الانتخابات الفلسطينية: إسرائيل تتحسب فوز حماس وسيطرتها على الضفة

ضابط إسرائيلي: "في حال فوز حماس، إسرائيل لن تستمر بالعمل بموجب الاتفاقيات مقابل سلطة فلسطينية تقودها حماس. وأوتوماتيكيا لن تكون هناك أجهزة ولن يكون تنسيق أمني، وسنضطر إلى التساؤل حول ما قيمة هذه الاتفاقيات أصلا"

الانتخابات الفلسطينية: إسرائيل تتحسب فوز حماس وسيطرتها على الضفة

السنوار بعد فوزه بالانتخابات الداخلية في حماس، أول من أمس (أ.ب.)

يسود تخوف في أجهزة الأمن الإسرائيلية من احتمال فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية، في أيار/مايو المقبل، وأن تسيطر الحركة على الضفة الغربية أيضا، إضافة لقطاع غزة. وفي هذا السياق، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة، إلى أن "رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لم يستجب حتى الآن للتحذرات الإسرائيلية بشأن إمكانية انتهاء الانتخابات بفوز حماس وبسيطرة خصومه تدريجيا على مناطق السلطة في الضفة الغربية".

وحسب هرئيل، فإن الصعوبات التي واجهها رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، في الانتخابات لهذا المنصب، الأسبوع الحالي، "قوبلت بمفاجأة معينة في جهاز الأمن الإسرائيلي".

ونقل هرئيل عن رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في مركز ديان في جامعة تل أبيب، د. ميخائيل ميلشطاين، قوله إن "الفوز الضعيف والمتأخر للسنوار، أشبه ببطاقة صفراء رفعها أمامه الناخبون من حركته".

وأضاف ميلشطاين، الذي تسرح من الجيش الإسرائيلي برتبة عميد وكان يرأس الدائرة الفلسطينية في شعبة الاستخبارات العسكرية، أن نتائج الانتخابات في حماس "تعبر عن خيبة أمل من وتيرة تحسين الحياة في القطاع. فمسيرات العودة عن السياج الأمني وإطلاق البالونات الحارقة باتجاه النقب لم تحقق شيئا. ودليل على ذلك أن السنوار اضطر للتخلي عنها منذ أكثر من سنة".

وتابع ميلشطاين أنه يوجد غضب متراكم من جانب جيل القدامى في حماس، الذين زجهم السنوار وقادة الذراع العسكري من حوله جانبا. وعلى الأرجح أن يضطر السنوار إلى إبداء ليونة أكثر وأخذ الانتقادات بالحسبان، في أعقاب الرسالة التي تلقاها من الناخبين".

عمال فلسطينيون يعملون في إسرائيل ينتظرون تلقي تطعيم "موديرنا" المضاد لكورونا، الإثنين الماضي (أ.ب.)

فيما يتعلق بتحسين الحياة في القطاع، قال "منسق أعمال الحكومة الإسرائيلي في المناطق" المحتلة، كميل أبو ركن، في مقابلة معه نشرتها صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم، إنه "يوجد عدد غير قليل من المشاريع الكبيرة التي يمكن دفعها. خط غاز إلى غزة، مناطق صناعية. وقد أوضحنا لهم ولأي جهة ممكنة أخرى أن هذا لن يحصل إلى حين حل مسألة الأسرى والمفقودين"، في إشارة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قُتلا خلال العدوان على غزة عام 2014 ومواطنين إسرائيليين محتجزِين في القطاع.

وفيما يتعلق بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، قال أبو ركن إن "حماس معنية جدا بهذه الانتخابات، ولذلك توافق على أمور مثل الإشراف القضائي، لأن غايتهم هي الوصول إلى يهودا والسامرة (الضفة الغربية). وهم سيتعاونون مع أي شيء يمكنهم أن يقودهم إلى هناك".

وبحسب أبو ركن، فإن التقديرات الإسرائيلية هي أن حماس ستحصل على 40% من الأصوات وحركة فتح على 60%. لكنه أشار إلى تبدد التقديرات المسبقة في انتخابات العام 2006، وقال إنه "قد تحصل مفاجأة هذه المرة أيضا". وأضاف أن هذا قد يحدث "ليس بسبب التأييد لحماس، وإنما إثر نفور الجمهور من السلطة الفلسطينية، وكذلك بسبب الانقسامات داخل فتح وتنظيم حماس. وحماس ليس لديها تأييدا من أغلبية السكان، لكنهم منظمون ويوجد هدف لديهم".

وحول احتمال فوز حماس في الانتخابات، قال أبو ركن إنه "استعدينا لمواجهة أي سيناريو، وبضمن ذلك إمكانية حدوث تصاعد في الإرهاب. وأريد أن أذكّر بأنه حتى عندما قطعت السلطة الفلسطينية الاتصال معنا، العام الماضي، استمرينا بالعمل".

وزعم أبو ركن أن إسرائيل لا تتدخل حاليا بالانتخابات الفلسطينية، رغم أن تقارير إسرائيلية أكدت تدخلها من خلال منع ناشطين محسوبين على حماس من ترشيح أنفسهم واعتقال قسم منهم إداريا لأشهر تمتد إلى ما بعد الانتخابات.

وتابع أنه في حال فوز حماس، فإن إسرائيل لن تستمر بالعمل بموجب الاتفاقيات (التي تنتهكها باستمرار) مقابل سلطة فلسطينية تقودها حماس. "وإذا حصل هذا، فإنه أوتوماتيكيا لن تكون هناك أجهزة (أمنية) ولن يكون تنسيق أمني، وعندها سنضطر إلى التساؤل حول ما قيمة هذه الاتفاقيات أصلا".

وحول القيادي في حركة فتح الذي يمكن أن يخلف عباس، قال أبو ركن إنه "راهنت على ناصر القدوة". وفيما يتعلق بالمنشق عن فتح، محمد دحلان، "أنا لا أرى أنه يوجد احتمال له. ورغم أن حماس تسمح له بإدخال أشخاص من جانبه إلى غزة وسكب أموال هناك، لكنهم ليسوا مطواعين، وفي يهودا والسامرة لا توجد قاعدة مؤيدة له أبدا".

التعليقات