25/04/2018 - 17:47

تأثير لعبة "الحوت الأزرق" على المراهقين

لعبة الحوت الأزرق هي لعبة سائدة بين المراهقين والمراهقات، الباحثين عن الإثارة بمفاهيمها الحسية والعاطفية

تأثير لعبة

عن لعبة الموت – أو لعبة "الحوت الأزرق"، هذه اللعبة التي حصدت حتى الآن عشرات الضحايا من مراهقين ومراهقات من أماكن متعددة في العالم الغربي، ليمتد تأثيرها ودخولها إلى العالم العربي أيضا مهددا يوميا، فئات وشرائح معينة من مراهقين في الفئة العمرية من 12 حتى 20 عاما، مندفعين وراء سلسلة من الأوامر، يتبعونها تدريجيا إلى أن يصلوا في المرحلة الـ50 والأخيرة من اللعبة، لحالة الانتحار.

حول تأثير هذه اللعبة ودوافع دخولها، من هم الفتية المعرضين للوقوع في شباكها، خصائصهم، دوافعهم، التوصيات التي على الأهل اتباعها لمنع ذلك والحفاظ على حياتهم، وطرق حماية الأولاد من التعرض للأذى والموت انتحارًا، حاور "والدية" الأخصائي النفسي العلاجي، السيد نمر سعيد. الذي شرّح لنا حيثيات الموضوع وتأثيره على نفسية المراهقين، في مقابلة نعرضها بشريط مصور، فقال:

"لعبة الحوت الأزرق هي لعبة سائدة بين المراهقين والمراهقات، الباحثين عن الإثارة بمفاهيمها الحسية والعاطفية"

لعبة الحوت الأزرق مبنية على طريقة مخيفة ومرعبة، وهي عبارة عن مرور اللاعب بـ50 مرحلة تستعمل فيها أساليب إيحاء و"ترانس"**، وضلوع المراهقين في اللعبة يكون حسي ونفسي تجعل اللاعبين فاقدي السيطرة من التحكم بالذات والرقابة على الوتيرة الحسية والنفسية التي تضعف بسبب المواقف الإيحائية ،حيث يأخذ اللاعب الأوامر من الطرف الثاني الذي يلعب معه ويسيطر عليه.

المعرضون للوقوع في شرك اللعبة هم مراهقين يحملون الدلالات والميول التالية:

  • عزلة نفسيه واجتماعية
  • ميول اكتئابية
  • نوايا لأذى الذات

كل هذه تشكل خطورة بالغة إلى أن يصل اللاعب لمراحل متقدمة يتم بعدها الضغط عليه وتهديده بإيذاء شخصيات قريبة منه وقتلهم فيضطر للانتحار كي يحمهم من الأذى.

دخول اللعبة يتم تدريجيا بإيذاء النفس عن طريق التجريح الجسدي أولا، ومن ثم الانزلاق والتدحرج للحالة الانتحارية حيث تكون أسهل حينها بعد أن يكون تعرض للأذى الجسدي ، وتجريح الذات** هو عتبة من العتبات للانزلاق للمرحلة الانتحارية.

**وظاهرة تجريح الذات سائدة عند البنات أكثر من البنين وهو سلوك مفتعل لكي يهدئ المراهق/ة

وهو أيضا حالة من حالات الإدمان، كفعل، والعنصر الأساسي من ورائه هو الهدوء النفسي.

** الترانس_ حين يفقد الإنسان ذاته ويصبح على صلة مع قوى أو عوامل خارج نفسه، ويصبح الأنا الذي يتحكم بالمفاهيم السلوكية والعاطفية والنفسية، يَسلم لعوامل خارجيه وتسلم الذات للمسيطِر. ويتم حالة لتشويش الوعي والاتصال بالواقع يصبح مشرذما غير ثابت ومتعلقا بالعوامل الخارجية المسيطِرة عليه.

ظواهر الإدمان متشعبة ومتعددة، والنظريات النفسية- العصبية تظهر هذه الأنواع التي لها علاقة بالحاسوب واستخدام الانترنيت، ومنها "السموم الالكترونية " مثل لعبة الحوت الأزرق، حيث هنالك أصوات معينة ومحفزات بصرية وإلكترونية لها علاقة بالإدمان، والشاشة نفسها لها وجهين وجه حسن ووجه سيء، حيث يكون المراهق معرض ومفتوح الى عالم لا يمر رقابة ولا تثقيف.

وهنا لا بد للأهل مراقبة:

  • زمن الشاشة، مراقب بالكم والكيف.
  • المضامين يجب أن تمر برقابة، إن كان في الشاشات الكبيرة او الصغيرة.

فاستعمال الشاشات المفرط يشوش التركيز والقدرة على تهدئة الذات، ويزيد التوتر

كيف يمكن للأهل تمييز المراهقين المتورطين باللعبة :

  • الأولاد الذين يبدو عليهم تراجعا بالقدرات الاجتماعية
  • ميول مفرطة لاستخدام الشاشات.
  • الخوض والاندماج مع فحوى إلكتروني غير آمن.
  • ميول اكتئابية

ملاحظة: استخدام مفرط لزمن استخدام الشاشة المفرط يؤدي إلى اكتئاب

احباطات الأولاد الحسية والنفسية يجب ادراكها كأهل وعدم السماح لهم بالانزواء والعزلة والانغلاق لتفادي هذه الاحباطات، بل يجب التحدث معهم، دعمهم، توعيتهم لاستعمال الشاشة، وتعزيز اللغة العاطفية عند المراهقين للتعبير عن عواطفهم خاصة لان التواصل بينهم أصبح تلغرافيا بدون عاطفة.

عندما يشعر االأهل بتورط الأولاد يجب التحدث معهم دعمهم وتوصيل رسالة لهم بأن عدم التواصل الإلكتروني هو مهم لاستمرارية الحياة وليس العكس.

وفي الأخير، الإنسان الذي يعيش في داخل الشاشة ومع الشاشة هو لا يعيش في بيته.

التعليقات