الاتفاق النووي: "إسرائيل عاجزة عن التأثير على إدارة بايدن"

محلل إسرائيلي: "إدارة بايدن لن تسمح لأحد بعرقلة سعيها إلى حل مشاكل داخلية. ويريد الأميركيون ’تجنيد’ إسرائيل منعا لإحراج نتنياهو أمام الجمهور الإسرائيلي عشية الانتخابات. لكن من الناحية الفعلية، إسرائيل مطالبة بالأساس بعدم الإزعاج"

الاتفاق النووي:

بايدن ونتنياهو، عام 2010 (أ.ب.)

يوجد خلاف مبدئي بين إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حول الموضوع النووي الإيراني وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، رغم أن حوارا مباشرا بين الجانبين لم يجرِ حتى الآن، وفق ما أفاد المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، اليوم الجمعة. وذلك خلافا لتقارير تحدثت عن لقاءات بين مسؤولين أمنيين إسرائيليين ومسؤولين في إدارة بايدن.

وأشار فيشمان إلى أن "اللجنة المشتركة الإسرائيلية – الأميركية، التي كانت سرية جدا حتى الآونة الأخيرة، ستجتمع مجددا في الأيام القريبة، من أجل العودة إلى التداول في تنسيق المواقف في موضوع التهديد النووي الإيراني".

ولفت فيشمان إلى أن "الأميركيين هم الذين توجهوا إلى إسرائيل طالبين استئناف لقاءات اللجنة، التي يرأسها رؤساء مجلسي الأمن القومي في الدولتين". وأضاف فيشمان أنه "خلافا لفترة الرئيس ترامب، يعود الجانب الإسرائيلي إلى الملعب عاجزا: يصرح بمواقف أكثر من التأثير على قرارات".

وتابع فيشمان أن الأميركيين هم الذين توجهوا إلى إسرائيل "من أجل إنزالهم عن ظهرهم". فالإدارة الجديدة تركز على مهمتين مركزيتين، هما الأزمة الاقتصادية والأزمة الصحية بانتشار فيروس كورونا. "ومن أجل التركيز فيهما، تسعى الإدارة إلى التخلص من الدُمّلة الآخذة بالانتفاخ للتهديد النووي الإيراني. وطالما أن الإدارة تؤمن بوجود احتمال لاستئناف المفاوضات مع إيران، فإنها ستحاول تليين وتهدئة حليفاتها في الشرق الأوسط".

ورأى فيشمان أن إدارة بايدن "لن تسمح لأحد بعرقلة سعيها إلى حل مشاكل داخلية. ويريد الأميركيون ’تجنيد’ إسرائيل ومنح رئيس الحكومة شعورا بأن لديه ما يريد قوله، منعا لإحراجه أمام الجمهور الإسرائيلي عشية الانتخابات. لكن من الناحية الفعلية، إسرائيل مطالبة بالأساس بعدم الإزعاج".

ووصف فيشمان الخلاف بين نتنياهو وإدارة بايد، بأن الأول يعتبر أن حل الموضوع الإيراني هو "كل شيء أو لا شيء، والآن. وعلى إيران أن تنزع مواردها النووية التي قد تقود إلى مشروع عسكري وتفكك مشروع الصواريخ البالستية. وحتى يتم ذلك، ينبغي فرض مقاطعة مطلقة عليها".

وفي المقابل، ترى إدارة بايدن، وفقا لفيشمان، أن موقف نتنياهو "ليس واقعيا. ونعود إلى المفاوضات في محاولة لتحقيق اتفاق أفضل. وإذا لم نحقق ذلك سنعيد العقوبات. وسنبحث مواضيع الصواريخ البالستية والتدخل (الإيراني) في الشرق الأوسط في لجان موازية. والتوصل إلى اتفاق أميركي – إيراني لن يكون مرتبطا بتقدم المباحثات في اللجان الموازية".

وأشار فيشمان إلى أن إسرائيل تواجدت في خانة كهذه خلال ولاية الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، "لكن في حينه كان بإمكان نتنياهو الظهور أمام مجلسي الكونغرس ومهاجمة سياسة الرئيس. واليوم، لا توجد أغلبية في هذين المجلسين من أجل دعوته. ولعل هذا هو المؤشر الأبرز لضعف رافعات الضغط الإسرائيلية في الولايات المتحدة حول القضية الإيرانية".

ورغم أن "الأميركيين لم يلتقوا مع الإسرائيليين بعد، إلا أنهم يخوضون لعبة مسبقة مع الإيرانيين"، في إشارة إلى موافقة إدارة بايدن على لقاء مندوبين إيرانيين بدعوة من الاتحاد الأوروبي، وإعلان البنك المركزي الإيراني عن تحرير كوريا الجنوبية موارد إيرانية مجمدة، "وهذه خطوة لا تتم بدون مصادقة أميركية"، إلى جانب البحث حاليا في إمكانية حصول إيران على قروض من صناديق مالية دولية، وهذه خطوة يمكن تنفيذها بمصادقة الولايات المتحدة فقط.

وفي موازاة ذلك، مدد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلافا لقرار البرلمان إشراف اللجنة الدولية للطاقة الذرية الجزئي على منشآت نووية بثلاثة أشهر. وأشار فيشمان إلى أن هذا لم يكن سيحدث من دون مصادقة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي.

وخلص فيشمان، المقرب من الدوائر الأمنية، وخاصة الجيش الإسرائيلي، إلى أنه "لا شك في أن على إسرائيل أن تحارب من أجل مصالحها، لكن ما زلنا لا نتواجد في النقطة التي تبرر كسر القواعد مقابل الإدارة الأميركية. وينبغي توفير هذه الذخيرة للفترة التي تحدث فيها الأمور فعليا. وإذا بدأ رئيس الحكومة بالصراخ الآن بأن الخطر داهم، فستكون هذه بمثابة إطلاقه رصاصة على ساقه".

التعليقات