تعيين يوسي كوهين منسقا لـ"سوفت بنك": لماذا السعودية مرتبطة بذلك؟

مجموعة الاتصالات اليابانية "سوفت بنك"، وصندوق الاستثمارات "فيجن فاند" التابع لها، أعلن عن تعيين رئيس الموساد السابق منسقا لها في إسرائيل ودول أخرى، رغم أن كوهين لا يملك أبدا خبرة في الهايتك والاستثمارات، فما هي الأسباب؟

تعيين يوسي كوهين منسقا لـ

رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين (أ.ب.)

أكد رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، أول من أمس الجمعة، أنه عُيّن مؤخرا منسقا في إسرائيل لمجموعة الاتصالات اليابانية "سوفت بنك" وصندوق الاستثمارات العملاق "فيجن فاند"، وسيكون المسؤول عن نشاط الصندوق في إسرائيل وعلى ما يبدو في خارجها، خاصة في الخليج، في خدمة مؤسس "سوفتبنك"، الملياردير الياباني ماسايوشي صن. وذلك حسبما أعلنت مجموعة "سوفت بنك" أيضا.

وتجدر الإشارة إلى أن "صندوق فيجن" هو الأكبر من نوعه في العالم، ويستثمر في مبادرات ستارت أب تكنولوجية بشكل كثيف للغاية. ويستثمر "صندوق فيجن 2" أو يرصد غاية استثمارات جديدة بوتيرة شركة واحدة تقريبا يوميا. وبحوزة الصندوق الأول رأسمال بحجم 100 مليار دولار، وحجم رأسمال الصندوق الثاني 30 مليار دولار تقريبا، وتخطط للاستثمار في أكثر من 130 شركة، بعضها إسرائيلية، وفق ما ذكرت صحيفة "ذي ماركر" اليوم، الأحد.

وتساءلت الصحيفة حول سبب توظيف صن لكوهين، كونه لا يملك خبرة في مجال الهايتك. فكوهين (59 عاما) درس علم الاجتماع، وقضى حياته في الموساد. وهو مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في فرع رأس المال الاستثماري، قولهم إنه لا توجد لكوهين أي خبرة في الهايتك أو الاستثمارات أو المجال المالي أو في التكنولوجيا.

ورجحت الصحيفة أن أحد أسباب توظيف كوهين في المنصب هو أن المستثمر الأساسي في "صندوق فيجن" الأول، بحجم 45 مليار دولار، هو صندوق الثروة السعودي. كذلك استثمرت الإمارات في هذا الصندوق. ولفتت الصحيفة إلى أن "يوسي كوهين انشغل بشكل مكثف في السنوات الأخيرة بعلاقات إسرائيل مع قادة الإمارات والسعودية".

ويذكر أن كوهين كان الشخصية المركزية في اتفاقيات التحالف وتطبيع العلاقات، المعروفة أيضا باسم "اتفاقيات أبراهام"، بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين. كذلك شارك كوهين في لقاءات مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. وكان مسؤولا، بحسب الصحيفة، عن نقل المنح المالية القطرية إلى قطاع غزة.

وترددت تقارير في الأشهر الماضية عن أن كوهين سيتعاون مع وزير الخزانة الأميركي السابق، ستيفن مينوتشين، في صندوق استثمارات تموله الإمارات ودول خليجية أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين صن وأمراء الخليج تراجعت قبل سنة ونصف السنة، بسبب إسرائيلي آخر، هو مدير عام مشروع "وي وورك"، آدم نويمان، إثر انهيار هذا المشروع في العام 2019. فقد كانت مجموعة "سوفت بنك" و"صندوق فيجن 1" المستثمرين الابرز في "وي وورك"، بـ10 مليارات دولار، وتسبب الانهيار بضرر اقتصادي لـ"سوفت بنك" وغضب سعودي.

وتحدثت تقارير إعلامية، في نهاية 2019، عن خيبة أمل لدى أبناء العائلة المالكة في السعودية من خسارة "سوفت بنك"، بسبب إستراتيجية الصندوق واتخاذ القرارات فيه ونوعية الإشراف على كثير من مبادرات ستارت أب والمبادرين لها. وفي أعقاب خسائر "وي وورك" قرر الأمراء عدم المشاركة في تجنيد رأسمال لصندوق "فيجن 2".

ووفقا للصحيفة، فإن "إعادة تسخين العلاقات مع العائلات المالكة في الخليج وفتح محفظاتهم مجددا، قد يكون إذً، مهمة مركزية ليوسي كوهين، وهو خبير في ذلك. رغم أن السؤال يبقى، إلى أي مدى لا تزال قدرات وعلاقات كوهين مهمة بعد أن أنهى مهام منصبه كرئيس للموساد، وفيما فقد نتنياهو منصبه كرئيس حكومة، وبعد أن غادر دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير البيت الأبيض".

ولفتت الصحيفة إلى أن التعاون بين شركات هايتك، التي تطور برامج تجسس، والمؤسسة الأمنية ضروري. "فشركات مثل NSO ومنافساتها لا يمكنها العمل من دون مصادقة وزارة الأمن الإسرائيلية، ومبادرات ستات أب كثيرة أخرى ستكون سعيدة إذا فتح يوسي كوهين أمامها أبواب أجهزة استخبارات في إسرائيل والعالم، وحصولها قبل ذلك على استثمارات من سوفت بنك".

وأفادت وسائل إعلام عالمية مؤخرا، بأن "سوفت بنك" تمارس ما يوصف بـ"البلطجية التجارية". فهي تتوجه إلى شركات تريد الاستثمار فيها، وتوضح لها أنه إما أنها ستستثمر فيها أو أنها ستستثمر في منافساتها، وأنها ستسيطر على السوق في جميع الأحوال.

وأشارت الصحيفة إلى أن "هذا بالضبط ما حصل لوي وورك: صن قال لنويمان أن عليه أن ’يجن’ كي يسيطر على سوق مراكز المكاتب للهايتك في العالم كله، ويدوس المنافسين، وأعطاه المال اللازم لهذه المهمة".

وأضافت الصحيفة أن "هذه الآلية لن تكون غريبة بالنسبة لشخص مثل يوسي كوهين، وهو جاسوس محترف ومشغل جواسيس ومهمة الابتزاز والتهديدات ليست بعيدة عنه، وربما هذه أفضلية بنظر ماسايوشي صن".

التعليقات