تحليلات: تناقض مواقف وضبابية تغلف مستقبل حكومة بينيت – لبيد

"جميع الوعود الانتخابية للأحزاب التي تشكل الحكومة الجديدة لم تعد واقعية، بغياب أغلبية واضحة لأحد الأطراف، بسبب نظام الفيتو المتبادل على قرارات مختلف حولها ولأن انسحاب أي كتلة من شأنه أن يؤدي إلى انهيار هذا الجسر المتهلهل"

تحليلات: تناقض مواقف وضبابية تغلف مستقبل حكومة بينيت – لبيد

بينيت في الكنيست، الأسبوع الماضي (أ.ب.)

فشل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي ستنتهي ولايته مساء اليوم، الأحد، في منع تشكيل المعسكر المناوئ له حكومة جديدة يتوقع أن تُنصّب عصر اليوم. وسيصبح نتنياهو رئيسا للمعارضة، لأول مرة منذ 12 عاما. لكن التقديرات تشير إلى أن مهمته الأساسية في منصبه الجديد ستكون محاولة إسقاط الحكومة الجديدة وبأسرع وقت ممكن.

وسيتناوب على رئاسة الحكومة الجديدة رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، في السنتين الأولتين لولايتها، ورئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد. وتتألف الحكومة من ثمانية أحزاب من اليمين والوسط واليسار الصهيونية والقائمة الموحدة (الإسلامية الجنوبية). وأشار محللون إلى تناقض مواقف الأحزاب التي تشكلها وأن مستقبلها مغلف بضبابية تجعل من الصعب التكهن بمستقبلها.

واعتبر رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، أن "إسرائيل تدخل إلى عهد سياسي جديد"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى المشاكل التي ستواجهها الحكومة الجديدة: "الائتلاف المتوتر بين اليمين واليسار، الذي تختلف الأحزاب التي تشكله حول أي مسألة قومية جوهرية؛ انضمام حزب عربي كشريك في الحكم؛ رئيس حكومة (بينيت) يوجد ستة أعضاء في كتلته كانوا يفضلون الاحتفال بتنصيب حكومة في بيئة أخرى (حكومة يمينية)؛ نظام التبادل في المناصب والتناوب والتأثير المتساوي على قراراتها، الذي يعقد بشكل أكبر التسويات الشائكة التي أقرتها الحكومة المنتهية ولايتها؛ التهديدات الواضحة والداهمة في القدس وغزة والبؤرة الاستيطانية العشوائية أفيتار، التي من شأنها زعزعة الهيكل (أي الحكومة) الحساس منذ أيامه الأولى".

وأضاف بن أنه "لهذه الأسباب كلها يصعب تقدير كيف ستعمل الحكومة الجديدة، كم من الوقت ستصمد وكيف سترد على التحديات الأمنية والاجتماعية التي ستمثل أمامها. ويسمي اليمينيون هذا المخلوق أنه ’حكومة يسار’، ويوضح اليساريون أنها ’حكومة يمين’".

وشدد بن على أن "أيا من الوعود الانتخابية للأحزاب التي تشكل الحكومة الجديدة لم يعد واقعيا، بغياب أغلبية واضحة لأحد الأطراف، بسبب نظام الفيتو المتبادل على قرارات مختلف حولها ولأن انسحاب أي كتلة من شأنه أن يؤدي إلى انهيار هذا الجسر المتهلهل، وفيما يتربص حزب الليكود بنوابه الثلاثين بشهوة للانتقام".

وأشار بن إلى أنه "بعدم وجود أيديولوجيا أو رؤية مشتركة، سيتم اختبار حكومة التغيير وفقا لقراراتها وأفعالها. وهذه ستوضح إذا كانت هيئة يسارية، يمينية أو هذا وذاك. وأظهرت المفاوضات الائتلافية أن أعضاء الائتلاف الجديد يتوقون إلى الحكم أكثر من تحقيق أحلامهم الفكرية. وطالما يضعون كراسيهم في رأس سلم الأولويات ويفككون الألغام الأيديولوجية، سيتمكنون من جرّ العربة سوية".

نتنياهو، الأسبوع الماضي (أ.ب.)

وتوقع بن أن "يكون هذا سهلا في الفترة الأولى، وتعليق التهمة على الزعيم المنتهية ولايته. وستفتح الأدراج، وستسرب الوثائق وسيتهم نتنياهو ووزراءه كمسؤولين عن العجز الرهيب في الميزانية، كمبادرين لافكار صادمة للمس بحقوق المواطن، كمحتالين ومغامرين عديمي المسؤولية الذين لم يهتموا لشؤون الدولة أبدا. مثلما تكشف إدارة بايدن الآن إجحافات ترامب تماما".

ورأى بن أنه "هنا يكمن الخطر الأكبر على نفتالي بينيت ويائير لبيد. من شدة المجهود من أجل إظهار للجمهور والمجتمع الدولي، لإيران وحماس ’أنهم ليسوا بيبي’، فإنهم قد يخطئون بقرارات متسرعة غايتها ’نرميم الردع,، ’ليظهروا لمن السيادة’، ’تغيير الشرق الأوسط’ وما إلى ذلك. ويجدر بهما أن يتعلما من أخطاء إيهود باراك وإيهود أولمرت، اللذان أسقطا على أنفسهما الهيكل السياسي بسبب تسرعهما في صنع سلام أو شن حرب".

وتابع أنه "إذا أرادا إحداث تغيير حقيقي في إسرائيل وعلاقاتها الخارجية، من الأفضل للحكام الجدد أن يتصرفوا مثل أريئيل شارون لدى صعوده إلى الحكم، في العام 2001. أن يهدئوا المؤسسة، يضعوا قواهد عمل منظمة، يبتعدوا عن معارك الوحل مع نتنياهو وجوقته ويؤجلوا أي قرار هام إلى الوقت المناسب، الذي يحظى فيه بتأييد داخلي وخارجي. وإذا انجروا وراء أي فرصة ’لإظهار تغيير’، قد يكتشفوا أن هذه هي الطريق القصير إلى أسفل".

من جانبه، أشار المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، إلى أن تكرار سيناريو الهجوم على الكونغرس، في نهاية ولاية ترامب، هو "أمنية أفراد عائلة نتنياهو"، وأن "نتنياهو يستخدم في الأيام الأخيرة الخطاب نفسه الذي استخدمه ترامب في أيام الجنون والغضب في بداية كانون الثاني/يناير الماضي: سرقوا الحكم، خدعوا الجمهور، استهدفوا الديمقراطية وما إلى ذلك".

ورأى كسبيت أن سبب سقوط نتنياهو "ليس الملفات الجنائية. فقد استمر بتولي منصبه رغم المحاكمة، وفقا لنص القانون وقرار المحكمة العليا. ما أسقط نتنياهو، هو الكتلة الهائلة من الأفراد الذين خدعهم، خانهم، لسعهم، أهانهم وداس عليهم، والفوضى. والأمر الثاني الذيث أسقط نتنياهو هو الفوضى. وبشكل خاص وكلاء الفوضى الذين نثرهم في أنحاء حيّزنا العام، وهم وكلاء ينشرون ثقافة الكذب، التحريض، الانفلات وطقوس تقديس الشخصية".

وأضاف أنه "إذا أصبح بينيت رئيسا للحكومة، فإنه سيصنع تاريخا. وسيكون أول رئيس حكومة يعتمر قلنسوة... لكنه يصر على التفكير خارج العلبة حتى عندما يكون ذلك خطيرا. وهو سينهض ويسقط وفقا لأدائه، وخاصة وفقا لنوعية القوى البشرية ومستوى الاستشارة التي ينظمها حوله".

التعليقات