20/11/2018 - 10:40

"البلاك فرايدي" وخطر الإغراءات

الوقت محدود للجمعة ولكن يجب تحديد المشتريات والأولويات، فالشراء العشوائي وغير المدروس والمخطط يمكن أن يوقعنا في أزمة اقتصادية ويأتي بنتيجة عكسية، لذلك يجب وضع ميزانية محدودة ومحددة لا نتخطاها وتحديد احتياجاتنا، والأهم هو فحص الأسعار قبل

أصبح "يوم التخفيضات" المعروف باسم "بلاك فرايدي" تقليدا اقتصاديا سنويا بتاريخ محدد متغير من عام لعام وقريب إلى نهاية السنة، وهو فكرة تسويقية أميركية، ويأتي عادة في اليوم التالي لعيد "الثانكس جيفينج" - "الشكر"، وهدفه اقتصادي لترويج البيع للبضائع وبالذات قبل عيد الميلاد، وسمي بالأسود لاعتقادين:

* يومٌ تزيد به أزمة السير في الشوارع حيث يهلع الناس إلى الأسواق لاقتناء المشتريات بأسعار مخفضة.

* يومٌ في المصطلحات الاقتصادية والمحاسبة يسمى يوم أسود، وذلك للتخلص من البضائع المتراكمة في المحال التجارية، وعكسه اليوم الأحمر الذي يدل على امتلائها.

عن المفهوم الحسابي والضريبي لهذا اليوم 

وعن هذا اليوم وأهميته في الثقافة الاقتصادية - التسويقية، قالت مدققة الحسابات السيدة سهير أرملي: 

السيدة سهير أرملي
مدققة حسابات

1- يوم "البلاك فرايدي" وعملية نفاد المخزون من البضائع المتراكمة قبل نهاية السنة المالية، يقلل الضريبة التي يدفعها أصحاب المصالح للسلطات الضريبية، لأنه كلما كان رصيد المخزون في نهاية السنة أقل عندها تكون تكلفة المبيعات أكبر، وبالتالي يكون الربح أقل والضريبة أقل، بينما الرصيد العالي من المخزون العالي في المخازن التجارية ومستودعات المصالح التجارية يقلل من تكلفة المبيعات السنوية، وبالتالي  يكبر ويضخم الربح السنوي وكذلك الضريبة السنوية للمصالح والمحال التجارية،

    مخزون أقل - تكلفة المبيعات أكبر - ربح أقل - ضريبة أقل

   مخزون عالي - تكلفة المبيعات أقل - ربح  أكثر - ضريبة أكثر.

2- إن البيع بكميات كبيرة وبنسبة ربح منخفضة مقارنة بباقي أيام السنة المالية، يساهم في تقليل معدل نسبة الربح السنوي، وبالتالي تخفيض الضريبة المستحقة،

       بيع أكثر - نسبة ربح أقل-- تقليل نسبة ربح سنوي - ضريبة أقل

3- توجد أهمية للتجار للتخلص من المخزون القديم المتكدس في المخازن وهي بمثابة فرصة "لتنظيف" المخازن من البضائع القديمة والمخزون الراكد.    

                                                                    ******

البلاك فرايدي قلدته معظم دول العالم فأصبح متداولا فيها، ما أن يعلن عنه حتى يبدأ الناس بالتزاحم والسعي من أجل اقتناء المشتريات واستغلال الفرصة من أجل دفع أثمان أقل مقابل السلع، وخاصة أن الأسعار تنخفض بشكل كبير وملحوظ من ناحية، وهذا الأمر جيد جدا من حيث  أنه يوفر على الناس مبالغ لا بأس بها وخاصة إذا كانت المقتنيات مرتفعة الأسعار ويصعب شراؤها على الناس محدودي الدخل خاصة خلال العام، كالإلكترونيات أو الكهربائيات وغيرها.

ولكن مع كل الفرص والإمكانيات الشرائية والتنزيلات الملحوظة في هذا اليوم، يجب أن نحذر دائما من المبالغة والانجراف وراء الأسعار والمغريات الموجودة أمامنا وخاصة النساء اللواتي يتوجهن لاقتناء الملابس والأحذية والمستلزمات الأخرى، كونهن مسؤولات عادة عن إدارة اقتصاد البيت والصرف.

نصائح وإرشادات في هذا اليوم

في هذا الأمر تحدثنا إلى السيدة  إقبال عدوي خبيرة بعالم التسويق والمبيعات فقالت: 

كل الشركات التجارية تدخل لعرض بضائعها في هذا اليوم ويعد موسما تجاريا كبيرا لكل المنتجات، وهنا يجب التوقف والانتباه لما يلي:

1- هل الأسعار فعلا للمنتج نزل سعرها بشكل مغرٍ عما كان سابقا؟ وهل يستحق أن نشتريه من ناحية التكلفة، ونتأكد هل هو ربحي لنا كزبائن وبه توفير حقيقي؟

2-أن نسأل السؤال، هل أنا بحاجة للمنتج أم لا، أن نستغل الفرصة شيء ممتاز ولكن إن كنت بحاجة فعلا له،  وبحسب قانون المشتريات "أجّل المشتريات يوم كامل 24 ساعة، وفي اليوم الثاني افحص إن كنت لا تزال بحاجة له فاشتريه وإذا لم تشعر بحاجة فلا تشتريه".

3- إذا أحببنا أن نشتري ونريد أن نستغله لمشتريات الأولاد، أهم شيء اليقظة والانتباه للأسعار والحاجة.

السيدة إقبال عدوي 
خبيرة بعالم التسويق والمبيعات

4- يجب تحديد ميزانية لهذا الغرض، وكيف سندفع، بالتقسيط أو ببطاقات الاعتماد أو بالشيكات هذه أسئلة مطروحة ويجب التخطيط لها.

5- نصيحة للجميع بعدم الدفع ببطاقات الاعتماد والدفع نقدا أفضل بكثير، وذلك لضبط الميزانية وحسابات البنك. النقدي يجعلنا نستصعب الدفع أكثر بكثير ونفكر مرتين.    

6- يجب الانتباه للأسعار وبحذر وفحص، هنالك شركات ترفع أسعارها قبل "البلاك فرايدي" وفي هذا اليوم تظهر وكأنها خفّضتها فالنتيجة قبل وبعد مشابهة.

7- المشتريات عن طريق الإنترنيت أصبح متبعا اليوم وتزيد وتيرته يوميا، فالأسعار أقل والمشتريات أسهل، ولا نلغي هذه الطريقة، ولكن الصعوبة والتحدي هنا بإمكانية استرجاع البضائع أو في النمر والمقاسات غير الصحيحة وتوصيلها أصعب أو لا تصل يجب الانتباه للشركات المضمونة، يجب أن نسأل قبل الشراء عن الموقع عن الجودة وعن البضاعة والنمر وكل ما إلى ذلك.  

* * *

الوقت محدود بهذا اليوم ولكن يجب تحديد المشتريات والأولويات، فالشراء العشوائي وغير المدروس والمخطط يمكن أن يوقعنا في أزمة اقتصادية ويأتي بنتيجة عكسية، لذلك يجب وضع ميزانية محدودة ومحددة لا نتخطاها وتحديد احتياجاتنا، والأهم هو فحص الأسعار قبل "البلاك فرايدي" وخلاله، وأيضا مقارنة الأسعار في عدة أماكن قبل الشراء كي لا نقع في شرك الأسعار.

بات الترويج لهذا اليوم وتقديم المغريات الشرائية للناس أمرا مزعجا، فاختراق حرياتنا من أجل الترويج لهذا اليوم إن كان على البريد الإلكتروني أو على الخاص في الفيسبوك أو الرسائل الصوتية أو ملصقات بريدية، وتشهد الحركة التجارية قفزة نوعية في هذا اليوم، ولكن يجب أن نحذر بعدم الانجراف والانزلاق في تراكم المشتريات كي لا نقع في عجز مالي وتراكم الدفعات على بطاقات الاعتماد والأقساط العشوائية، لأننا سوف نقبل على العام الجديد ونحن مثقلين بالديون وما يفيد المصالح التجارية يقع أسودا على جيوبنا وميزانياتنا للعام المقبل. 

التعليقات