أزمة "بيغاسوس" تلقي بظلالها على العلاقات الفرنسية - الإسرائيلية

لا تزال تداعيات أزمة برنامج "بيغاسوس" الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية والذي استخدم من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم للتجسس على صحافيين وناشطين حقوقيين ومسؤولين سياسيين، تلقي بظلالها على العلاقات الإسرائيلية – الفرنسية

أزمة

توضيحية (أ ب)

لا تزال تداعيات أزمة برنامج "بيغاسوس" الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية والذي استخدم من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم للتجسس على صحافيين وناشطين حقوقيين ومسؤولين سياسيين، تلقي بظلالها على العلاقات الإسرائيلية – الفرنسية، بحسب ما كشف تقرير إسرائيلي، اليوم، الأحد.

ولفت التقرير الذي أوردته صحيفة "معاريف"، إلى أن السلطات الفرنسية تطالب المسؤولين الإسرائيليين، بضمانات حقيقية لمنع تكرار عمليات التجسس على جهات فرنسية باستخدام تكنولوجيا إسرائيلية، وذلك في أعقاب التحقيق الذي كشف عن تجسس أجهزة المخابرات المغربية على كبار المسؤولين الفرنسيين وشخصيات في المعارضة، باستخدام تقنية "بيغاسوس".

وفي ظل الأزمة، كشف التقرير أن السلطات الفرنسية طالبت مسؤولين أمنيين واستخباراتيين إسرائيليين بخفض صفتهم الدبلوماسية خلال زيارات قاموا بها إلى باريس مؤخرا، وحاولت إضفاء نوع من السرية على هذه الزيارات، ومنعت المسؤولين الإسرائيليين خلالها من التحدث إلى وسائل الإعلام.

يأتي ذلك على الزعم من الزيارة التي أجراها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، إلى الإليزيه مؤخرا، واجتماعه بنظيره الفرنسي، عمونائيل بون، وتعهده بأنّ إسرائيل في كل عقد ستبرمه لاحقًا للتصدير السيبراني الهجومي لدولة ثالثة سيشمل بندًا يمنع الهجوم على أرقام هواتف فرنسية، مثلما تفعل إسرائيل مع أرقام الهواتف البريطانية والأميركية.

وذكر تقرير "معاريف" أن "الفرنسيين يشعرون بتعرضهم للضرر"، خصوصا لعدم شمل فرنسا ضمن الدول التي تمنع الصادرات العسكرية في وزارة الأمن الإسرائيلية، مهاجمتها باستخدام تكنولوجيا إسرائيلية؛ وطالب الفرنسيون، الجانب الإسرائيلي، بـ"ضمانات حقيقية لعدم تكرار ذلك".

وكانت الرئاسة الفرنسية قد جمّدت جزءًا كبيرًا من الاتصالات السياسية والأمنية والاستخباراتية مع إسرائيل، وخفضت الصفة والمستوى الدبلوماسيين للزيارات المتبادلة.

وكشف التقرير عن زيارة أجراها وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إليعيزر شطيرن، نهاية الأسبوع الماضي، إلى العاصمة الفرنسية، لافتتاح الجناح الإسرائيلي في المعرض الدولي للشرطة؛ حيث طلبت السلطات الفرنسية من الدبلوماسيين الإسرائيليين عدم الكشف عن الزيارة أو النشر حولها.

كما منعت السلطات الفرنسية من المشاركين الإسرائيليين في قسم الأمن السيبراني بالمعرض ذاته، وفقا للتقرير، من التقاط صور لهم للصحف الفرنسية أو التحدث لوسائل الإعلام، خلافًا لما هو متعارف عليه في مثل هذه المعارض التسويقية.

والأسبوع الماضي، التقى حولاتا، في العاصمة الفرنسية، باريس، سرًّا، ببون، في محاولة لاحتواء الأزمة بين الجانبين، ضمن المفاوضات الهادئة التي أجرتها إسرائيل ومع فرنسا خلال الأشهر الماضية، لإنهاء الأزمة.

ونقلت "معاريف" عن مسؤول فرنسي، قوله إن "الحوار الإستراتيجي الأخير مع حولاتا كان مثمرا ومفيدا"، وأضاف المصدر: "طلبنا ضمانات في هذا الشأن ونعمل على ذلك مع إسرائيل"، مشيرا إلى "محادثات صادقة" في هذا الشأن بين ممثلين عن المخابرات الفرنسية والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

التعليقات