"نتفليكس" تواجه تحديات كبيرة بعد "إشباع السوق"

تزداد حدّة التنافس بين "نتفليكس" ونظيرتها التقليدية "ديزني" التي ربما تُغير "قواعد اللعبة" بحسب ما قاله الاقتصادي من كلية "إل آي يو بوست" في نيويورك، أنوس مردوقوتاس، إلا أن ذلك ليس التحدي الأساسي أمام "نتفليكس"

(أ ب)

طرحت شركة البث الترفيهي العملاقة "نتفليكس"، نموذجا جديدا خلال السنوات القليلة الماضية،  سهل عملية عرض المحتوى على منصتها المُبرمجة بطريقة تجذب المستخدمين عن طريق تنبؤ أذواقهم، مما زاد من حدّة المنافسة مع العمالقة الأخرى في السوق الأميركي بشكل خاص.

وتزداد حدّة التنافس بين "نتفليكس" ونظيرتها التقليدية "ديزني" التي ربما تُغير "قواعد اللعبة" بحسب ما قاله الاقتصادي من كلية "إل آي يو بوست" في نيويورك، أنوس مردوقوتاس، إلا أن ذلك ليس التحدي الأساسي أمام "نتفليكس".

وتُعتبر "ديزني" قوّة سوقية ثابتة تسعى إلى تطوير نموذج أعمالها، عبر إتاحة تطبيق جديد يمنح للمشتركين إماكنية استهلاك المحتوى الرياضي حسب الطلب، وتعمل على تطوير خدمة بث منفصلة أيضا، تُقدم الأفلام والبرامج المُختلفة.

وفي حين أن التقديرات تُشير إلى أن خطوتي "ديزني" الجديدتين سوف تنجحان نجاحا باهرا سيضطر "نتفليكس" أن تصب أموالا إضافية في إنتاج المحتوى الخاص بدل شراء محتوى قديم، فإن مردوقوتاس يعتقد أن الخطر المُحدق في الشركة أعمق من مجرد احتدام المنافسة.

وشدد مردوقوتاس في مقال نشره في مجلة "فوربس" الأميركية، على أن شُح الاشتراكات الجديدة في "نتفليكس"، هو الخطر الحقيقي على الشركة، حيث يصف الاقتصاديون هذه الحالة بمرحلة إشباع السوق.

ويعني ذلك عندما تصل الشركة الناشئة إلى مرحلة "النضج" ومن ثم يبدأ نموها بالتباطؤ، والذي يخلق بدوره  بيئة تجارية من "منافسة الصفر"، والتي تصب فيها الشركات اهتمامها على جذب الزبائن ودفع المنافسين خارج السوق، فيما تُحارب كل شركة على حصتها من السوق، والذي يؤدي إلى حرب أسعار، تُترجم عادة بالتخفيضات الكبيرة التي لا تعود على الشركات بفائدة مادية، مما قد يُخفض من قيمة الشركة السوقية وبالتالي انهيار أسهمها.

ورغم أن "نتفليكس" سجلت أكثر من 137 مليون مُشترك في الربع الثالث من العام الحالي، إلا أن ما يقارب 59 مليون من هؤلاء أميركيين وهو ما يُمثل نحو نصف الأسر الأميركية تقريبا.

وأشار مردوقوتاس إلى أن "نتفليكس" تُحافظ في الوقت الحالي على عدد مستخدمي منصتها لكنها لا تنجح في زيادتهم، خصوصا مع المنافسة الشرسة داخل سوق بث المحتوى الترفيهي المحلي في الولايات المتحدة.

ولفت مردوقوتاس إلى أنه من خلال تجربته في الكلية، فإنه لاحظ أن مُعظم الطلاب ليسوا معنيين بالاشتراك بالمنصة، وذلك قد يُعبر عن فتور فئة الشباب تجاه "نتفليكس"، وهذا أمر سيء للغاية في هذا السوق، لأن هذه أهم شريحة من الزبائن.

وقال مردوقوتاس إن "نتفليكس" سوف تحافظ على قوتها في الوقت الحالي بسبب المشتركين خارج الولايات المتحدة، لكن نمو الشركة في تلك المناطق مقيد بعدّة عوامل، مثل الأنظمة الحكومية أو ضعف الاتصال بالإنترنت أو تكلفة الاشتراك التي قد تُعتبر في بعض المناطق باهظة جدا. 

 

التعليقات