اسم في الأخبار: وديع الصافي

شارك الصافي في أكثر من فيلم سينمائي وغنى للعديد من الشعراء، وله أكثر من 5000 أغنية وقصيدة لحن معظمها ومنها أغنية"طل الصباح وزقزق العصفور "التي كانت اولى اغانيه عندما هاجر لمدةثلاث سنوات إلى البرازيل في عام 1947 . وعندما عاد كرت سبحة الاغاني فكان أبرزها "لبنان يا قطعة سما" و"صرخة بطل" و"الليل يا ليلى يعاتبني" و"شاب الهوى وشبنا" و "مريت ع الدار " و"لوين يا مروان" و"عصفورة النهرين" و"الله يرضى عليك يا ابني" و"الله معك يا بيت صامد بالجنوب" و"موال يا مهاجرين ارجعوا". كما غنى "طلوا احبابنا" من الحان الاخوين رحباني ومع فيروز ونصري شمس الدين غنى "سهرة حب" و"يا شقيق الروح"و "عندك بحرية" من الحان محمد عبد الوهاب" و"على الله تعود على الله " من الحان فريد الاطرش.

اسم في الأخبار: وديع الصافي

توفي المطرب والفنان اللبناني والعربي وديع الصافي مساء الجمعة 11/10/2013 عن 92 عاما إثر وعكة صحية استدعت نقله إلى أحد مستشفيات بيروت، حيث ما لبث أن فارق الحياة، ليترك لنا خلفه أعمالا غنائية كثيرة ستبقى خالدة في وعي الفن والثقافة العربية.

كانت انطلاقته الصافي الفنية سنة 1938 حين فاز بالمرتبة الأولى لحنا وغناء وعزفا من بين أربعين متسابقا في مباراة للإذاعة اللبنانية أيام الانتداب الفرنسي في أغنية "يا مرسل النغم الحنون" للشاعر الأب نعمة الله حبيقة.

شارك الصافي في أكثر من فيلم سينمائي وغنى للعديد من الشعراء، وله أكثر من 5000 أغنية وقصيدة لحن معظمها  ومنها أغنية"طل الصباح وزقزق العصفور "التي كانت اولى اغانيه عندما هاجر لمدةثلاث سنوات إلى البرازيل في عام 1947 . وعندما عاد كرت سبحة الاغاني فكان أبرزها "لبنان يا قطعة سما" و"صرخة بطل" و"الليل يا ليلى يعاتبني" و"شاب الهوى وشبنا" و "مريت ع الدار " و"لوين يا مروان" و"عصفورة النهرين" و"الله يرضى عليك يا ابني" و"الله معك يا بيت صامد بالجنوب" و"موال يا مهاجرين ارجعوا". كما غنى "طلوا احبابنا" من الحان الاخوين رحباني ومع فيروز ونصري شمس الدين غنى "سهرة حب" و"يا شقيق الروح"و "عندك بحرية" من الحان محمد عبد الوهاب" و"على الله تعود على الله " من الحان فريد الاطرش.

وكان الصافي قد نقل منذ أشهر إلى مستشفى جبل لبنان إثر إصابته بكسور لم يشف من مضاعفاتها، لاسيما انتفاخ الرئتين الذي أثر على عضلة قلبه، نقلا عن صحيفة "النهار" اللبنانية.


ولد الصافي في قرية نيحا الشوف وهو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثماني أولاد كان والده بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس، رقيب في الدرك اللبناني.

عاش وديع الصافي طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، في عام 1930، نزحت عائلته إلى بيروت ودخل وديع الصافي مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، فكان الماروني الوحيد في جوقتها والمنشد الأوّل فيها. وبعدها بثلاث سنوات، إضطر للتوقّف عن الدراسة، لأن جو الموسيقى هو الذي كان يطغى على حياته من جهة، ولكي يساعد والده من جهة أخرى في إعالة العائلة.

أول لقاء له مع محمد عبد الوهاب كان سنة 1944 حين سافر إلى مصر. وسنة 1947، سافر مع فرقة فنية إلى البرازيل حيث أمضى 3 سنوات في الخارج.

بعد عودته من البرازيل، أطلق أغنية «عاللّوما»، فذاع صيته بسبب هذه الأغنية التي صارت تردَّد على كل شفة ولسان، وأصبحت بمثابة التحية التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم بعضا. وكان أول مطرب عربي يغني الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية بعدما طعّمها بموال «عتابا» الذي أظهر قدراته الفنية.

قال عنه محمد عبد الوهاب عندما سمعه يغني أوائل الخمسينات «ولو» المأخوذة من أحد افلامه السينمائية وكان وديع يومها في ريعان الشباب: "من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت". فشكّلت هذه الأغنية علامة فارقة في مشواره الفني وتربع من خلالها على عرش الغناء العربي، فلُقب بصاحب الحنجرة الذهبية، وقيل عنه في مصر أنّه مبتكر «المدرسة الصافية» (نسبة إلى وديع الصافي) في الأغنية الشرقية.

سنة 1952، تزوج من ملفينا طانيوس فرنسيس، إحدى قريباته، فرزق بدنيا ومرلين وفادي وأنطوان وجورج وميلاد.

في أواخر الخمسينات بدأ العمل المشترك بين العديد من الموسيقيين من أجل نهضة للأغنية اللبنانية انطلاقًا من أصولها الفولكلورية، من خلال مهرجانات بعلبك التي جمعت وديع الصافي، وفيلمون وهبي، والأخوين رحباني وزكي ناصيف،ووليد غلمية، وعفيف رضوان، وتوفيق الباشا، وسامي الصيداوي، وغيرهم.

مع بداية الحرب اللبنانية، غادر وديع لبنان إلى مصر سنة 1976، ومن ثمّ إلى بريطانيا، ليستقرّ سنة 1978 في باريس. وكان سفره اعتراضًا على الحرب الدائرة في لبنان، مدافعًا بصوته عن لبنان الفن والثقافة والحضارة. فكان تجدّد إيمان المغتربين بوطنهم لبنان من خلال صوت الصافي وأغانيه الحاملة لبنان وطبيعته وهمومه. منذ الثمانينات، بدأ الصافي بتأليف الألحان الروحية، نتيجة معاناته من الحرب وويلاتها على الوطن وأبنائه واقتناعًا منه بأن كلّ اعمال الإنسان لا يتوّجها سوى علاقته باللّه.

سنة 1990، خضع لعملية القلب المفتوح، ولكنه استمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء. فعلى أبواب الثمانين من عمره، لبّى الصافي رغبة المنتج اللبناني ميشال الفترياديس لإحياء حفلات غنائية في لبنان وخارجه، مع المغني خوسيه فرنانديز وكذلك المطربة حنين، فحصد نجاحاً منقطع النظير أعاد وهج الشهرة إلى مشواره الطويل. لم يغب يوماً عن برامج المسابقات التلفزيونية الغنائية قلباً وقالباً فوقف يشجع المواهب الجديدة التي رافقته وهو يغني أشهر أغانيه.

يحمل الصافي ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، الاّ أنه يفتخر بلبنانيته ويردد أن الأيام علمته بأن ما أعز من الولد الا البلد.

سنة 1989، أقيم له حفلة تكريم في المعهد العربي في باريس بمناسبة البوبيل الذهبي لانطلاقته وعطاءاته الفنية.

يحمل الصافي إضافة الى الجنسية اللبنانية ثلاث جنسيات أخر، هي المصرية والفرنسية والبرازيلية.

كرّمه لبنان مراراً، كما وضعت صورته على الطوابع البريدية مع صباح وفيروز، وحمل خمسة أوسمة نالها أيام الرؤساء كميل شمعون، وفؤاد شهاب، وسليمان فرنجية، والياس الهراوي، ومنحه الرئيس السابق إميل لحود وسام الأرز برتبة فارس، كما منحته «جامعة الروح القدس» في الكسليك دكتوراه فخرية في الموسيقى عام 1991. هكذا، طوى وديع الصفحة الأخيرة من مشواره الفني، تاركاً أكثر من 5 آلاف أغنية. رصيد ضخم أسهم في نحت «هوية» فنية لبنانية انطلاقاً من أصولها الفولكلورية وتراث بلاد الشام بصوت «أبوي» نادراً ما يتكرّر.

صوت تاريخي
ولد وديع الصافي قبل عامين من رحيل سيد درويش، لكن سرعان ما سجل اسمه في مقدمة الأصوات العربية التاريخية، التي ميزت تاريخ الموسيقى العربية المعاصرة في مرحلتها الحديثة التي اطلقها سيد درويش.

لقد امتلأت هذه الفترة التي امتد ازدهارها نصف قرن من الزمان في ما بين عشرينيات وسبعينيات القرن المنصرم، بعشرات الاصوات الجميلة والشهيرة والمبدعة، بين رجال ونساء، لكن عددا قليلا منها ارتفع الى مرتبة الاصوات التاريخية، التي تعتبر فصيلة نادرة بين الاصوات، لتمتعها بميزتين على الاقل:

1- امتلاكها معدنا صوتيا نادرا، يرتفع عن المستوى الرائج للاصوات الجميلة بأنه يمتلك في حنجرته معدنا صوتيا نادرا في غناه وجماله، بحيث يصعب تكرار ظهور مثيل له.

2- قيامها بلعب دور تاريخي في شق دروب جديدة في تطور الموسيقى والغناء العربيين، سرعان ما تتحول الى مدرسة ينتمي اليها ويتربى فيها عشرات من اصحاب الاصوات الجميلة من الاجيال اللاحقة.

لا علم الموسيقى ولا المقارنة بأصوات أخرى تستطيع تحديد قيمة وأهمية وقوة صوت وديع الصافي. إنه فوق «الامتحان». الذائقة وحدها تحدِّد علاقة الناس بصوته. 

التعليقات