22/05/2015 - 20:32

تدمر.. لؤلؤة الصحراء لأكثر من ألفي عام

​تعتبر مدينة تدمر السورية التي وقعت مؤخرًا تحت سيطرة تنظيم "داعش"، إحدى أقدم وأعرق المدن الأثرية في العالم، وفيها آثار وتماثيل ومعابد تعود إلى أكثر من ألفي عام، كثرت فيها الحضارات والثقافات، واسمها مقرون بملكتها الشهيرة زنوبيا.

تدمر.. لؤلؤة الصحراء لأكثر من ألفي عام

تعتبر مدينة تدمر السورية التي وقعت مؤخرًا تحت سيطرة تنظيم "داعش"، إحدى أقدم وأعرق المدن الأثرية في العالم، وفيها آثار وتماثيل ومعابد تعود إلى أكثر من ألفي عام، كثرت فيها الحضارات والثقافات، واسمها مقرون بملكتها الشهيرة زنوبيا.

وتعرّف اليوم لؤلؤة الصحراء السورية كأحد مواقع التراث العالمي للإنسانية، المدرجة على يد قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" ، وتعود آثارها الظاهرة اليوم لأكثر من ألفي عام.

وبحسب مؤرخين، فقد ظهر اسم تدمر على إحدى المخطوطات التاريخية التي تعود إلى القرن 19 قبل الميلاد، ويومها كانت نقطة عبور بين شرق آسيا والبحر المتوسط، وكان أوج ازدهارها عندما احتلها الرومان على مدار أربعة قرون، من القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الثالث بعده، وسميت حينها بـ"بالميرا" وتعني النخيل.

 ونبعت أهمية تدمر من خصوبتها، حيث كانت واحة خصبة وسط الصحراء السورية، وشكلت نقطة عبور هامة للقوافل التجارية، التي بفضلها ازدهرت العديد من التجارات في المدينة وعبرها، منها التوابل والعاج والحرير من الشرق، والتماثيل والقطع المصنوعة من الزجاج من فينيقيا.

وفي العام 129، بني معبد "بعل"، أحد أبرز معابد تدمر الباقية حتى اليوم، وكذلك ساحة "أغورا"، وكان يعتبر بعل أحد الآلهة المعبودة لدى الرومانيين في تدمر قبل وصول المسيحية إليهم، بالإضافة إلى يرحبول (إله الشمس) وعجلبول (إله القمر).

وفي القرن الثالث استطاعت تدمر التحرر من الحكم الروماني وبناء إمبراطورية قوية تقودها الملكة زنوبيا، واستطاعت زنوبيا السيطرة على كل بلاد الشام وضمها إلى مملكتها ووصلت حدود آسيا الصغرى، لكنها هزمت في النهاية واقتيدت إلى روما.

وكانت تدمر قبل اندلاع الأزمة السورية محط أنظار السائحين، إذ احتوت على أكثر من ألف أثر بين عامود ومعبد وتماثيل ومقابر، وفيها قوس نصر ومسرح روماني كبير، وتعرضت بعض هذه القطع للنهب والبيع في السوق السوداء بعد اندلاع الأزمة، في الفترة التي سيطر عليها النظام السوري.

وأثار سقوط المدينة الأثرية، التي يسكنها مع ضواحيها نحو 70 ألف نسمة، في يد "داعش" قلق العديد من الجهات والمؤسسات الدولية، وبات الخوف من تدمير "داعش" للآثار هو الهاجس المسيطر على المنظمات الدولية المعنية بالتراث والآثار، خاصة بعد ما فعله التنظيم بمتحف الموصل ومدينة نمرود الأثرية في العراق.

 

التعليقات