اسم في الأخبار: الطبيب النرويجي مادس جيلبرت

مادس فريدريك جيلبرت، طبيب نرويجي لن ينساه الشعب الفلسطيني، فمن خلال نشاطه التضامني مع الفلسطينيين منذ السبعينيات، عمل بصفة طبيب خلال فترات عديدة في فلسطين ولبنان، مما أدى إلى إن تنسب مدينة ترومسو، (المتوأمة مع مدينة غزة منذ عام 2001) إلى نفسها صفة "المدينة الأكثر إرسالا للعاملين في مجال الصحي إلى فلسطين".

اسم في الأخبار: الطبيب النرويجي مادس جيلبرت

مادس فريدريك جيلبرت، طبيب نرويجي لن ينساه الشعب الفلسطيني، فمن خلال نشاطه التضامني مع الفلسطينيين منذ السبعينيات، عمل بصفة طبيب خلال فترات عديدة في فلسطين ولبنان، مما أدى إلى إن تنسب مدينة ترومسو، (المتوأمة مع مدينة غزة منذ عام 2001) إلى نفسها صفة "المدينة الأكثر إرسالا للعاملين في مجال الصحي إلى فلسطين".

عمل البروفيسور مادس جيلبرت، من جامعة ترومسو، متطوعا في مستشفى الشفاء بغزة خلال حرب غزة الحالية وعايش أحوالها لحظة بلحظة. تطوع جيلبرت للعمل في غزة بين الحين والآخر لفترة تجاوزت الـ17 عاما. كما قدم تقريرا للأمم المتحدة حول الوضع الصحي في غزة.

وصل جيلبرت إلى غزة في مهمة طارئة خاصة باللجنة النرويجية للإسعاف (NORWAC) مع الجراح إريك فوس (Eric Fosse) لدعم الجهود الإنسانية في مستشفى الشفاء خلال العدوان الإسرائيلي 2008-2009، وذلك في فترة منع فيها الصحافيين الأجانب من الدخول إلى القطاع.

كتب جيلبرت رسالةٍ مفتوحة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، دعاه فيها إلى أن يقضي ليلةً في مستشفى الشفاء في غزة خلال العدوان الإسرائيلي الوحشي الراهن، لأنه إذا فعلها ونام هذه الليلة، سيتغير وجه التاريخ، على ما كتب هذا الرجل الذي تعصى بسالته الإنسانية على أي مديح، منذ عدوان 2008، مروراً بعدوان 2012، وصولاً إلى الغزو الجاري.

لم يتوانَ جيلبرت عن زيارة غزّة في خلال حرب 2008-2009، كذلك إبان العدوان في العام 2012. وقد زار غزّة ما بين الحربَين أكثر من مرّة، للاطمئنان على وضعها ووضع الكوادر الطبيّة فيها، الأمر الذي شكّل حافزاً قوياً للعاملين الصحيّين فيها للاستمرار في العمل تحت أي ظرف من الظروف. لذا يدعونه في مجمّع الشفاء "الملاك"، وقد كتبوا اسمه على إحدى غرف المستشفى تكريماً له وعرفاناً لجميله.

يقول جيلبرت في أحد الحوارات الصحافية معه: "ما يجعلني أواصل هو هذا الإلهام الكبير الذي أحصل عليه من الفلسطينيين هنا في مستشفى الشفاء من المرضى وأقاربهم. كل شخص أقابله هنا مرفوع القامة ومؤمن بأنه صاحب قضية عادلة ولديه الحق في البقاء هنا وتلقي معاملة مثل الآدميين وليس الحيوانات. عِزّتهم في هذه الأوقات المظلمة هي التي تهزني، أنا معهم في هذا. أرى المرضى يأتون إلى هنا، مدنيون ويدركون هذه الحقيقة. إذا أدرت ظهري لهم فسأصير جزءا من المشكلة، جزءا من الجهل والوحشية. غزة هي قلب الكرة الأرضية هذه الأيام لأنها مغطاة بالدماء ومع ذلك تواصل النبض وهو ما يظهر الإنسانية ويكشف عن عدم سهولة كسر الناس. أؤيد الفلسطينيين وحقهم في مقاومة الاحتلال والحصار وهذا ما يجعلني أواصل العمل".

النظام المصري يمنع دخوله لغزة

وكانت السلطات المصرية قد منعت جيلبرت من الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح في بداية العدوان، ما اضطره إلى اللجوء إلى أحد المعابر الواقعة تحت سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي مقابلة مع قناة "الجزيرة مباشر مصر"، قال الدكتور جيلبرت إن منعه من الدخول إلى مصر عن طريق معبر رفح مشكلة صغيرة مقارنة مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من عدوان إسرائيلي.

وقال: إن الشعب الفلسطيني في غزة يتعرض للقتل والعقاب الجماعي في انتهاك للقانون الدولي الإنساني، مضيفا أنه يجب وقف ما يتعرض له قطاع غزة من انتهاكات، وطالب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالضغط على إسرائيل لوقف القصف اللاإنساني.

أسلحة محرمة دوليًا

يقول جيلبرت: "أنا متضامن مع الشعب الفلسطيني، وأودّ إخباره أنه ليس وحيداً، بل الكثيرون هم معه وإلى جانبه. فأنا أزور قطاع غزّة وأعمل فيه منذ ما يزيد على سبعة عشر عاماً. وفي هذه المرّة تلقيت دعوة من وزير الصحة الفلسطيني، وطلبت الموافقة على ذلك من مدير المستشفى النرويجي الذي أعمل به كي أحضر وأتابع الحالات".

يضيف "كل الأمور التي تحدث في قطاع غزّة تدلّ على أننا أمام جريمة إنسانيّة، تمارس فيها أبشع أشكال الإجرام والعدوان. حتى قبل العدوان، يمكننا القول إن حصار غزّة بحد ذاته جريمة ضد الإنسانيّة تأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي".

وعن استخدام الاحتلال لأسلحة محرّمة دولياً، يقول جيلبرت "مجرّد الحديث عن نوع الأسلحة المستخدمة، هو بحدّ ذاته دليل على أن أمراً غير طبيعي يحدث وأننا أمام جرائم حقيقيّة استخدم خلالها الاحتلال الإسرائيلي أسلحة ممنوعة ومحرّمة دولياً مثل سلاح "الدايم". والدليل على ذلك أجساد الشهداء والجرحى والحروق فيها وأعضاؤها المبتورة.

- استقبال الأبطال في مطار أوسلو لدى عودته للنرويج الأسبوع الحالي -

يُشار إلى أن مادس جيلبرت هو طبيب نرويجي من مواليد 2 يونيو 1947، في مدينة بورسجرون (Porsgrunn) في النرويج، وناشط في العمل التضامني، وعضو في حزب اشتراكي نرويجي معروف باسم "الحزب الأحمر". يتخصص جيلبرت في التخدير، ويرأس قسم طب الطوارئ في مستشفى جامعة شمال النرويج. وهو يعمل أيضا أستاذا في طب الطوارئ في جامعة ترومسو منذ عام 1995.

ألف جيلبرت وفوس كتابا عنوانه "عيون في غزة" يتحدث عن الوقت الذي قضاه في غزة. وكانت لجيلبرت رسائل عدة عبر الإعلام أكد فيها “همجية إسرائيل”، ما عرّضه لانتقادات واسعة في بلده النرويج.

هذا وأقيم استقبال حافل لجيلبرت، أثناء عودته لأوروبا بعد مساعدته للجرحى الفلسطينيين بمجمع الشفاء بقطاع غزة لمدة استمرت اكثر من عشرين يوم.

جديرٌ بالذكر أن جيلبرت نال الجنسية الشرفية الفلسطينية، بقرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقديرًا لجهوده الإنسانية.

التعليقات