تحليلات: الأحداث في الشمال ستدفع إسرائيل لوقف العدوان على غزة

"على الأرجح أن إطلاق قذائف صاروخية كهذا لم يكن سينفذ من دون موافقة صامتة، على الأقل، من جانب حزب الله. ويضع إطلاقها معضلة أمام إسرائيل، بأي قوة يكون الرد من دون استدراج حزب الله أيضا إلى المواجهة"

تحليلات: الأحداث في الشمال ستدفع إسرائيل لوقف العدوان على غزة

دبابة إسرائيل تطلق قذائف باتجاه قطاع غزة، أمس (أ.ب.)

تعتبر إسرائيل أن إطلاق أربع قذائف صاروخية من جنوب لبنان باتجاه منطقة الكرايوت، بين عكا وحيفا، أمس، جرى بمصادقة حزب الله، حسبما ذكرت الصحف الإسرائيلية اليوم، الخميس.

وبحسب المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أجرونوت"، يوسي يهوشواع، فإن "إطلاق القذائف الصاروخية أمس باتجاه الكرايوت، الذي نفذه فصيل فلسطيني، تم بمصادقة حزب الله وأمينه العام، حسن نصر الله. وهذا أبرز إطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل منذ حرب لبنان الثانية"، مشيرة إلى أنه خلال العدوان على غزة عام 2014 تم إطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل ولكن مداها كان أقصر وسقطت في الجليل.

وأضاف أن "حزب الله سمح بأعمال شغب عنيفة عند الجدار الحدودي قرب المطلة، وبالأمس تسللت طائرة بدون طيار من سورية وتم اعتراضها عند مرج العيون" في منطقة بيسان.

وتابع يهوشواع أن تقديرات الجيش الإسرائيلي "لا تستبعد إمكانية أن إيران هي التي توجه الأحداث في جميع الجبهات. وحزب الله يصادق ويشجع تنظيمات فلسطينية على إطلاق النار. ومنطقة صديقين، التي أطلقت منها القذائف الصاروخية، هي معقل لحزب الله. ولا أحد يقترب إلى هناك بقطر خمسة كيلومترات من دون مصادقته".

دمار خلفه قصف الاحتلال الإسرائيلي في غزة، أمس (أ.ب.)

وذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أنه تم إطلاق ثلاث رشقات صاروخية من لبنان وواحدة من سورية منذ بداية العدوان على غزة. "وكانت الكرايوت الهدف الأبعد والأكثر دويا حتى الآن، رغم أن الرشقة الصاروخية انتهت بدون إصابات".

وأضاف أنه "على الأرجح أن إطلاق قذائف صاروخية كهذا لم يكن سينفذ من دون موافقة صامتة، على الأقل، من جانب حزب الله. ويضع إطلاقها معضلة أمام إسرائيل، بأي قوة يكون الرد من دون استدراج حزب الله أيضا إلى المواجهة. وحسب رد الفعل الأولي، إطلاق قذائف مدفعية، يبدو أن إسرائيل لا تسعى لتصعيد التوتر في الشمال".

ورأى يهوشواع أن "تجنيد حزب الله هو إنجاز آخر بالنسبة لحماس. وفي سيناريوهات الجيش الإسرائيلي حول حرب شاملة، تدور الحرب مقابل حزب الله. وحماس هي التي تنضم. وحزب الله مستعد لمخاطرة كبيرة بإطلاق قذائف صاروخية تضامنا، إلى درجة الشروع بمعركة، وهذا أمر مقلق".

واعتبر أنه "يوجد هنا تلميح: إذا استمرت إسرائيل بالعمل في غزة، ستواجه جبهة ثانية. وهذا لم يعد تضامنا مع حماس وإنما مخاطرة حقيقية بإشعال الوضع".

وأشار يهوشواع إلى أن نتنياهو حدد أهداف العدوان على غزة، "بتوجيه ضربات لحماس وزيادة الردع. وهذا يخضع للتحليل طبعا، ولكن إذا كانت هذه هي الأهداف، فإنه في الجيش الإسرائيلي مقتنعون بأنهم حققوها، ولذلك بالإمكان إنهاء العملية العسكرية".

وبحسبه، فإن "الأحداث في الشمال ستدفع إسرائيل إلى وقف إطلاق النار، وينبغي التذكير بأنه حتى نهاية عملية الجرف الصامد العسكرية (عدوان 2014) سُجلت سبع مرات وقف إطلاق نار. ولن يعلن أي مسؤول إسرائيلي عن وقف إطلاق نار. وهذا سيحدث من خلال تقارير في وسائل إعلام عربية بعد عدة ساعات من الهدوء".

التعليقات