03/11/2014 - 23:43

من هي عشيرة البونمر التي أعدم "داعش" 500 منها؟

قد يكون الإعلام العربي والعالمي قد ألقى الضوء عليها في الآونة الأخيرة بسبب إعدام "داعش" مئات من أفرادها. إلا أن دور الضحية لا يليق بهذه العشيرة المشهورة في قتالها الشرس ضد "القاعدة" في السابق وحالياً ضد "داعش". عشيرة البونمر،

من هي عشيرة البونمر التي أعدم

قد يكون الإعلام العربي والعالمي قد ألقى الضوء عليها في الآونة الأخيرة بسبب إعدام "داعش" مئات من أفرادها. إلا أن دور الضحية لا يليق بهذه العشيرة المشهورة في قتالها الشرس ضد "القاعدة" في السابق وحالياً ضد "داعش". عشيرة البونمر، وتعتبر من العشائر التي قادت لواء قتال "القاعدة" في الأنبار خلال عامي 2005 و2006 ، ويُشهد لقتالها العنيد ضد التنظيم الذي حاول تحويل العراق إمارة له، وهو ما يسعى اليه "داعش" اليوم. فمن هي العشيرة الانبارية؟

تاريخ عشيرة "البونمر"


الشيخ نعيم الكعود أحد شيوخ عشائر الكعود تحدث لـ"النهار" عن نشأة عن هذه العشيرة، قائلاً إن " عشيرة البونمر تنتمي إلى قبيلة الدليم المشهورة في رفضها للطغاة والاحتلالات، وتاريخها يشهد على مواقفها الشجاعة في الدفاع عن بلاد ما بين النهرين". وأضاف "العشيرة هي من أكبر عشائر الأنبار وتعدادها أكثر من خمسمئة ألف نسمة وتتوزع في الأنبار وصلاح الدين والموصل وبغداد".
وسُميَت العشيرة بـ"البونمر" بسبب أحد أجدادها، وأوضح “أن محمد الكعود أحد فرسان العشيرة كان يتنقل في الصحراء على فرسه، حين هاجمه ثلاثة نمور فترجل وقاتلهم بالسيف حتى قضى عليهم، ومنذ ذلك الحين لقبت العشيرة بالبونمر تيمناً بهذا الفارس الشجاع".


قتال "القاعدة" في 2005 و2006


لعشيرة الدليم صولات وجولات في قتال "القاعدة" خلال عامي 2005 و2006. وقال الكعود إن "العشيرة كانت السباقة من بين العشائر العراقية التي قاتلت "القاعدة" في السابق ولعبت دوراً رئيسياً في القضاء عليها في العراق خلال عامي 2005 و2006 ". وأوضح أن "الحكومة في السابق سلحتها وأوكلت اليها مهمة تطهير مناطق الأنبار بالكامل ونجحت في ذلك ومنعت دخول أي فرد من القاعدة إلى المحافظة على طول 36 كلم".

محاربة "داعش" في 2014


وعن قتال "داعش" في الوقت الراهن ، قال: "منذ 1 كانون الثاني من العام الجاري، تقاتل العشيرة "داعش" ومنعته من الدخول إلى المناطق المتواجدة فيها، بعكس العشائر الأخرى التي سقطت مناطقها مباشرة أمامه وبعضها انضم إلى القتال في صفوفه كما حصل في الموصل وصلاح الدين ". ويحمل الكعود الحكومة مسؤولية انسحاب "البونمر" من المناطق التي كانت تسيطر وتدافع عنها في وجه "داعش" الى منطقة بروانة حاليا في قضاء حديثة"، قائلا "تأخر الحكومة في تسليحنا وتجهيزنا دفعانا إلى الانسحاب وترك المناطق التي كانت بحمايتنا، وسهل ذلك لداعش مهمة الانتقام منا".
"الحكومة لا تسلحنا"

و
يتفهم الشيخ الكعود تردد الحكومة بتسليح العشائر في الأنبار خصوصاً بعدما ترددت معلومات أن بعض العشائر باع السلاح الذي حصل عليه لقتال "داعش". وقال: "نتفهم تردد الحكومة بتسليح العشائر التي باعت السلاح لداعش، لكننا نستغرب تأخرها في تسليحنا لأنها تعلم علم اليقين الثمن الذي دفعناه في قتال الإرهاب وتعلم أن داعش عرض علينا المال، فقط كي نسمح له بالدخول إلى مناطقنا لرفع راياته والخروج لكننا رفضنا، ومرّ على وجودي في بغداد أسبوع ولم أحصل بعد على الجواب الشافي بشأن السلاح، وعشيرتي تقول لي أنه إذا لم نحصل عليه فيتوجهون إلى المعركة بالسلاح المتوفر لديهم".

"ضحايا البونمر بلغوا 500 قتيل"

وكشف الشيخ الكعود لـ"النهار" أن "عدد الضحايا من العشيرة بلغ حتى اليوم 497 قتيل من بينهم 20 امرأة و16 طفلاً بعدما عثر مساء أمس الأحد على 46 شخصاً أعدموا في معسكر الضفادع البشرية في منطقة الفوارة قرب بحيرة الثرثار، واليوم خطف 36 شخصاً من العشيرة في منطقة الخنيزير".

"لسنا حاضنة لأحد وداعش وحدّنا" و
يرفض الكعود الاتهامات التي وجهت إلى عشيرة الأنبار، بأنهم حاضنة للإرهاب قائلاً: "الإرهاب وداعش ليس لهما دين ولا طائفة ولا انتماء، فهم يكفرون الجميع". واعتبر أن لظهور "داعش" في العراق إيجابية كبرى لأنه وحّد العراقيين ضده وضد الأجندة الخارجية التي وضعت لخلق الفتنة في البلاد.

"نؤيد انضمام الحشد الشعبي"


ولا يمانع شيخ عشيرة "البونمر" من انضمام الحشد الشعبي إلى القتال معه ضد "داعش". وأضاف: " لو كان هناك خطر في البصرة، لوجبت علينا المشاركة في الدفاع عن أرضنا فالعراق لنا جميعا، إلا أننا طالبنا الحكومة بتسليحنا لأنه أصبح هناك ثأر بيننا وبين المجموعة المؤلفة من خمسمئة شخص من داعش ونعرفهم ونريد التعامل معهم بالطريقة التي تناسب الرد على غدرهم بنا".


ويقدّر عدد مقاتلي عشيرة البونمر الذين ينتظرون السلاح في بروانة لقتال "داعش" بثلاثة آلاف مقاتل. وتشارك عشائر أخرى اضافة الى عشيرة "البونمر" في الحرب على "داعش"، ومن أكبرها عشيرة "البوعيثة" التي تقاتل في عامرية الفلوجة بدعم بري وجوي من الجيش العراقي والتحالف الدولي. 

التعليقات