الحروب التجاريّة بين الدول: إلى أيّ مدى قد تؤثّر على الأفراد؟

يمكن أن تحدث هذه النزاعات عندما يفرض بلد ما تعريفات أو حواجز تجاريّة أخرى على سلع بلد آخر، ويستجيب البلد الآخر بفعل الشيء نفسه، ويمكن أن تشمل هذه الحواجز التجاريّة التعريفات والحصص والقيود الأخرى على الواردات والصادرات

الحروب التجاريّة بين الدول: إلى أيّ مدى قد تؤثّر على الأفراد؟

(Getty)

بعد الحرب الروسيّة الأوكرانيّة، والتي تحوّلت إلى حرب اقتصاديّة بفعل العقوبات الغربيّة على روسيا، ثمّ أضرّت باقتصاديّات كثير من الدول وتسبّبت بتضخّم حادّ جرّاء ارتفاع الأسعار، ناقشت العديد من الدراسات آثار الحروب الاقتصاديّة على النموّ الاقتصاديّ العالميّ والمستهلكين وسلاسل التوريد العالميّة، وكذلك الأمر في الحرب التجاريّة التي كانت مستمرّة بين الولايات المتّحدة والصين، والتي أثّرت على الشركات والصناعات في جميع أنحاء العالم.

وبحسب خبراء، فإنّه من المهمّ أن تعمل البلدان معًا لحلّ نزاعاتها التجاريّة وتجنّب الآثار السلبيّة للحروب الاقتصاديّة، حيث يمكن للحكومات توفير تدخّلات هادفة للتخفيف من الآثار السلبيّة للحروب الاقتصاديّة على مواطنيها واقتصاداتها، في نهاية المطاف، يعدّ التعاون الدوليّ والحوار المفتوح بين البلدان ضروريّين لمنع الآثار السلبيّة للحروب الاقتصاديّة.

وتعرف الحروب الاقتصاديّة أيضًا باسم الحروب التجاريّة، وهي صراعات بين الدول تنشأ بسبب السياسات التجاريّة، ويمكن أن تحدث هذه النزاعات عندما يفرض بلد ما تعريفات أو حواجز تجاريّة أخرى على سلع بلد آخر، ويستجيب البلد الآخر بفعل الشيء نفسه، ويمكن أن تشمل هذه الحواجز التجاريّة التعريفات والحصص والقيود الأخرى على الواردات والصادرات.

وتخوض الولايات المتّحدة والصين حاليًّا حربًا اقتصاديّة، حيث تفرض كلّ دولة رسومًا جمركيّة على سلع الطرف الآخر، إذ فرضت الولايات المتّحدة تعريفات جمركيّة على البضائع الصينيّة، واستجابت الصين بفرض تعريفات جمركيّة على البضائع الأمريكيّة، ما تسبّب في اضطراب كبير في الاقتصاد العالميّ، حيث تأثّرت الشركات والصناعات في جميع أنحاء العالم.

ويمكن أن يكون للحروب الاقتصاديّة آثار كبيرة على الناس، من زيادة الأسعار، وذلك عندما تفرض البلدان تعريفات أو حواجز تجاريّة أخرى، إذ إن يؤدّي ذلك إلى زيادة أسعار السلع، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة على الناس لشراء المنتجات الّتي يحتاجونها أو يريدونها، بالإضافة إلى تأثير فقدان الوظائف، لا سيّما في الصناعات الّتي تعتمد بشكل كبير على الصادرات، عندما يتمّ فرض التعريفات الجمركيّة، يمكن أن يزيد الأمر صعوبة على هذه الصناعات لبيع منتجاتها في الخارج، ممّا قد يؤدّي إلى تسريح العمّال، ويمكن أن تؤدّي الحروب الاقتصاديّة أيضًا إلى انخفاض النموّ الاقتصاديّ، سواء في البلدان المعنيّة، أو في البلدان الأخرى الّتي تعتمد على التجارة مع تلك البلدان، ممّا يؤدّي إلى انخفاض الأجور وارتفاع معدّلات البطالة وآثار سلبيّة أخرى، منها عدم الاستقرار السياسيّ في هذه البلدان، والتسبّب باحتجاجات وأعمال شغب وأشكال أخرى من الاضطرابات المدنيّة والسياسيّة.

ووجدت دراسة أجراها صندوق النقد الدوليّ، أنّ الحرب التجاريّة بين الولايات المتّحدة والصين كان لها تأثير سلبيّ كبير على النموّ الاقتصاديّ العالميّ. كما أشارت دراسة أخرى أجراها المكتب الوطنيّ للبحوث الاقتصاديّة (NBER)، أنّ الحرب التجاريّة بين الولايات المتّحدة والصين كان لها تأثير سلبيّ كبير على المستهلكين الأمريكيّين. حيث أدّت التعريفات الّتي فرضتها الولايات المتّحدة على السلع الصينيّة إلى زيادة أسعار هذه السلع بنسبة 1.4٪، وهو ما يترجم إلى زيادة قدرها 419 دولارًا في التكاليف السنويّة للأسرة العاديّة.

وبحسب خبراء، فإنّه يمكن أن يكون للحروب الاقتصاديّة آثار طويلة المدى على البلدان واقتصاداتها، ويمكن أن تؤدّي إلى انهيار الثقة والتعاون بين الدول، ممّا قد يجعل من الصعب على الدول العمل معًا بشأن قضايا أخرى في المستقبل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدّي هذا النوع من الحروب إلى زيادة الحمائيّة، ممّا قد يجعل من الصعب على الشركات التوسّع في أسواق جديدة.

التعليقات