تقرير إسرائيلي: الوجود الإيراني في سورية تقلص

بحسب التقرير، إيران قلصت وجودها في مطار دمشق، وتركز على مطار "تي-4" قرب حمص، وعدد عناصر الميليشيات الموالية لها في سورية تقلص للنصف* اشتراط إسرائيل إعادة الإعمار بغزة بتبادل أسرى مصيره الفشل

تقرير إسرائيلي: الوجود الإيراني في سورية تقلص

بوتين والأسد في الكرملين، الشهر الماضي (أ.ب.)

قلصت إيران وجودها في مطار دمشق الدولي مؤخرا، وأعادت قسما كبيرا من نشاطها إلى مطار "تي- 4" شرقي حمص، فيما تشير تقديرات استخباراتية غربية إلى تقليص عدد عناصر الميليشيات الموالية لإيران في سورية إلى النصف، حسب ما ذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة.

وأشار هرئيل إلى أنه "ليس صدفة" أن الغارات الإسرائيلية في سورية خلال العام الحالي لم تستهدف مطار دمشق. "ففي بداية العام 2019 أجْلت إيران قواتها من منطقة مطار دمشق، إثر تزايد الهجمات الإسرائيلية. وبعد سنة، عادوا إلى هذه المنطقة، ومؤخرا برز مرة أخرى أنهم قلصوا وجودهم هناك".

وأضاف هرئيل أن هذا التغيير نابع من ضغوط مارسها الروس والسوريون على الإيرانيين، لأنه بالنسبة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، كانت الغارات الإسرائيلية على مطار دمشق "مصدر إحراج". وإثر ذلك أعاد الإيرانيون قسما كبير من نشاطهم إلى مطار "تي-4".

ونقل هرئيل عن مصادر استخباراتية غربية تقديرها أن عدد عناصر الميليشيات الموالية لإيران في سورية انخفض إلى النصف، من 20 ألفا إلى 10 آلاف، لأن "طهران تواجه صعوبة في تمويل مشروعها السوري، بالرغم من ارتفاع أسعار النفط".

وأشار هرئيل إلى أن "مصادر إسرائيلية تميل عادة إلى وصف التهديد من انتشار إيراني في أنحاء المنطقة، من أجل التشديد على الخطر الصادر عنها. لكن يبدو أن الحقيقة هي أنه تجري تغيرات في هذه التوجهات على مر السنين، وأن إيران تواجه صعوبات، خاصة في أعقاب اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس، قاسم سليماني".

إسرائيل تعرقل مشاريع اقتصادية في الضفة

رجح هرئيل أن محاولة إسرائيل اشتراط إعادة الإعمار في قطاع غزة بتقدم موضوع صفقة تبادل أسرى سيبوء بالفشل. وذلك، لأن رئيس حماس في القطاع، يحيى السنوار، ملتزم تجاه الأسرى الذي يقضون أحكاما مؤبدة.

وشدد هرئيل على أن "الفجوة بين مواقف الجانبين تبدو كأنها غير قابلة للجسر حاليا. والسؤال هو إلى متى ستتمكن إسرائيل من جر الوضع القائم، من دون إمكانية لإعادة إعمار جوهري ومن دون أن تقرر حماس استئناف (إطلاق) النار".

عباس في رام الله، الشهر الماضي (أ.ب.)

وأضاف هرئيل أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يرفض بشدة أن تتولى السلطة أي دور في قطاع غزة. ويسود قلق في جهاز الأمن الإسرائيلي من ثلاثة عوامل خطر محتملة: المس بالستاتيكو في الحرم القدسي ورد فعل فلسطيني غاضب؛ تصاعد الفوضى في مخيمات اللاجئين في شمال الضفة، حيث تخشى السلطة من العمل فيها؛ وتصاعد الصراعات في السلطة الفلسطينية وحركة فتح حول خلافة عباس "في حال حدوث تغير في وضع الرئيس".

ورغم عدم وجود احتمال لاستئناف العملية السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بسبب رفض ذلك من جانب أحزاب اليمين في الحكومة الإسرائيلية، إلا أن هرئيل أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعرقل مبادرات تعاون اقتصادي، "من الجائز أنه كان بمقدورها تحسين الوضع في الضفة وإبراز التناقض بينه وبين الواقع البائس في القطاع".

وكان رئيس الشاباك المنتهية ولايته، ناداف أرغمان، قد حذر، أول من أمس، من إن "غياب حوار بين دولة إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والخطوات التي نفذها أبو مازن، أدت إلى إضعاف السلطة، من الناحية الاقتصادية وفي الوعي العام. والواقع الحالي هو أن حماس قوية والسلطة الفلسطينية ضعيفة. والهدوء النسبي الذي نشهده في السنوات الأخيرة من جهة يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) هو ’هدوء مضلل’. وهناك محاولات طوال الوقت لتنفيذ عمليات. وهذا الهدوء نابع من نوعية الإحباط وليس من غياب المحاولات". وأضاف أن وأضاف أرغمان أن "إسرائيل ملزمة بإيجاد طريق للتعاون مع السلطة الفلسطينية ودفع مشاريع اقتصادية بمساعدة دولية إلى الأمام".

التعليقات