15/10/2020 - 20:51

الكنيست يصادق على التحالف مع الإمارات؛ نتنياهو: لا بنود سرية

ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أنه "لا ملاحق جانبية أو بنود سرية للاتفاق مع الإمارات"، وذلك في خطاب له أمام الهيئة العام للكنيست التي تعقد جلسة خاصة للمصادقة على الاتفاق، ليدخل بذلك حيّز التنفيذ.

الكنيست يصادق على التحالف مع الإمارات؛ نتنياهو: لا بنود سرية

من نتانيا، توضيحية (أ ب)

صادق الكنيست، مساء اليوم، الخميس، على اتفاق التحالف مع الإمارات، الذي تم توقيعه في الخامس عشر من الشهر الماضي، في البيت الأبيض تحت رعاية الإدارة الأميركية، ليصبح ساري المفعول؛ علما بأن الحكومة الإسرائيلية كانت قد صادقت على الاتفاق، يوم الإثنين الماضي.

وصوّت كافة الأحزاب الصهيونيّة لصالح الاتفاق، بينما عارضه 13 نائبًا عن القائمة المشتركة.

ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أنه "لا ملاحق جانبية أو بنود سرية للاتفاق مع الإمارات"، وذلك في خطاب له أمام الهيئة العام للكنيست التي تعقد جلسة خاصة للمصادقة على الاتفاق، ليدخل بذلك رسميا إلى حيّز التنفيذ.

وقال نتنياهو "توصلنا للسلام مع الإمارات من منطلق قوة" و"الاتفاق معها لا يتضمن بنودا سرية ولا ملاحق جانبية". وشدد على أن "دولا إسلامية وعربية عدة تطلب التقرب منا بسبب قوتنا في مجالات عدة منها الأمن الإلكتروني".

وفي كلمته الافتتاحية، أضاف نتنياهو "هذا يوم لم نشهد مثله إلا مرات قليلة في تاريخ إسرائيل، وهو اليوم الذي يتم فيه عرض اتفاق سلام مع دولة عربية لموافقة الكنيست (...) اليوم نحن نوثق علاقاتنا مع الإمارات ونفعل ذلك بالتوازي مع نضالنا المستمر ضد كورونا".

وأضاف نتنياهو "يقال إن السلام يصنع مع الأعداء؛ لا... السلام يصنع مع من كفوا عن كونهم الأعداء، السلام يصنع مع من يريد السلام وليس مع من لا يزال متمسكا بتدميرك"، وتابع "طالما يواصل حزب الله السيطرة على لبنان، فلن يكون هناك سلام حقيقي مع هذا البلد. لكننا بدأنا بالأمس محادثات حول منطقة الحدود البحرية، وهو أمر له أهمية اقتصادية هائلة. قد يمثل هذا أول صدع ليوم آخر قد يأتي في المستقبل. لتحقيق السلام الحقيقي".

وقال نتنياهو "كنت أؤمن دائمًا أن السلام الحقيقي يأتي فقط من موقع القوة وليس من موقع الضعف"، وتابع "في منطقتنا، يبقى الطرف القوي، ويٌحترم الطرف القوي، مع قيام الأقوياء تسعى الدول لعقد تحالفات بينما يُداس الضعفاء".

وأضاف "إسرائيل تحت قيادتي لا تميل إلى التراجع الخطير وإحناء رأسها. لا نكيل إلى مصالحات تقربنا من الحرب بدلًا من إبعادها. بفضل هذا الشيء، حدث أمر هائل في السنوات الأخيرة. العديد من الدول الإسلامية تسعى إلى التقرب منا".

وقال إن "العديد من الدول العربية والإسلامية تنظر إلى قوتنا وبناء على ذلك تغير مواقفها اتجاهنا. إسرائيل، التي كان يُنظر إليها على أنها العدو الأوحد منذ عقود، يُنظر إليها اليوم على أنها حليف قوي، بل حليف أساسي. كانت أهم نقطة في هذا التحول هي المعارضة التي قدتها ضد الاتفاق النووي الخطير مع إيران".

وعن السياسة التي تبناها في مواجهة إيران، أضاف نتنياهو "توجه إلى العديد من قادة دول المنطقة، سرًا، وقالوا إنهم يرحبون بهذه السياسة وأعربوا تدريجيًا عن استعدادهم لتوثيق العلاقات معنا. فتحنا سماء السعودية للرحلات الجوية؛ عمان وتشاد".

وتابع "كان هناك أيضًا عدد كبير جدًا من الاجتماعات السرية. لم أقل إن العالم الإسلامي كله يدعم هذا السلام ولكن من يدعم السلام ويريد مصالحة حقيقية سيدعم بحماس هذا التغيير الذي حظي بدعم معظم دول العالم".

وادعى أنه "عرضت على الفلسطينيين مقترحات سخية جدا على مر السنين لكنهم رفضوها مرارا، رفض الفلسطينيون خططا عدة للسلام ولو انتظرنا إزالة الفيتو الفلسطيني لانتظرنا لوقت طويل وما توصلنا لسلام مع العالم العربي".

واستطرد "سنواصل توسيع نطاق السلام مع العالم العربي. لقد قمنا بذلك مع الإمارات، ونقوم بذلك مع البحرين، وسنقوم بذلك مع دول أخرى. ما زلت أعتقد أن الفلسطينيين سيدركون، ويتخلون ذات يوم عن الرغبة في تدميرنا، ويعترفون أخيرًا بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي ويبدأون برحلة المصالحة الحقيقية والصادقة التي نراها حاليًا مع أجزاء كثيرة من العالم العربي، سيأتي هذا اليوم أيضًا".

ووجّه نتنياهو انتقادات إلى النواب العرب في الكنيست، الذين أعلنوا نيتهم التصويت ضد الاتفاق.

وكانت القائمة المشتركة قد أعلنت رفضها لما سُمّي "اتفاقية أبراهام" الذي تم توقيعها بين دولتي الإمارات وإسرائيل، مشيرة إلى أنه "في الوقت الذي نسعى فيه إلى تعزيز العلاقات بين جماهيرنا العربية في الداخل وامتدادنا العربي في المشرق والمغرب، فإننا نطرح موقفا سياسيا يعارض ويناقض خطة ’صفقة القرن’ التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تم الإشارة إليها في مقدمة الاتفاق المعروض للمصادقة عليه في الكنيست".

وجاء في بيان صدر عن المشتركة أنه "لقد تفاخر نتنياهو في الأسابيع الأخيرة بأنه قد وقع ‘اتفاقات سلام وتطبيع’ مع دول عربية دون أن ينسحب من أي شبر من الأراضي الفلسطينية تحت الشعار الزائف ‘سلام مقابل سلام‘"، مشيرة إلى "نتنياهو يقود حكومة كارثية توسعية متطرفة تعمق الاستيطان وممارسات القمع الاحتلالية ضد شعبنا الفلسطيني".

أشكنازي: سنوقّع المزيد من الاتفاقات مع الإمارات الأسبوع القادم

من جانبه، رجّح وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، توقيع حكومته المزيد من الاتفاقيات، مع أبو ظبي، خلال زيارة وفد إماراتي إلى إسرائيل، الأسبوع القادم. وقال أشكنازي في كلمة أمام الهيئة العام للكنيست "في الأسبوع المقبل، من المتوقع أن يقوم وفد من الإمارات بزيارة إسرائيل".

وأضاف "عًقدت وزارة الخارجية في الأسابيع الماضية، العديد من مجموعات العمل مع شركاء من معظم الوزارات الحكومية، بهدف تنظيم إقامة العلاقات وصياغة اتفاقيات التعاون بين الدولتين في مختلف المجالات".

وتابع أشكنازي "يدور الحديث عن اتفاقيات ستسمح برحلات مباشرة للشركات من إسرائيل إلى الإمارات، واختراق أسواق جديدة للتكنولوجيا الإسرائيلية، وطاقة استثمارية ستقدم مساهمة كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي، وإنشاء بعثات إسرائيلية رسمية في الخليج ، والتعاون في التعامل مع فيروس كورونا والعديد من المجالات الأخرى".

وقال "أتمنى مخلصًا أن نتمكن في وقت مبكر من الأسبوع المقبل من التوقيع على بعضها، وسنرى قريبًا سياحًا ورجال أعمال يزورون كلا البلدين، ويقومون بجولة في شوارع أبو ظبي والشاطئ، وكذلك شواطئ تل أبيب وجميع أنحاء إسرائيل".

وفي أعقاب مصادقة الحكومة على الاتفاق، الإثنين الماضي، أجرى نتنياهو اتصالا هاتفيا مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، اتفقا خلالها على زيارة بن زايد إسرائيل، ونتنياهو لأبو ظبي. دون الكشف عن موعد الزّيارتين.

وكشف نتنياهو أن وفدًا إماراتيًا سيزور إسرائيل قريبًا، "وسنستقبله بنفس الحفاوة التي استقبل فيها الوفد الإسرائيلي في أبو ظبي". وقال إنه "لا شك لديه بأن يرى اتفاقيّات أخرى مع دول عربية وإسلامية إضافية".

التعليقات