التحريض على التجمع: محاولة لهندسة قيادات تلائم مقاسات إسرائيل

التحريض على التجمع يشمل تشبيهه بالمستوطنين الفاشيين والعنصريين، بسبب خطابه الديمقراطي ومطالبته بالمساواة، والتحريض على عائلة المرشح الرابع للتجمع، د. قعدان، ومحبة أبنائه لجدهم الشهيد

التحريض على التجمع: محاولة لهندسة قيادات تلائم مقاسات إسرائيل

التفاف جماهيري واسع حول التجمع في مهرجانات انتخابية

تتواصل حملة التحريض ضد حزب التجمع الوطني الديمقراطي من خلال مقالات مسمومة في الصحافة الإسرائيلية، وذلك في الوقت الذي يستمر فيه الانقسام في إسرائيل بين معسكر يميني – حريدي ومعسكر وسطي – يميني، ولا توجد بينهما اختلافات جوهرية، من حيث سياستهما تجاه المواطنين العرب أو تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967.

وبنظرة عمياء لا تمت بأي صلة إلى الواقع، اعتبر رئيس الشاباك الأسبق، يوفال ديسكين، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة، أنه "الأرض المسمدة بالكراهية (بين المعسكرين الإسرائيليين) نمت في كلا طرفي القوس السياسي محاصيل برية أيديولوجية، التي تمت شرعنتها للأسف الشديد وحظيت بتمثيل سياسي، وهم إيتمار بن غفير والتجمع ومن هم على شاكلتهما".

ولم يوضح ديسكين وجه الشبه بين الفاشية والعنصرية التي يمثلها بن غفير، وبين التجمع الذي يطرح خطابا ديمقراطيا يطالب بالمساواة بين المواطنين في إسرائيل. وعلى الأرجح أن تحريض ديسكين على التجمع نابع من خطاب هذا الحزب.

صورة نشرها فريدمان لد. قعدان والشهيد أبو علي مصطفى

وبدا ديسكين كمعزول عن واقع التنافر بين المعسكرين الإسرائيليين، بدعوته إلى "التصويت فقط لمن تعتقدون أنه يدرك خطورة وضع دولة إسرائيل. وصوتوا فقط لمن يكون مستعدا لتشكيل حكومة وحدة قومية ينضم إليها كلا المعسكرين الكبيرين، وبعدها يدمجون فيها الأحزاب العربية والحريدية، من دون المتطرفين المهوسين، بن غفير وسموتريتش والتجمع".

إلا أن ديسكين، وهو ليس الوحيد بل هو يمثل الحكومة الحالية، بعدم ثقته بأحزاب عربية توافق على الانضمام إلى حكومة إسرائيلية: "دمج العرب والحريديين في الحكومة بالغ الأهمية، لكن ثمة أهمية لألا يكونوا في مكانة يكون استمرار وجود الحكومة متعلق بهم".

وفي مقال في صحيفة "ماكور ريشون"، الجمعة، سعى يشاي فريدمان إلى التحريض على التجمع من خلال مرشحه الرابع، د. وليد قعدان، لأنه صهر أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الشهيد أبو علي مصطفى، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في بداية انتفاضة القدس والأقصى.

وبحسب فريدمان، فإن "أبناء د. قعدان وُلدوا عندما كان أبو علي مصطفى نائبا لجورج حبش، أي في الفترة التي كان فيها قياديا كبيرا في المنظمة الإرهابية. وبعد تصفية أمين عام الجبهة الشعبية، توجه د. قعدان إلى بيت أبو علي مصطفى في عرابة جنين وزار عائلة زوجته".

واستغرب فريدمان أن أبناء د. قعدان يعبرون عن محبتهم لجدهم الشهيد وينشرون صوره في صفحاتهم في الشبكات الاجتماعية.

وأصدر التجمع بيانا، أدان من خلاله "حملة التحريض المسمومة التي يشنها الإعلام الإسرائيلي ضد التجمع الوطني الديمقراطي ومحاولات ضرب تمثيله ومرشحيه على إثر تصاعد قوة التجمع والتي تقض مضاجعهم، وآخر حلقة في هذه السلسلة هو التحريض على المرشح الرابع في القائمة، د. وليد قعدان، من قبل صحافي مستوطن في صحيفة المستوطنين ’ماكور ريشون’".

وجاء في بيان التجمع أن "الحملة المسمومة التي يشنها الإعلام الإسرائيلي ضد د. وليد قعدان هي محاولة أخرى لإسكات صوت التجمع ولضرب طرحه العادل والديمقراطي والتقدمي الذي يحرج عنصرية إسرائيل ويفضح سياسات التمييز العنصري والقمع والاضطهاد. وتزداد وتيرة التحريض مع الارتفاع الذي يحققه التجمع قبيل الانتخابات والالتفاف الجماهيري حوله وحول قائمته البرلمانية وطرحه السياسي".

وأشار التجمع إلى أن "زج العلاقات الشخصية والأسرية وزوجة وأبناء المرشحين، والتلميح إلى وجوب فصلهم من الجامعات ومنعهم من التعليم في حملات التحريض هو حضيض ما بعده حضيض، ويثبت أن إسرائيل تحاول هندسة قيادات على مقاسها وتريد محو حق الفلسطينيين في الداخل في اختيار ممثليهم السياسية".

وقال د. وليد قعدان إنه "لا حدود ولا قاع لوقاحة الصحافة الإسرائيلية وصحافة المستوطنين، كل شيء عندهم مباح من أجل التحريض والعنصرية وسفك الدماء، لا يمكن أن أزج بعائلتي وعلاقاتي الشخصية في الحياة السياسية والحملات الانتخابية، يزعجني جدًا أن تتحمل عائلتي وزر وضاعة المستوطنين والعقلية الصهيونية، ولكن لا يثنيني عن تلبية نداء الواجب وانجاح قائمة التجمع".

التعليقات