صندوق طوارئ بتريليون يورو لإنقاذ الاتحاد الأوروبي من أزمة كورونا

توصّل قادة الاتّحاد الأوروبي مساء أمس الخميس، إلى اتّفاق بموجبه تتمّ إقامة صندوق طوارئ يهدف للمساعدة في جهود التعافي من جائحة فيروس كورونا المستجدّ، بحجم يبلغ تريليون يورو، في محاولة لتحاشي إخفاق جديد للاتحاد هذه المرّة، مع إرجاء التفاصيل المثيرة للخلاف حتّى الصيف.

وعقد الزعماء السبعة والعشرون مؤتمرا بالفيديو استمر لأربع ساعات من أجل دراسة المقترحات، في ظل إغلاق مقار الاتحاد الأوروبي في بروكسل بسبب الجائحة.

وتعادل الميزانية المشتركة نحو واحد في المئة من الناتج الاقتصادي للاتحاد الأوروبي وهي منذ أمد بعيد أحد المسائل الأشد إثارة للسجال بين الأعضاء. ولن يكون التوسع فيها أمرا سهلا، حتى مع إشادة رئيس الوزراء الإيطالي جيسيبي كونتي بما قال إنه "تقدم عظيم" عقب انتهاء أعمال القمة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الخلافات ما زالت قائمة بين حكومات الاتحاد بخصوص ما إذا كان الصندوق سيقدم منحا نقدية أم يكتفي بالإقراض. وأبلغ الصحفيين في باريس أنّه "أقول بصدق: إذا استدانت أوروبا لإقراض الآخرين، فإن ذاك لن يرقى إلى مستوى الاستجابة التي نحتاجها"، مضيفا أنه سيثقل كاهل دول تنوء بالفعل بالدين، مثل إيطاليا وبلجيكا واليونان.

وتواجه أوروبا صدمة اقتصادية حادة من تفشي كوفيد-19، المرض التنفسي الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، والذي أفضى إلى إغلاقات للحدود داخل الاتحاد وتعارك الدول الأعضاء على الإمدادات الطبية.

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، للزعماء إن الجائحة قد تخفض ناتج منطقة اليورو بين 5 و15 في المئة، حسبما ذكره مسؤولون ودبلوماسيون.

ومن المتوقع، بحسب استطلاع أجرته وكالة "رويترز"، أن ينكمش اقتصاد منطقة اليورو نحو 5.4 في المئة هذا العام، وهو ما سيكون أسوأ أداء اقتصادي منذ طرح العملة في 1999. لكنه سيكون رقما أفضل من أحدث توقعات لصندوق النقد الدولي والتي تشير إلى تراجع بنسبة 7.5 في المئة.