16/03/2016 - 17:47

راشيل كوري... 13 عامًا على الاستشهاد

يستذكر الفلسطينيون، في مثل هذا اليوم، حادثة استشهاد الناشطة الأميركيّة، راشيل كوري، التي تصدّت للجرافات الإسرائيلية بجسدها الأعزل، رفضًا لهدم بيوت مواطنين في غزة، قبل 13 عامًا.

راشيل كوري... 13 عامًا على الاستشهاد

راشيل لحظة دهسها (أرشيف)

يستذكر الفلسطينيون، في مثل هذا اليوم، حادثة استشهاد الناشطة الأميركيّة، راشيل كوري، التي تصدّت للجرافات الإسرائيلية بجسدها الأعزل، رفضًا لهدم بيوت مواطنين في غزة، قبل 13 عامًا.

في واشنطن لتكريم راشيل كوري
واشنطن العاصمة تكرّم راشيل كوري

ووصلت كوري إلى غزّة عام 2003، إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية، واستشهدت فيها، يوم 16 آذار/مارس، من العام نفسه، بعد أن دهسها سائق جرافة إسرائيليّ، كان يهدم منازل فلسطينيين.

ورفعت كوري (وهي من مواليد إبريل/نيسان عام 1979) القادمة، من مدينة واشنطن، شعار "كن إنسانًا"، وتقدمت وهي ترتدي معطفًا برتقاليًا، نحو إحدى الجرافات الإسرائيلية، كي تمنعها من الاقتراب من تدمير المنازل في قطاع غزة، وتجريف أراضي المزارعين.

ووقفت كوري أمام الجرافة تحمل مكبرًا للصوت، وتدعو الجنود الإسرائيليين للتوقف عن عملية الهدم، وتجريف الأراضي.

وظنّت كوري أن بشرتها الشقراء، وملامحها الأجنبية، ستشفع لها أمام بطش الاحتلال، غير أنها سقطت، في دقائقَ، جثّة هامدة، وتحول إلى رقم جديد في قائمة الانتهاكات الإسرائيليّة.

وحسب تحقيقات مركز الميزان لحقوق الإنسان، ومقره في غزة، فإن الجيش الإسرائيلي، دهس كوري، مساء الأحد، السادس عشر مارس/آذار عام 2003، بينما كانت تحاول منع تجريف منازل الفلسطينيين القريبة من الحدود المصرية – الفلسطينيّة، في حي السلام في مدينة رفح.

وأضاف، نقلا عن شهود عيان، إن "الجرافة الإسرائيليّة دفنت كوري تحت التراب وهي على قيد الحياة، وذلك على الرغم من أنها كانت ترتدي سترةً فسفوريّة اللون، بهدف تأمين رؤيتها وزملائها من ناشطي السلام، وعلى الرغم من مناشدتها لسائق الجرافة عبر مكبر صوت، بالامتناع عن هدم منازل المدنيين الفلسطينيين في المنطقة".

وادّعى الجيش الإسرائيلي أن سائق الجرافة، لم يرَ كوري لحظة دهسها.

واستقبل الفلسطينيون استشهاد كوري بألم عميق، حيث أطلقوا عليه لقب "شهيدة"، ونظموا لها جنازة، على غرار جنازات الشهداء الفلسطينيين.

وأطلق الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، على كوري لقب "الشهيدة"، كما تم إطلاق اسمها على العديد من المراكز الثقافية في الأراضي الفلسطينية.

وكانت المحكمة الإسرائيليّة، قد أصدرت، عام 2013، قرارًا بتبرئة قاتل المتضامنة كوري، ورفضت المحكمة دعوى مدنية رفعتها عائلة كوري ضد إسرائيل.

وقالت المحكمة إنها "وصلت إلى استنتاج يشير إلى عدم وجود إهمال من قبل سائق الجرافة، وأنه لم يرها قبيل دهسها".

واستنكرت مؤسسات حقوقية فلسطينية قرار التبرئة، مؤكدة أن كوري كانت شاهدة عيان على الكثير من الجرائم الإسرائيلية في غزة.

وأشار المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إلى أنه حصل على تصريحات من المتضامنين الذين رافقوا كوري يؤكدون فيها على أن عملية قتل كوري كانت متعمدة ومقصودة، لا كما يدعي الجيش الإسرائيلي بأنها غير مقصودة وأن الناشطة كوري غير مستهدفة من قبلهم.

وفي إحدى الرسائل التي كتبتها قبل مقتلها، قالت راشيل "أحيانًا كنت أجلس لتناول وجبة العشاء مع الناس، وأنا أدرك تمامًا أن الآلة العسكرية الإسرائيلية الضخمة تحاصرنا، وتحاول قتل هؤلاء الفلسطينيين الذين أجلس معهم".

التعليقات