه المرحلة أظهرت بالفعل فعالية كبيرة للقاح لدى البالغين.

متى سيتم توزيع اللقاحات؟ على الرغم من تقدم الاختبارات، فإن الشركة ليست مستعدة بعد للتقدم بطلب للحصول على ترخيص من إدارة الأغذية والأدوية الأميركية، ويبدو أنها ستصل إلى هذه المرحلة في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في أحسن الأحوال. في ضوء ذلك، سيبدأ إنتاج اللقاح بكميات كبيرة في الربيع القادم، أي في الربع الثاني من العام 2021.

"فايزر" (Pfizer)

ووصلت شركة أميركية أخرى إلى ذروة المرحلة النهائية في تطوير اللقاح هي شركة "فايزر". تعمل الشركة على تطوير ما لا يقل عن أربعة لقاحات مختلفة ضد الفيروس مع شركة الأدوية الألمانية العملاقة "بيونتيك" Biontech.

ووصل أحد اللقاحات التي تطورها الشركة إلى مرحلة الاختبار الشامل على 30 ألف شخص، لذلك سيتم الحصول على النتائج النهائية في نهاية الشهر الجاري.

وتشير التقارير إلى أن شركة فايزر هي الشركة التي تتمتع بأكبر ميزة في هذا المجال ولديها أكبر قدر من الخبرة في تقديم الطلبات إلى إدارة الأغذية والأدوية الأميركية في مجال اللقاحات.

وعلى الرغم من أن الشركة قد تكون جاهزة لطرح أول لقاحاتها في الأسواق خلال تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، غير أن الترجيحات تشير إلى تأخير قد يصل لمدة شهر آخر على الأقل، قبل حصولها على الموافقات الرسمية.

ويرجع ذلك إلى رغبة المتخصصين الطبيين في جميع أنحاء العالم في رؤية آثار اللقاح لمدة شهرين تقريبًا بعد إعطاء جرعته الأخيرة. إذا سارت الأمور على ما يرام، فقد تبدأ الشركة Pfizer في إنتاج اللقاحات في أواخر كانون الثاني/ يناير 2021 أو أوائل شباط/ فبراير المقبل.

"أسترا – زينيكا" (AstraZeneca)

شرعت شركة "أسترا زينيكا" في البحث عن لقاح ضد كورونا بالتعاون مع جامعة أوكسفورد. بدأت الشركة في المرحلة الأخيرة من اختبار لقاحها ولكن هنا واجهت عقبة؛ أصيبت إحدى المشاركات في تجاربها بـ"مرض لم يفسر" ما أدى إلى تعليق المرحلة الثالثة والأخيرة من هذه التجارب، لكنها عادت وأعلنت استئنافها.

لكن يبدو أن الشركة ستتخلف في الحصول على الموافقة النهائية للقاح ولن تصل إلى خط النهاية قبل نهاية العام أو حتى بداية العام المقبل. وفي أحسن الأحوال، ستبدأ الشركة بإنتاج كمات كبيرة من اللقاح في ربيع العام 2021.

"جونسون آند جونسون"

بدأت المجموعة الأميركية للصناعات الدوائية "جونسون آند جونسون" تجارب المرحلة الثالثة للقاح ضد فيروس كورونا المستجد بمشاركة حوالي 60 ألف متطوع من 8 دول.

وقالت الشركة على موقعها إنه في حال أثبت اللقاح فعاليته وأمانه، ستكون الدفعات الأولى متوافرة للاعتماد في عام 2021.

وبدأت الشركة العمل في يناير/كانون الثاني على لقاح اختباري مستخدمة التقنية المعتمدة في تطوير لقاح محتمل ضد فيروس إيبولا.

وتقوم هذه التقنية على الخلط بين فيروس الإنفلونزا العادي غير القادر على التكاثر مع أجزاء من كورونا في محاولة لتحفيز استجابة مناعية لدى الإنسان.

وفي روسيا، بدأت السلطات بتجربة لقاح "سبوتنيك-في" على 40 ألف شخص من سكان العاصمة، الذي كان قد أُعلن عنه في أغسطس الماضي، إلا أن العالم تلقاه بريبة بسبب غياب المرحلة الأخيرة من التجارب في وقت الإعلان.

ولا تتوقع منظمة الصحة العالمية، من جهتها، حملة تطعيم شاملة قبل منتصف عام 2021.

التعليقات