10/12/2020 - 23:37

"علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل والمغرب"

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الخميس، أن المغرب وافق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، وذلك في تغريدة على تويتر، أعقبت تغريدة أخرى أعلن من خلاله الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو.

(أ ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، الخميس، أن المغرب وإسرائيل وافقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، وذلك في تغريدة على تويتر، أعقبت تغريدة أخرى أعلن فيها الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو.

وأكد ملك المغرب، محمد السادس، "استئناف العلاقات الدبلوماسية" مع إسرائيل "في أقرب الآجال"، فيما رحّب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتطبيع العلاقات مع المغرب ووصفه بأنه اتفاق "تاريخي" مشيرا إلى تسيير "رحلات مباشرة" قريبا بين الجانبين.

وقال ترامب في تغريدة على "تويتر": "وقعت اليوم إعلانا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية"، وأضاف أن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي والذي يحظى بمصداقية، بحكم ذاتي (في الصحراء الغربية) هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار!".

وألحق ترامب تغريدته بثانية قال فيها إن "المغرب وإسرائيل اتفقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة"، معتبرا أن ذلك "اختراق هائل نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط"؛ وذكر أن "المغرب اعترفت بالولايات المتحدة عام 1777. وبالتالي، فمن المناسب أن نعترف بسيادتهم على الصحراء الغرب".

وتسعى إدارة ترامب إلى دفع المزيد من الدول العربية والأفريقية إلى التطبيع مع إسرائيل قبل مغادرة البيت الأبيض، وفي هذا السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنر، اليوم، قوله إن "تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمر لا مفر منه".

وقال ترامب إن إسرائيل والمغرب ستتبادلان مكاتب الاتصال قريبا في تل أبيب والرباط، وفي نهاية المطاف سيتم تبادل افتتاح السفارات. وقال البيت الأبيض إن إسرائيل والمغرب ستواصلان التعاون الاقتصادي والثقافي لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "معاريف"، إنه من المتوقع أن تجري، يوم الجمعة المقبل، مكالمة هاتفية تجمع زعماء الولايات المتحدة والمغرب وإسرائيل. ولم تذكر الصحيفة أي تفاصيل أخرى.

وذكرت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، أنه "من المتوقع إجراء مكالمة هاتفية ثلاثية بين الرئيس الأميركي (دونالد) ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والملك المغربي، محمد السادس، الجمعة".

ملك المغرب: استئناف العلاقات الديبلوماسية في أقرب الآجال

وفي بيان صدر عن الديوان الملكي المغربي، جاء أن الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا مع ترامب، اتفقا خلاله على اعتراف الولايات المتحدة الأميركية، بسيادة المغرب الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية، بالإضافة إلى "تسهيل الرحلات الجوية المباشرة إلى إسرائيل"، و"استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية في أقرب الآجال".

وجاء في البيان كذلك أن المغرب يعتزم "تطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي (مع إسرائيل). ولهذه الغاية، العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002".

وقفة احتجاجية بالعاصمة المغربية رفضًا للتطبيع

وجاء في البيان أن محمد السادس "ذَكّر بالمواقف الثابتة والمتوازنة للمغرب من القضية الفلسطينية، مؤكدا أن المغرب يدعم حلا قائما على دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تبقى هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع".

في المقابل، أضاف أن الولايات المتحدة "قررت فتح قنصلية بمدينة الداخلة (في الصحراء الغربية)، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأميركية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية".

نتنياهو يرحب باتفاق "تاريخي" لتطبيع العلاقات مع المغرب

بدوره، رحب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتطبيع العلاقات مع المغرب ووصفه بأنه اتفاق "تاريخي" مشيرا إلى تسيير "رحلات مباشرة" وتبادل "مكاتب الاتصال" قريبا بين الجانبين.

وفي كلمة متلفزة، شدد نتنياهو على أن العلاقات ستكون "حارة" بين الطرفين. وشكر نتنياهو ترامب وملك المغرب على "قراره التاريخي صنع سلام مع إسرائيل". وأكد نتنياهو: "سنعيد إنشاء مكاتب الاتصال بين إسرائيل والمغرب".

وأكد أن حكومته ستتحرك بسرعة "لإقامة علاقة سلام دبلوماسية كاملة مع المغرب. بالإضافة إلى ذلك، سنقوم بإنشاء خط طيران مباشر بين إسرائيل والمغرب. سيكون هناك سلام دافئ بين الحانبين".

محمد السادس يهاتف عبّاس: لي وضع خاص

وأوضح العاهل المغربي، في اتصال هاتفي جمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالتزامن مع إعلان الرباط عن "استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال، والعمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين"، أن "المغرب مع حل الدولتين"، وأن "المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع".

وشدد العاهل المغربي، خلال الاتصال الهاتفي، بحسب ما كشف بيان للديوان الملكي، على أن "المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة"، موضحا أن "ملك المغرب له وضع خاص، وتربطه علاقات متميزة بالجالية اليهودية من أصل مغربي، ومنهم مئات الآلاف من اليهود المغاربة الموجودين في إسرائيل".

وكشفت تقارير صحافية مطلع العام 2020 الجاري، أن الحكومة الإسرائيلية سعت لعقد صفقة ثلاثية تضمها مع كل من المغرب والولايات المتحدة الأميركية، تحصل بموجبها المغرب على اعتراف أميركي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، مقابل تطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية.

ولفتت التقارير أن المساعي الإسرائيلية في هذا الشأن، بدأت منذ أكثر من عامين، حين ألقى نتنياهو خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ27 من أيلول/ سبتمبر 2018، وقال فيه: "بعد تصاعد قوة إيران، أصبح الاتفاق بين إسرائيل والعديد من الدول العربية أقرب من أي وقت مضى، تقارب وود لم أتصور في حياتي مطلقًا أنها ممكنة. لا يكن ممكنا تتخيل ذلك منذ بضع سنوات".

والتقى نتنياهو في اليوم التالي لخطابه المذكور، بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما شدد التقرير على أنه "طيلة مدة رئاسة نتنياهو للحكومة الإسرائيلية، عمل تعزيز التحالف السري بين إسرائيل وبعض الدول العربية إلى حد كبير، لكن ذلك تم في ظل حالة من التكتم والسرية".

نتنياهو وبوريطة

وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تطالب جبهة البوليساريو باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي لاجئين من الإقليم المتنازع عليه.

ومنذ 1975، يدور نزاع بين المغرب والبوليساريو حول إقليم الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة؛ وتحول الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبر "الكركرات" منطقة منزوعة السلاح.

التعليقات