إسرائيل تسعى لإقناع أميركا وبريطانيا بتحميل إيران مسؤولية مهاجمة السفينة

محللون: توجه بينيت "قد يُملي الآن رد فعل إسرائيلي شديد نسبيا. ومن الجائز أن تسعى إسرائيل إلى توجيه ضربة مدوية، وبذلك إنهاء هذا الحدث، لكن الأمور، كالعادة، ليست متعلقة بإسرائيل فقط، وإنما باعتبارات الجانب الآخر أيضا"

إسرائيل تسعى لإقناع أميركا وبريطانيا بتحميل إيران مسؤولية مهاجمة السفينة

السفينة "ميرسر ستريت" (أ.ب.)

تسعى إسرائيل إلى إقناع الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى بتحميل إيران المسؤولية عن هجوم استهدف سفينة "ميرسير ستريت" التي تشغلها شركة يديرها رجل أعمال إسرائيلي في خليج عُمان، أول من أمس، فيما أشار محللون إسرائيليون اليوم، الأحد، إلى احتمال تردد إسرائيل في الرد على مهاجمة السفينة.

وأجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، ووزير الأمن، بيني غانتس، ووزير الخارجية، يائير لبيد، مداولات، أمس، حول مهاجمة السفينة، وهي بملكية يابانية وتديرها شركة بملكية جزئية لرجل الأعمال الإسرائيلي أيال عوفر. وقُتل في الهجوم اثنان من طاقم السفينة يحملان الجنسية الرومانية والبريطانية.

ونقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مصادر إسرائيلية رفيعة قولها إن إسرائيل تركز في هذه المرحلة على نشاط دبلوماسي بهدف دفع ثلاث خطوات: إصدار الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى بيانات تحمل من خلالها إيران المسؤولية عن مهاجمة السفينة. وعبرت المصادر ذاتها عن عدم ارتياح من البيانات المبهمة التي أصدرتها الولايات المتحدة وبريطانيا أول من أمس.

وحسب هذه المصادر، فإن البريطانيين والأميركيين أوضحوا أنهم ما زالوا يسعون إلى فحص كافة المعلومات الاستخباراتية قبل التوصل إلى استنتاج حول الجهة التي نفذت الهجوم. والخطوة الثانية التي تريد إسرائيل دفعها هي إجراء تحقيق دولي في الهجوم. والخطوة الثالثة هي عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الهجوم.

وأجرى لبيد محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء أمس، تمحورت حول مهاجمة السفينة والعمليات المشتركة مقابل إيران وبلورة رد فعل دولي "حقيقي وناجع". كذلك تحدث لبيد مع نظيريه البريطاني والروماني.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، الليلة الماضية، إن الولايات المتحدة وافقت على المشاركة في تحقيق حول الهجوم على السفينة، وهي عبارة عن ناقلة نفط.

واتفق بلينكن ولبيد "على العمل مع المملكة المتحدة ورومانيا وشركاء دوليين آخرين للتحقيق في الوقائع وتقديم الدعم ودرس المراحل التالية المناسبة"، على ما أفاد الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، اليوم، أن "ليس لدى إسرائيل الامتياز بالتردد حيال رد أو تجاهل الاستفزاز الإيراني ضد سفينة بملكية إسرائيلية، لأنه ببساطة لا يوجد أحد آخر سينفذ هذا العمل بدلا منها. الغرب منهك من الحروب في الشرق الأوسط، وغذا لم ترد إسرائيل، ستتزايد العمليات الإيرانية ضد مصالح إسرائيل الاقتصادية. كما أن الجرأة الإيرانية ضد أنظمة في الشرق الأوسط ستتصاعد وتهدد مكانة إسرائيل الإستراتيجية في المنطقة بشكل أكبر".

من جانبه، رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن مهاجمة السفينة سبب حرجا لإسرائيل. "وبالنسبة لبينيت، فإن الإيرانيين يمتحنونه. فخلال ولايته كوزير للأمن في حكومة نتنياهو، وكذلك خلال وجوده في المعارضة، استخدم بينيت خطا قتاليا تجاه إيران ووعظ باستهداف شديد لمصالحها، في أي مرة كانت مرتبطة بشكل غير مباشر بهجوم في إسرائيل. وادعى أن رد فعل إسرائيل يجب أن يركز على رأس الأخطبوط، إيران نفسها، وليس على أذرعه، حزب الله والجهاد الإسلامي الفلسطيني وبشكل أقل حماس".

وأضاف هرئيل أن هذا التوجه من جانب بينيت "قد يُملي الآن رد فعل إسرائيلي شديد نسبيا. ومن الجائز أن تسعى إسرائيل إلى توجيه ضربة مدوية، وهذه أيضا روح ردود الفعل الإسرائيلية، وبذلك إنهاء هذا الحدث، من دون الانجرار إلى جولة تبادل ضربات متواصلة، وقد تتصاعد أيضا. لكن الأمور، كالعادة، ليست متعلقة بها فقط، وإنما باعتبارات الجانب الآخر أيضا".

وحسب هرئيل، فإنه "على الرغم من أن إيران في منتصف مفاوضات مع القوى الكبرى حول استئناف الاتفاق النووي بمشاركة الولايات المتحدة، لكن في الخلفية يتوقع تنصيب الرئيس الجديد، إبراهيم رئيسي، الأسبوع الحالي. ولإيران أيضا اهتمام وحاجة إلى إظهار قوة إقليمية وإصرار على الدفاع عن مصالحها تمهيدا للخطوات القادمة".

وأشار هرئيل إلى هجمات عديدة شنتها إسرائيل ضد سفن وناقلات نفط إيرانية خلال السنتين الماضيتين. ورأى أن "هذه الهجمات في الحيز البحري وسّعت المعركة بين حربين، التي تضررت منها إيران واذرعها من جراء الهجمات الجوية في سورية، وحسب تقارير في العراق ولبنان أيضا، لكنها لم تغير صورة الوضع في المجال النووي ولم توقف التقدم الإيراني نجو تجميع كميات أكبر من اليورانيوم المخصب".

ولفت هرئيل إلى أنه "لا توجد لدى سلاح البحرية الإسرائيلي أي طريقة لحراسة سفينة بملكية إسرائيل، أو أي سفينة في طريقها إلى البلاد. ومثلما ذكر خبراء، فإن الغالبية العظمى من التجارة الإسرائيلية تجري عبر البحر".

التعليقات