هل حاولت السلطة الفلسطينية دعم نتنياهو بانتخابات الكنيست القريبة؟

حسب تقرير نشرته صحيفة إسرائيلية، فإن نائب وزير في مكتب نتنياهو بحث مع "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" دعم السلطة لنتنياهو بادعاء التحسب من فوز ساعر أو بينيت بالانتخابات، لكن الاتصالات توقفت "لأسباب أمنية"

هل حاولت السلطة الفلسطينية دعم نتنياهو بانتخابات الكنيست القريبة؟

آخر لقاء بين عباس ونتنياهو يعود إلى جنازة بيرس (أ ب)

بحث نائب الوزير الإسرائيلي، فطين ملا، مع أعضاء في "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، في انتخابات الكنيست التي ستجري في 23 آذار/مارس المقبل، وفي "مساعدة" محتملة من جانب السلطة الفلسطينية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهة، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الإثنين.

ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية في رام الله قولها إنها "متحفظة" من اتصالات كهذه، وأن "السلطة الفلسطينية أجرت في الأسابيع الأخيرة اتصالات سرية مع الليكود حول دعم هادئ من جانب السلطة لنتنياهو، بواسطة نشاط مقابل عرب إسرائيل وتشجيعهم على دعم الليكود، أو على الأقل ألا يدعموا القائمة المشتركة".

وأضافت الصحيفة أن "هذه الاتصالات لم تُثمر وتوقفت مؤخرا، لأسباب تقنية على ما يبدو". ومثّل نائب الوزير في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، فطين ملا، الليكود في هذه الاتصالات. وشارك في الاتصالات عن السلطة الفلسطينية "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" التي يرأسها عضو قيادة حركة فتح، محمد المدني، المقرب من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، حسب الصحيفة الإسرائيلية.

وتابعت الصحيفة نقلا عن أحد المصادر، أنه كان ينبغي أن تصل هذه الاتصالات إلى ذروتها من خلال اجتماع في رام الله في أعقاب دعوة من جانب السلطة. "لكن اللقاء لم يعقد في نهاية الأمر لأن الجانب الإسرائيلي لم يصادق عليه، وعلى ما يبدو لأسباب أمنية تتعلق بالدخول إلى رام الله"، علما أن وفدا رفيعا من وزارة الصحة الإسرائيلية زار رام الله الأسبوع الماضي. وأضاف المصدر أن "الجانب الفلسطيني شعر بالإهانة من عدم تلبية الدعوة" ثم جمّد الاتصالات.

وقالت المصادر التي تحدثت إلى الصحيفة، إنه بعد الإعلان عن الانتخابات الرابعة للكنيست، "حللوا في السلطة الفلسطينية الساحة الحزبية الإسرائيلية وأدركوا أن المعركة على الحكم ستكون بين يمين ويمين صقري. وحسب تحليلهم، يعتبر نتنياهو معتدلا من الناحية السياسية قياسا بنفتالي بينيت وغدعون ساعر".

واعتبرت الصحيفة أن "التخوف الفلسطيني هو أن انتخاب أحدهما (بينيت أو ساعر) سيزيد من احتمالات تنفيذ خطوات أحادية الجانب في الضفة الغربية، مثل ضم جزئي وتوسيع مستوطنات". وحسب الصحيفة أيضا، فإن "العلاقات بين رام الله والقائمة المشتركة أصبحت باردة في الأشهر الأخيرة".

وكان نتنياهو قد استخدم السلطة الفلسطينية في الجولة الانتخابية الثانية للكنيست، عام 2019، عندما روّج أن السلطة تدعو إلى الخروج للتصويت من أجل إسقاطه، وكان هدف نتنياهو تشجيع ناخبي اليمين على التوجه إلى صناديق الاقتراع. وفي أعقاب ذلك أصدرت السلطة بيانا نفت فيه ادعاءات نتنياهو.

ونقلت الصحيفة عن ملا قوله إنه تجري محادثات، لكنه وصفها بأنها "أحاديث متنوعة على نار خافتة. ونحن نحاول القيام بشي جيد من أجل شعب إسرائيل والشرق الأوسط. ولا يمكنني أن أفصح أكثر من ذلك. والقائمة المشتركة لا تمثل الشعب الفلسطيني".

وعقب حزب الليكود بالقول إن ما جاء في تقرير الصحيفة "هراء"، مضيفا أن "الجميع يعلم أن السلطة الفلسطينية تفضل (رئيس حزب "ييش عتيد" يائير) لبيد كرئيس للحكومة بدلا من نتنياهو الذي حقق السنة الأمنية الأكثر أمانا منذ قيام الدولة".

كذلك عقب ساعر قائلا إن "محاولة نتنياهو لدفع قادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى التدخل بالانتخابات في إسرائيل هو حضيض جديد. ولا توجد خطوط حمراء لدى نتنياهو. وهو يثبت مرة تلو الأخرى أن ما يهمه فقط هي مصالحه الشخصية، التي تتغلب على المصلحة القومية. وهو لم يعد كفؤا لأن يتولى منصب رئيس حكومة إسرائيل".

التعليقات