ميدفيديف يحدد أولويات تحديث الاقتصاد الروسي

الخسائر الحقيقية التي ألحقتها الأزمة المالية العالمية بالاقتصاد الروسي فاقت كل توقعات الخبراء

ميدفيديف يحدد أولويات تحديث الاقتصاد الروسي
قال الرئيس الروسي، ديميتري ميدفيديف فى مقابلة بثتها القناة التلفزيونية الروسية الأولى انه قام بصياغة خمس أولويات أساسية في مجال تحديث الاقتصاد، منها أهمية الطاقة " لأننا نصرف طاقات كثيرة وكذلك المنتجات المعلوماتية سواء على الأرض أو في الفضاء بالإضافة الى الطاقة النووية التي كانت تشكل دائما الورقة الرابحة لنا والتي بمقدورها تغيير الحياة نحو الأفضل في مختلف بقاع بلادنا". ومن الأولويات الأخرى مجال الأدوية الطبية " حيث علينا ان ننتج الأدوية الخاصة بنا وبنوعية جيدة على أن تباع بأسعار مقبولة.
وأوضح الرئيس الروسي أن السير في هذه الاتجاهات أمر ضروري من أجل أن يعتمد الاقتصاد الروسي ليس على النفط والغاز فحسب بل وعلى القدم الأخرى ألا وهي التكنولوجيات العالية.

وفي رد على سؤال كم من الوقت سيستغرق تحقيق الأولويات المذكورة، قال ميدفيديف: " يحتمل ان يستغرق ذلك من 10 الي 15 سنة وهو أفق واضح تماما يجب أن نرى بعده اقتصادا جديدا باستطاعته منافسة الاقتصاديات العالمية الكبرى. وأوضح الرئيس الروسي إن الخسائر الحقيقية التي ألحقتها الأزمة المالية العالمية بالاقتصاد الروسي فاقت كل توقعات الخبراء الروس والأجانب على السواء، ولكن آثارها الاجتماعية لم تكن وخيمة بتلك الدرجة بفضل إجراءات السلطات السريعة والمناسبة.

وأضاف قائلا: " كان الخبراء يتوقعون في البداية أن نسبة انكماش الاقتصاد ستصل إلى 3 أو 3.5 % ، ولكن في حقيقة الأمر قد يبلغ انخفاض الناتج الإجمالي المحلي في البلاد 7.5 % حسب نتائج هذا العام ككل .. وعانت الصناعة الروسية أكثر من فروع الاقتصاد الأخرى من الأزمة بحيث تقلص حجم إنتاجها بنسبة 14% خلال النصف الأول من السنة الجارية".

وأشار الرئيس الروسي في الوقت نفسه إلى أنه أصبح بوسع بلاده نتيجة لتطبيق بعض الإجراءات العقلانية العاجلة لمواجهة الأزمة تفادي الأسوأ فيما يتعلق بالبطالة وعمل النظام المصرفي ونشاط القطاع المنتج الحقيقي للاقتصاد. واستطرد ميدفيديف قائلا إن القطاع الزراعي لم يتعرض لخسائر مماثلة لتلك التي سجلت في مجال الصناعة بل ويرى وجود مؤشرات النمو مثلا في تربية الدواجن وإنتاج بعض الأنواع الأخرى من اللحوم بنسبة 8 -12% . وأضاف أن الموسم الزراعي المنصرم كان صعبا بالنسبة لزراعة النباتات بسبب الجفاف مما أدى إلى تقليص إمكانيات البلاد في مجال تصدير الحبوب، ومع ذلك فهي كافية وتحتفظ روسيا بمكانتها الطليعية على نطاق العالم في هذا المجال.

التعليقات