محلل إسرائيلي بارز: الانتصار ليس متوقعا والحكومة ليست موحدة

وفقا للمحلل: المخطط الإسرائيلي لاحتلال قطاع غزة وأن تديره قوة متعددة الجنسيات وإقامة حزام أمني، يتناقض مع تصريحات واضحة للإدارة الأميركية، وأي حديث عن عملية سياسية تعيد السلطة الفلسطينية إلى غزة سيطيح بنتنياهو عن الحكم

محلل إسرائيلي بارز: الانتصار ليس متوقعا والحكومة ليست موحدة

نتنياهو وغالانت وغانتس خلال مؤتمر صحافي، 28 تشرين الأول/أكتوبر الماضي (أ.ب.)

يقضي مخطط إسرائيل أن تستمر الحرب على غزة لأشهر طويلة، تتخللها عدة مراحل. وقوات الاحتلال الإسرائيلية التي تتوغل في شمال قطاع غزة، وخاصة مدينة غزة، تتقدم ببطء، فيما أشار محلل إسرائيلي بارز إلى أن حماس لا تزال تسيطر على مواردها.

يُرفع في كل مكان في إسرائيل الشعار "معا سننتصر"، لكن المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، لفت إلى أنه "ثمة أهمية لأن نذكّر أنفسنا بأن هذا الشعار ليس وصفا حقيقيا للواقع وإنما هو أمنية. وفي الواقع، نحن أمام قرارات صعبة وسيناريوهات إنهاء مؤلمة. والانتصار ليس متوقعا هنا؛ كما أن كلمة ’معا’، التي تصف بصدق ما يحدث في الجيش، وفي الميدان، لا تعكس ما يحدث في الحكومة".

وأشار إلى أن المفاوضات حول تحرير الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة "تتقدم ببطء. ووفقا لجميع المؤشرات، لا يزال (رئيس حماس في غزة يحيى) السنوار يتصرف كمن يسيطر على موارده. وهو يسعى إلى الإفراج عنهم على مراحل وبمجموعات صغيرة، والحصول في المقابل، إضافة إلى أسرى (فلسطينيين)، على فترات وقف إطلاق نار أطول. وهو يسيطر أيضا على السردية، والدعاية".

وأضاف برنياع أنه "كلما طالت وتكاثرت فترات وقف إطلاق النار، يكون أصعب على الجيش الإسرائيلي الحفاظ على تقدم في التوغل البري. والضغط الأميركي سيشتد. والحرب ستستمر، لكن هذه ستكون حربا مختلفة، مقلصة أكثر، وتستند بالأساس إلى وحدات القوات النظامية".

غزة، اليوم (Getty Images)

وتابع أن وزير الأمن، يوآف غالانت، "مقتنع أنه بالإمكان صد الضغوط واستئناف الاجتياح البري في حال سيتم وقف إطلاق نار أيضا". وأفاد برنياع بأن "عمليات الجيش الإسرائيلي في القطاع تجري بموجب خطة منتظمة صادق عليها الكابينيت السياسي – الأمني"، وأن "العملية العسكرية تستند إلى خطة أعدّها غالانت والعميد في الاحتياط تشيكو تَمير خلال عملية الرصاص المصبوب" العسكرية في قطاع غزة، في نهاية العام 2008 وبداية 2009، عندما كان غالانت قائدا للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي.

وحسب برنياع، فإن "المرحلة الحالية من الحرب من شأنها أن تستمر ثلاثة أشهر؛ والمرحلة المقبلة ستستمر لتسعة أشهر أخرى. وخلال هذه الفترة ستجري جهود من أجل تشكيل قوة متعددة الجنسيات لتتولى الحكم مؤقتا في القطاع. وتم تجنيد رئيس الحكومة البريطانية الأسبق، توني بلير، من أجل تشكيل هذه القوة. وضم إليه الجنرال كارتر الأميركي. ويفترض أن يدير فلسطينيون محليون الجانب المدني. وستقام مدينة خيام للفلسطينيين المهجرين من بيوتهم في المنطقة التي تواجدت فيها في الماضي (الكتلة الاستيطانية) غوش قطيف. ويقول أعضاء في الكابينيت إن هذا لن يكون لفترة قصيرة ولن يكون سهلا".

هذا وصف مختصر للمخطط الإسرائيلي. لكن وفقا لبرنياع فإنه "ليس مؤكدا أن هذا ما سيحدث. فإسرائيل وحماس ليستا اللاعبتين الوحيدتين في هذه الدراما. وخطة الحكومة الإسرائيلية إنشاء حزام أمني حول قطاع غزة كلّه، تتواجد فيه قوات إسرائيلية، تتناقض مع تصريحات واضحة لإدارة بايدن، التي تتحدث عن سيادة فلسطينية في قطاع غزة كله، وعن إعادة السلطة الفلسطينية للسيطرة في غزة".

واعتبر برنياع أن "استعداد نتنياهو للتوجه نحو السلطة كانت ستسمح لبايدن بصد الانتقادات من جانب الجناح اليساري في حزبه ومن جانب حكام عرب. ونتنياهو لا يمكنه أن يساعد بايدن. وحتى أنه لا يستطيع الكذب في هذا الموضوع. فأي حديث عن عملية سياسية من شأنه أن يجعل بن غفير وسموتريتش ينهضان من مضجعهما، وسيخسر نتنياهو كرسيه".

وتوقع برنياع، كسائر المحللين الإسرائيليين، أن تكون "المواجهة مع حزب الله معقدة"، وأشار إلى أنه "في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اقترح غالانت شن عملية عسكرية كبيرة في لبنان، بتأييد الجيش الإسرائيلي. وتم صد هذا الاقتراح بسبب معارضة غانتس وآيزنكوت بالأساس. ومنذئذ تتردد شائعات حول عزم غالانت التدحرج إلى حرب واسعة في الشمال. وهذه الشائعات تستند أيضا إلى خطاب غالانت الحربي في تصريحاته".

وأفاد برنياع أيضا بأن المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، أوعزت لمستشاري نتنياهو، أمس، بالتوقف عن جمع وثائق حول مداولات سرية، في الماضي والحاضر، استعدادا لمواجهة لجنة تحقيق في نهاية الحرب. ومن يجمع الوثائق بإمكانه تقطيعها أيضا. وتمت الإشارة إلى رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، على أنه المتهم الأول".

التعليقات