الاتفاق النووي: "الوفود الإسرائيلية لواشنطن قصة فشل معلن"

وفقا لمحلل أمني إسرائيلي، فإنه لم يجر تحضير مسبق لزيارات ثلاثة وفود أمنية لواشنطن لإجراء محادثات حول الاتفاق النووي: الكابينيت ليس مخولا قانونيا من اتخاذ قرارات، واللقاء مع الأميركيين هدفها التعارف، فيما رئيس الموساد سيودع زملاءه في CIA

الاتفاق النووي:

غانتس ووزير الدفاع الأميركي في تل أبيب، 11 نيسان/أبريل الحالي (وزارة الأمن)

يثير توجه وفود أمنية إسرائيلية، الأسبوع الحالي، إلى الولايات المتحدة من أجل التعبير عن معارضة إسرائيل لعودة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للاتفاق النووي مع إيران، تساؤلات حول جدوى هذه الوفود والمحادثات، التي تعتبر أن جاءت متأخرة، إلى جانب أن إسرائيل تتجه إلى هذه المحادثات بصورة ملتوية ومن دون تحضير ملائم مسبق، ولذلك فإن نتيجتها معروفة سلفا، وفق تقرير نشره المحلل الأمني، يوسي ميلمان، في موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني اليوم، الثلاثاء.

يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أوفد إلى واشنطن كلا من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، تمير هايمن، المنتهية ولايته في هذا المنصب، ورئيس الشعبة الإستراتيجية والدائرة الثالثة، أي "قائد الجبهة مع إيران"، طال كالمان. وألغى رئيس اركان الجيش الإسرائيلي، افيف كوخافي، سفره إلى واشنطن إثر التصعيد مقابل غزة، نهاية الأسبوع الماضي. وسيجري هذا الوفد محادثات مع مسؤولين عسكريين أميركيين. ورأى ميلمان أنه بعد أن أشارت تقديرات الشاباك إلى أن القدس هدأت وأن حماس في غزة ليست مهتمة بالتصعيد، تعين على كوخافي السفر إلى الولايات المتحدة، وتساءل "هل أصبح النووي الإيراني فجأة أقل أهمية من غزة والضفة؟".

ويزور واشنطن، الأسبوع الحالي، وفد عن مجلس الأمن القومي، ورئيسه مئير بن شبات، ليلتقي مع نظيره الأميركي، جاك ساليفان. كما يتوجه رئيس الموساد الذي تنتهي ولايته بعد شهرين، يوسي كوهين، إلى واشنطن، للقاء مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وليام بيرنز.

وأضاف ميلمان أن "الغزوة" الإسرائيلية على واشنطن "غريبة للغاية". وأوضح أنه "لا يدور الحديث عن وفد واحد مشترك وإنما ثلاثة وفود، ومندوبي كل وفد سيتحدثون مع مظرائهم بشكل منفصل".

وتابع ميلمان أنه قبل سفر الوفود إلى واشنطن، عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) اجتماعا، رغم أنه ليس مخولا باتخاذ قرارات بسبب الأزمة السياسية، أي أن الحكومة الحالية انتقالية ولا يوجد فيها وزير قضاء. كما أن هدف عقد الكابينيت هو الاستماع لتقارير من قادة الأجهزة الأمنية، "وهذا مثال على حالة الفوضى التي تميز منذ فترة طويلة أداء الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو. وعملية اتخاذ القرارات ليست منتظمة، والكابينيت لا يعمل وعمليا، لا توجد لإسرائيل سياسية واضحة حول ما العمل مقابل نية الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق النووي".

وأشار ميلمان إلى الخلافات بين نتنياهو وبين وزير الأمني، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، حول طبيعة المحادثات مع إدارة بايدن والرسائل التي ينبغي إيصالها لها. نتنياهو متشدد، وغانتس وأشكنازي يسعيان إلى حوار مع بايدن.

ولفت ميلمان إلى أن جزءا من اللقاءات بين الإسرائيليين والأميركيين لن تتطرق أبدا إلى القضية الإيرانية، "وستكون في مركزها مواضيع عسكرية واستخباراتية آنية وتم تحديدها مسبقا. وبالنسبة لجميع المشاركين الإسرائيليين، ستكون هذه لقاءات تعارف مع مندوبي إدارة بايدن. وبالنسبة لكوهين، الهدف الأساسي من اللقاء هو وداع زملائه في CIA".

التعليقات