15/08/2015 - 10:34

محافظو أميركا الجُدد... نحو الرئاسة عُد؟

وخلال العقد الماضي، خرج المحافظون الجدد، الذين يمثلهم نائب الرئيس السابق ديك تشيني ووزير الدفاع السابق دونالد رمسفلد، من الساحة السياسية وباتوا موضة قديمة.

محافظو أميركا الجُدد... نحو الرئاسة عُد؟

رامسفيلد، عرّاب حرب العراق، أثناء مناقشة الاتفاق النووي، الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

بعد أن ساد الاعتقاد بأن خطابَ "المحافظين الجدد" قد ولى إلى غير رجعة ودفن في حرب العراق، عاد ذلك النهج العسكري المروّج لاستخدام القوة في السياسة الخارجية الأميركية يطل برأسه مجددًا في حملة انتخابات الرئاسة 2016.

وخلال العقد الماضي، خرج "المحافظون الجدد"، الذين يمثلهم نائب الرئيس السابق ديك تشيني ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد، من الساحة السياسية وباتوا "موضة قديمة".

لكن حملة انتخابات الرئاسة 2016، شهدت عودة مرشحين جمهوريين يعتمدون على مستشارين ارتبطت اسماءهم في السابق بكوارث "الحرب الاستباقية" التي شنتها الرئيس السابق جورج بوش على العراق.

وخلال المناظرات بين المرشحين الجمهوريين التي جرت الأسبوع الماضي، حرص 17 مرشحًا على التأكيد أن باراك اوباما رئيس ضعيف، متعهدين تبني منهاجًا أكثر قوة في السياسة الخارجية لبلادهم.

واعتبر المرشحون الجمهوريون أن الحذر والواقعية التي تبناها أوباما في حكمه، هي خلل في القيادة الأميركية أدى إلى فراغ في القوة، سمح لكل من روسيا وإيران والصين والجماعات الجهادية أن تنشر الفوضى في العالم.

وأعلن السناتور تيد كروز، أحد الراغبين في الوصول إلى البيت الابيض "نحتاج إلى قائد جديد يقف في وجه الأعداء".

وسعيا منه إلى تجنب الجو المعادي للحرب، الذي حمل أوباما إلى الرئاسة، أكد السناتور ليندسي غراهام، ضرورة إرسال قوات أميركية إلى العراق وسوريا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وإذا بدا ذلك الخطاب مألوفا، فكذلك كانت الوجوه.

فقد لجأ المرشح جيب بوش، شقيق الرئيس الأسبق جورج بوش، إلى بول وولفويتز، الذي كان من أبرز الداعين لغزو العراق عندما كان مساعدا لرامسفيلد، ليكون مستشاراه.

أما السناتور ماركو روبيو، فمساعده هو جايمي فلاي، الذي عمل في فريق الأمن القومي للرئيس السابق جورج بوش.

اقرأ أيضًا | وثيقة أميركية: الحرب على العراق بدون معلومات موثقة

في 2013، قال فلاي إن على الولايات المتحدة أن تتبنى سياسة تغيير النظام في إيران من خلال شن حملة قصف واسعة على اهداف حكومية.

وليس من المستغرب أن يلجأ مرشحون جمهوريون إلى أشخاص عملوا في إدارتي بوش السابقتين نظرا لخبرتهم في مجال السياسة الخارجية.

ونظرا إلى أن العمل الحكومي في واشنطن مسيس للغاية، فقد عمل هؤلاء طوال السنوات السبع الماضية في مؤسسات للأبحاث وفي القطاع الخاص بانتظار أن يعودوا مجددا.

إلا أن بعض الجمهوريين يرون أسبابا أكثر منهجية للعودة إلى الماضي.

ويعرب لورنس ويلكرسون، الجمهوري الذي كان منافسا للمحافظين الجدد أثناء عمله رئيسا لهيئة موظفي كولن باول خلال إدارة بوش، عن اعتقاده بأن السياسات الحزبية، وعدم الاستعداد لقبول تناقص سلطة أميركا في العالم دفع بالمرشحين إلى اعتناق افكار المحافظين الجدد.

وأضاف "لقد وجدوا أنه من غير الممكن لهم الفوز بالرئاسة بدون 12 بالمئة من الأميركيين المجانين"، في إشارة إلى الناخبين المحافظين المتدينين المتطرفين، الذين يسعى المرشحون إلى استمالتهم للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لسباق الرئاسة.

وقال "الجمهوريون يحتاجون إلى أصواتهم، وهم يصوتون، كما أنهم يكرهون الرئيس كرها شديدا، بعضهم عنصريون متعصبون جدا".

الا أن السبب هو النظرة إلى القوة الاميركية وكيفية استخدامها.

واكد ويلكرسون، الكولونيل السابق في الجيش الأميركي، أن "الولايات المتحدة تفقد قوتها".

وأضاف أن المرشحين الجمهوريين يريدون أن يقولوا للناخبين "نحن أمة لا يستغني عنها العالم، نحن الشعب الاستثنائي، علينا أن نعود إلى القمة مجددا".

وأضاف أنهم ينسون دور جورج بوش وتشيني في تدهور مكانة أميركا، ويقولون "بالمناسبة، فإن الرجل الموجود في البيت الأبيض والذي تصادف أنه أسود بذل جهوده لتسريع ذلك".

ويعتقد أنه إذا فاز أمثال جيب بوش أو روبيو بالرئاسة، فإنهم من المرجح أن لا يطبقوا معظم ما يقولونه.

ويقول "عندما يدرك هؤلاء الحقيقة، ويحصلون على أول جلسة اطلاع على المعلومات، ويصبحون في المكتب البيضاوي، اعتقد وآمل أن تعود القيادة المسؤولة".

ويشير المحافظون الجدد من جانبهم إلى صعود تنظيم الدولة الإسلامية والأزمات في ليبيا وأوكرانيا وغيرها من الدول ويعتبرون ذلك دليلا على ضرورة تغيير العقيدة.

اقرأ أيضًا | دونالد ترامب... مرشح رئاسي أميركي محتمل مثير للجدل

وكتب مارك مويار، الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية، على مدونته "لقد اتسمت رئاسة أوباما بأكملها بالتعامل مع السياسة الخارجية، على أنها تمرين في إدارة الأزمات".

وأضاف أن "الأشهر المتبقية لأوباما في الرئاسة ستمنح أعداء أميركا الوقت لزيادة قوتهم".

وتابع "إن استمرار السلبية والرمزية قد يؤدي كذلك إلى إقدام الأعداء على استفزازات في مسعاهم لسرقة المزيد من الأغنام قبل أن يأتي راع أكثر يقظة".

ويتوقع أن تشهد الفترة المتبقية من حكم أوباما والحملة الانتخابية لخلافته المزيد من الخطاب المحافظ الجديد المتشدد.

التعليقات