اسم في الاخبار: منصف المرزوقي

واختلف المرزوقي مع رفاق دربه من اليسار العلماني ممن وصفهم بـ "اليسار العلماني والفرنكفوني القديم المنقطع كليا عن القضايا الحقيقية للشعب التونسي"، وذلك بداية من 2003 خصوصا في الموقف من إسلاميي النهضة. ومع أنه لم يغير البتة من موقعه اليساري فإنه اقترب من الإسلاميين خصوصا بسبب إيمانه الشديد بضرورة التمسك بالهوية العربية الإسلامية

اسم في الاخبار: منصف المرزوقي

- المرزوقي -

انتخب الأمين العام لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، المنصف المرزوقي، رئيساً لتونس، لتكون تلك «الأمنية» التي عاش يحلم بها منذ «سنوات الضياع» في المنفى الإجباري في فرنسا أيام الرئيس المخلوع ليصبح رئيساً للجمهورية، ولو لمدة سنة. انتخاب المرزوقي جاء بعد أيام من انتخاب زعيم التكتل الديموقراطي للعمل والحريات رئيساً للمجلس التأسيسي، بعد تفاهمات شهدت شداً وجذباً كبيرين، حتى قبل استحقاق الانتخابات. ورغم تلك المشادات وطبيعة التحالف الهش الذي ضم حزبين علمانيين (المؤتمر والتكتل) إلى حزب إسلامي هو حركة النهضة، إلا أن حالة الوفاق غلبت على حالة الانشقاق التي هددت لأكثر من 3 مرات متتالية فك التحالف والائتلاف البراغماتي الذي جمع الأحزاب الثلاثة.
المرزوقي قال بعد انتخابه إنه سيكون في مستوى ثقة «جميع الذين وثقوا فيه رئيساً للجمهورية» وإنه سيعمل بجانب حلفائه للمرور بالبلاد إلى بر الأمان، مستدركاً بأن «الديموقراطية الحقيقية هي ديموقراطية غالبية ضد أقلية»، وأن للمعارضة دوراً كبيراً في هذه العملية، وهو مستعد للاستماع إليها.
 
وولد المرزوقي في 7 تموز 1945 في قرمبالية، من عائلة أصولها في الجنوب التونسي. والده محمد البدوي المرزوقي ووالدته عزيزة بن كريم، له أربعة أشقاء وسبعة أخوة. غادر تونس للالتحاق بوالده في العام 1961، وعاش مع عائلته في مدينة طنجة المغربية حتى العام 1964، حيث سافر إلى فرنسا وتزوج هناك. وأقام في فرنسا 15 عاما، حيث درس علم النفس ثم الطب، ونشط في مجال حقوق الإنسان. وعاد المرزوقي إلى تونس في العام 1979 رغم إلحاح أقربائه على بقائه في فرنسا، وعمل أستاذاً مساعداً في قسم الأعصاب في جامعة تونس. وشارك في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع. 
واعتقل المرزوقي في آذار 1994 ثم أطلق بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، وقد أفرج عنه على خلفية حملة دولية وتدخل من زعيم جنوب افريقيا نيلسون مانديلا. ثم أسس مع ثلة من رفاقه المجلس الوطني للحريات في 10 كانون الأول 1997 لمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد اختير أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان من العام 1997 حتى العام 2000. وغادر المرزوقي إلى المنفى في كانون الأول 2001 ليعمل محاضراً في جامعة باريس، حيث بقي حتى أعلن عن عزمه العودة من دون أخذ الإذن من السلطات التونسية. 
وفي مداخلة له على قناة «الجزيرة» في 14 تشرين الثاني 2006 حول الوضع في تونس، دعا المرزوقي إلى اعتماد كافة أساليب المقاومة السلمية لفرض الحقوق واستعادة الحرية. ثم أعلن عن عودته إلى تونس يوم 21 تشرين الثاني 2006 لكنه عاد وغادر بعد أشهر قليلة، بعد مضايقات فادحة من أجهزة الامن. وبعد اشتعال الثورة التونسية وسقوط المخلوع زين العابدين بن علي عاد المرزوقي إلى تونس في 18 كانون الثاني 2011.
ويشيد البعض بمبدئية المرزوقي ونضاليته لكنهم، وخصوصا اليساريين، ينتقدون اقترابه الصيف الماضي من الإسلاميين. في حين يرى آخرون في ذلك براعة سياسية كبيرة أتاحت له تحقيق نتيجة جيدة في الانتخابات، حيث لم يسعَ مثل باقي أحزاب اليسار التونسي التي منيت بهزيمة انتخابية إلى استعداء الإسلاميين، لكنه ركز على إزالة آثار النظام الفاسد السابق.

واختلف المرزوقي مع رفاق دربه من اليسار العلماني ممن وصفهم بـ "اليسار العلماني والفرنكفوني القديم المنقطع كليا عن القضايا الحقيقية للشعب التونسي"، وذلك بداية من 2003 خصوصا في الموقف من إسلاميي النهضة. ومع أنه لم يغير البتة من موقعه اليساري فإنه اقترب من الإسلاميين خصوصا بسبب إيمانه الشديد بضرورة التمسك بالهوية العربية الإسلامية. وهو ما ساعده في حملته الانتخابية الأخيرة. وبهذا الشأن، قال المرزوقي بعد الانتخابات الأخيرة: "النهضة ليست الشيطان، ويجب عدم اعتبارهم طالبان تونس، إنهم فصيل معتدل من الإسلاميين". غير أن ذلك لم يمنعه من التأكيد على وجود "خطوط حمراء" لا جدال فيها مثل "الحريات العامة وحقوق الانسان وحقوق المراة والطفل".
 

ويرأس المرزوقي المتحدر من الجنوب التونسي حالياً حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (يسار قومي) الذي أسسه بنفسه. وحقق هذا الحزب بفضل سمعة زعيمه وحنكته بشكل خاص، نتيجة لم يتوقعها المحللون وفاز بـ 29 مقعدا في انتخابات المجلس الوطني التاسيسي ليحل ثانيا بعد حزب النهضة الإسلامي (89 مقعدا). وحصل المرزوقي على العديد من الجوائز الحقوقية وكتب العديد المؤلفات في السياسة والأدب والطب منها: "الإنسان الحرام" و"إنها الثورة يا مولاي" و "الرحلة" و"حتى يكون للأمة مكان في هذا الزمان" و"في سجن العقل".

التعليقات