05/12/2018 - 14:01

التطعيم للإنفلوانزا للأطفال بطريقة مغايرة

هذا التطعيم ليس إجباريا وهو تطعيم روتيني سنوي مفضل أخذه، خوفا من صعوبة التعقيدات من مرض الإنفلونزا، ولمن لديهم عامل المرض ممكن أن يشكل خطورة على حياتهم، فوقاية لكل من يختلط بالأطفال وحماية للآخرين من العدوى أيضا.

التطعيم للإنفلوانزا للأطفال بطريقة مغايرة

مبادرة ذاتية تستحق الوقوف عندها لطبيبة أطفال حديثة العهد والمسيرة الطبية، إلا أن بها من الإبداع والمبادرة ما ينذر خيرا لجيل من الأطباء الجدد الأكفاء. القصة بدأت حين جاءت تعليمات من إحدى صناديق المرضى لدعوة الأطفال للعيادة للتطعيم الموسمي ضد الفيروس المعروف ب"الإنفلونزا" ضد النُزُل، وكان مطلوبا من العيادة أن يقدموا تضييفا بسيطا لكل الأطفال المقبلين على العيادة للتطعيم، فما كان من الدكتورة منى حنا حلو إلا أن حولت هذا اليوم لحدث خاص للأطفال في العيادة، قامت بنشر إعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي للأهل ونشرت صورتها الشخصية مع طفلها ووالدها د. هاني حنا وهي شخصيا تقوم بتطعيمه بنفسها من أجل تحفيز الأهل للحضور. والهدف من التطعيم هو تخفيف العدوى وانتشار الفيروس قدر الإمكان. حضَّرت مع صديقتها أكياس حلوى هدايا لكل الأطفال وزينت العيادة ببالونات كبيرة على أشكال دمى مختلفة من عالم الطفل، وتم توزيع بالونات وأكياس على كل من حضر من الأطفال (حوالي 100 طفل خلال ساعتين)، وهذا طبعا بمبادرة ذاتية لا علاقة لها بصندوق المرضى، وتقول الدكتورة منى: " من ناحية أريد كسر حاجز الخوف عند الأطفال من العيادة وما حولها، ومن ناحية أخرى هدفي بأن يستفيد فعليا الأطفال وأرغبهم بالحضور لتلقي التطعيم لأن لذلك فائدة وقائية جمة لكل العائلة ".  

تحدثنا إلى الدكتورة منى عن التطعيمات السنوية للإنفلونزا التي تتلقاها أغلب شرائح الناس في مثل هذا الموسم من السنة وأيضا الأطفال وعن أهميتها فقالت:

تبدأ التطعيمات في شهري  9-10 من كل سنة لشريحة المجتمع المعرضين للخطر أكثر من غيرهم:

- الأطفال من جيل الستة أشهر لغاية 12 سنة   

 - لمن لديهم أمراض مزمنة ومعرضين للمخاطر أكثر.

- الطواقم الطبية

- النساء الحوامل

- من لديهم أمراض رئتين وقلب

هذا التطعيم ليس إجباريا وهو تطعيم روتيني سنوي مفضل أخذه، خوفا من صعوبة التعقيدات من مرض الإنفلونزا، ولمن لديهم عامل المرض ممكن أن يشكل خطورة على حياتهم، فوقاية لكل من يختلط بالأطفال وحماية للآخرين من العدوى أيضا.

والإنفلونزا هو فيروس من بين مئات الفيروسات الموجودة وتسبب النُزُل، ويُعطى وقاية من هذا الفيروس، حيث يُعد من  أصعب الفيروسات الموجودة وأقواهم، وممكن أن يسبب حالات صعبة إذا دخل في الجسم كالتهاب في عضلة القلب،  ويؤثر على التنفس فيحتاج عندها الطفل للعناية المكثفة، وممكن أن يؤدي لضرر في الرئتين وحالات وفاة أيضا فيما ندر، ولأن هذا الفيروس أصعب من غيره يُطَعَم الناس  من أجل مقاومته في الجسم.

هذا التطعيم لا يعطي وقاية بنسبة 100%، ومن يأخذ التطعيم يمكن أن يُصاب بالإنفلوانزا، ولكن مع التطعيم يكون المرض وقعه أخف بكثير على المريض، وهو يعطي وقاية بنسبة 60%-80%، وهو يخفف من التوجهات للمشافي وغرف الطوارئ، ويخفف من التعرض للمرض وتباعياته، مثل التوقف عن التواجد في أماكن العمل للأهل والمدارس والروضات لدى الأطفال، فالطفل المريض حين يمرض يتسبب بتعطيل الأهل عن العمل وفي ذلك معاناة وخسارة مادية أيضا   .

لماذا الأطفال؟

الأطفال معرضين أكثر لتعقيدات بسبب جهاز المناعة الضعيف لديهم.

الأطفال هم عرضة للاختلاط في الحضانات بين أطفال آخرين يحملون العدوى، وكذلك أولاد المدارس.

لماذا في الشتاء؟

الفيروسات لها مواسم تنتشر فيها مثل الإسهال في الصيف، والإنفلونزا ينتشر في الشتاء، لذلك يتم التطعيم قبل شهر من بداية الموسم ونبدأ بالتطعيمات لكي يتعرف عليه الجسم قبل أن يصل ويبدأ الفيروس بالهجوم، ويكون أجسام مضادة له، حيث يحتاج إلى أسبوعين من التطعيم به حتى ينتج أجسام مضادة.  

مهم أن نشير إلى أنه في كل سنة هنالك أنواع جديدة من هذا الفيروس مثلا إنفلوانزا الخنازير وانفلوانزا الطيور، هذه أنواع كلها لنفس الفيروس وهذه الأنواع تتغير في كل عام، لذلك ينصح التطعيم في كل سنة لان الفيروسات تختلف من سنة لأخرى، ومن تطعم في السنة الماضية هو غير محمي في السنة الحالية.

من يقرر أي فيروسات سوف تنتشر في هذا العام؟  

منظمات الصحة العالمية الذين يقومون باستفتاءات وأبحاث في العالم للفيروسات وأنواعها وتكاثرها والأكثر شيوعا وحسبها يقرر أي نوع فيروس سيُعطي هذا العام، وتوجد بالطبع تنبؤات في ذلك وحظ أيضا في أي فيروس سيصاب به المريض نفسه.

نصائح للأهل:

التطعيم هو ليس إجباري بل مفضل، مع أنه لا يعطي وقاية أكيدة ولكني أوصي بالتطعيم، فإذا لم يعطِ فائدة فسوف لا يضر، وهو فيروس ميِّت عوارضه الجانبية إن كانت خفيفة جدا، هنالك شائعات وهذا ليس صحيحا بأن التطعيم يُضِعف جهاز المناعة بل بالعكس هو يجبر الجسم ببدء العمل مبكرا لحمايته وقبل وقوع المرض.

نصيحة مهمة وأخيرة للأهل :

لتخفيف العدوى في الحضانات والروضات لا ترسلوا المرضى هناك بل إلزموا البيت معهم، ممكن التخلي عن يوم عمل من أجل أطفالكم والآخرين والتنازل قليلا وهذا يرجع بالفائدة على الجميع.

 

د.منى حنا-حلو

 

 

 

أخصائية أمراض أطفال

التعليقات