واشنطن توافق رسميا على بيع مقاتلات F35 للإمارات

أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وافقت رسميا على بيع الإمارات، أسلحة من الجيل الأحدث، في صفقة تشمل خمسين مقاتلة من طراز F35 بقيمة إجمالية تبلغ 23 مليار دولار.

واشنطن توافق رسميا على بيع مقاتلات F35 للإمارات

مقاتلات F35 (أ ب)

أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مساء اليوم، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وافقت رسميا على بيع الإمارات، أسلحة من الجيل الأحدث، في صفقة تشمل خمسين مقاتلة من طراز F35 بقيمة إجمالية تبلغ 23 مليار دولار.

وقال بومبيو في بيان صدر عن وزارة الخارجية الأميركية أن وزارته "أمرت اليوم بأن تبلغ الكونغرس رسميا نيتنا السماح ببيع العديد من المعدات المتطورة بقيمة 23,27 مليار دولار"، وتشمل الصفقة 18 طائرة بدون طيار متطورة من طراز MQ-9B وصواريخ جو-جو وصواريخ أرض-جو.

وذكر البيان أن "الإمارات شريك أمني حيوي للولايات المتحدة منذ فترة طويلة". وفي تصريحات صدرت عنه، شدد بومبيو على أن الإدارة الأميركية "واثقة" بأن تزويد الإمارات بالسلاح يأتي في إطار "مواجهة التهديد الإيراني".

وأضاف البيان أن "الوزارة أخطرت الكونغرس رسميا بنيتنا الموافقة على بيع الإمارات معدات متقدمة تصل قيمتها إلى 23.37 مليار دولار، تشمل 50 طائرة من طراز F35، بقيمة 10.4 مليارات دولار، و18 نظام جوي مسيرة من طراز MQ-9B بقيمة 2.97 مليار دولار، وحزمة من الذخائر؛ صواريخ أرض - أرض، وأرض- جو، بقيمة 10 مليارات دولار".

وأكد بومبيو أن "قرار الإمارات ‘التاريخي‘ بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في إطار اتفاقات أبراهام، يوفر فرصة فريدة لتغيير المشهد الإستراتيجية للمنطقة بشكل إيجابي". وأضاف أن "أعداءنا، وخصوصا إيران، يعلمون ذلك ولن يتراجعوا البتة عن محاولة منع هذا النجاح المشترك".

وأكدت الخارجية الأميركية في البيان أن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة بضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.

وبحسب الآلية المعتمدة في الولايات المتحدة، على الخارجية الأميركية أن تبلغ الكونغرس بأي صفقة بيع أسلحة مهمة لدول أجنبية وأمام النواب ثلاثين يوما للاعتراض. وكان نواب من الحزب الديمقراطي، قد عبروا الشهر الماضي عن قلقهم بإزاء "انتشار الأسلحة" في الشرق الأوسط، تعليقا على نية إدارة ترامب إبرامب صفقة بيع الأسلحة من الإمارات.

وفي سياق متصل، أعلن بومبيو أنه سيشرع بجولة خارجية خلال الأسبوع الجاري، تشمل زيارة دول عدة، من بينها فرنسا وإسرائيل وتركيا والسعودية وقطر.

وتأتي المصادقة النهائية بعد أقل من شهرين على توقيع اتفاق التحالف وتطبيع العلاقات الرسمية بين إسرائيل والإمارات، تبعها اجتماعات أميركية - إسرائيلية أمنية مكثفة لضمان "التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة".

وأشارت تقارير صحافية إلى أن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية، تضمن موافقة إسرائيلية على بيع مقاتلات متقدمة من طراز F35 للإمارات، الأمر الذي نفاه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بداية الأمر، قبل أن يصدر بيانا مشتركا مع وزير أمنه، بيني غانتس، أكد فيه أن إسرائيل لن تعارض الصفقة.

وهاجم غانتس نتنياهو لاحقًا وقال إنه أخفى عن الأجهزة الأمنية وعنه شخصيًا وجود مفاوضات أميركية - إماراتية لبيع أسلحة متطورة للإمارات، وأن جهات إسرائيلية كانت على علم بوجود هذه المفاوضات.

ورد مكتب نتنياهو على تصريحات غانتس بأن طلب الإمارات بالتزود بأسلحة أميركية متطورة ليس أمرًا جديدًا، وأن الإمارات تطالب بشراء طائرات F35 منذ سنوات، وأن موافقة إسرائيل على هذه الصفقة لم تكن شرطًا لتوقيع اتفاقية التطبيع مع الإمارات

يذكر أن مسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية، اعتبروا أن إعلان الولايات المتحدة عن الصفقة التي تشمل بيع 50 طائرة من طراز F35 للإمارات، "مثير للقلق" وأنها تثير تخوفا من تسرب معطيات.

وقال المسؤولون ذاتهم إنه "ما زال بالإمكان استخدام اللوبي الإسرائيلي في واشنطن من أجل ضمان خروج الصفقة إلى حيز التنفيذ بعد العام 2024"، حسبما نقل عنهم موقع "واللا" الإلكتروني.

وأشاروا إلى أن بولندا وسنغافورة، التي وقعتا مؤخرا على اتفاق لشراء طائرات F35، ستتسلمان الطائرات الأولى بدءا من العام 2024، ولذلك فإن تقدير الجيش الإسرائيلي هي أن بدء تنفيذ الصفقة مع الإمارات لن يتم قبل العام 2024. رغم ذلك، تطرقت تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى "سيناريو متطرف وغير معقول"، تقرر فيه الولايات المتحدة تسليم طائرات كهذه إلى الإمارات "على حساب سلاح الجو الأميركي".

وعقب وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، على إعلان البيت الأبيض عزمه بيع الإمارات 50 طائرة "إف 35"، نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بالقول إن "الولايات المتحدة تواصل التزامها بأمن إسرائيل وتفوقها النوعي والتكنولوجي في الشرق الأوسط".

لكن المسؤولين الأمنيين اعتبروا أن تصريح غانتس لا يدعو إلى الاطمئنان، بادعاء أنه في حال انتخاب ترامب لولاية ثانية، ستحصل دول عربية أخرى في الشرق الأوسط، بينها السعودية وقطر، على طائرات كهذه، وأن "ترامب أثبت أنه يهتم أولا بمصالح الولايات المتحدة، وبعد ذلك بمصالح حلفائها، وعندما تصل الأمور إلى المال، فإنه يتصرف بما يتلاءم مع ذلك".

ويشار إلى أن إسرائيل وقعت اتفاقا لشراء 50 طائرة من هذا الطراز، وحصلت على 24 منها حتى الآن، فيما يتوقع استمرار حصولها على باقي الطائرات في غضون ست سنوات. وكانت التقديرات في إسرائيل تتحدث عن أن الصفقة مع الإمارات ستشمل 25 – 30 طائرة من هذا الطراز.

ويوجد لدى إسرائيل خيار شراء 70 طائرة F35 أخرى. وأشار "واللا" إلى أنه يتم تخطيط خط إنتاج الطائرات وفقا لصفقات بيع هذه الطائرات، وأنه من الصعب التأثير على خط الإنتاج هذا، إلا في حال وجود صفقات تكون على حساب صفقات أخرى.

التعليقات