إيران تؤكد أن "انفجارا صغيرا" طال مصنع نطنز

تعرض مصنع "نطنز" الإيراني لتخصيب اليورانيوم الذي اتهمت ايران إسرائيل بتخريبه، يوم أمس، الأحد، لـ"انفجار صغير" على ما أكد الناطق باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، اليوم الإثنين.

إيران تؤكد أن

مفاعل نطنز (أ ب عن "بلانت لابز")

تعرض مصنع "نطنز" الإيراني لتخصيب اليورانيوم الذي اتهمت ايران إسرائيل بتخريبه، يوم أمس، الأحد، لـ"انفجار صغير" على ما أكد الناطق باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، اليوم الإثنين.

وقال المتحدث في تسجيل مصور نشرته وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية إن "الحادث وقع في مركز توزيع الكهرباء. وقع انفجار صغير".

وأضاف أنه "كانت الساعة تقارب الخامسة فجرا(بالتوقيت المحلي). لحسن الحظ لم يصب أحد بجروح وبرأيي بالامكان إصلاح القطاعات المتضررة سريعا".

وتابع المتحدث أنه "ما لاحظناه كان نظام الكهرباء. لم يكن الانفجار قويا إلى درجة تحطيم كل شيء، إنهار سقف إحدى قاعات التحكم".

وأدلى كمالوندي بهذه التصريحات فيما كان ممددا على سرير في مستشفى أوضح أنه نقل إليه بعد سقوطه، الأحد، من مكان يرتفع بضعة أمتار خلال زيارة تقييم للوضع في منشأة نطنز النووية.

البيت الأبيض: الولايات المتحدة "ليست ضالعة" بالهجوم

وأكّد البيت الأبيض، اليوم الإثنين، أنّ الولايات المتحدة لا دخل لها بالهجوم الذي استهدف منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إنّ "الولايات المتحدة ليست ضالعة بأي شكل" في ما حصل، مضيفة "ليس لدينا ما نضيفه بشأن التكهنات حول الأسباب والتداعيات".

وأكدت المتحدثة أن المحادثات غير المباشرة في هذا الصدد ينبغي ألا تتأثر.

وأضافت "ما نركز عليه بالتأكيد هو المسار الدبلوماسي. لم نتلق أي معلومة تفيد أن المشاركة في المحادثات التي تجري الأربعاء قد تبدلت".

وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم أصيبت بأضرار جراء ما اعتبره عملا "إرهابيا" من إسرائيل تعهدت طهران الرد عليه.

واتّهمت إيران، اليوم، إسرائيل بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف، أمس، الأحد، مصنعًا لتخصيب اليورانيوم في نطنز متوعدة إياها "الانتقام" وبتكثيف أنشطتها النووية في أوج الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الغربية العام 2015.

وبعد أكثر من 24 ساعة على الهجوم، لا تزال ملابساته وطريقة تنفيذه وحجم الأضرار الناجمة عنه، غامضة.

ونقلت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، قوله إن "ما حدث في منشآة نطنز هو عمل تخريبي قطعا، وإن منظوماتنا الأمنية توصلت إلى خيوط الجريمة وستتابع التحقيقات وتعلن النتائج".

وعلى "تويتر" أشار القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي، إلى "حريق في المنشآت النووية في نطنز" ورأى في ذلك إشارة إلى "خطورة الاختراق" الأجنبي لإيران.

إيران تتهم إسرائيل وتتوعد بالرد

من جهتها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية القول إن "إسرائيل لعبت دورا" في ما حصل في نطنز حيث وقع "انفجار قوي وقد يكون دمر بالكامل نظام الكهرباء الداخلي الذي يغذي أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض" بحسب المصادر نفسها.

وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، افتتح في مراسم افتراضية، السبت، مصنعا لتجميع أجهزة الطرد المركزي في نطنز، وأصدر في الوقت نفسه أمر تشغيل أو اختبار ثلاث سلاسل جديدة من أجهزة الطرد المركزي. وتؤمن أجهزة الطرد المركزي الجديدة هذه لإيران إمكانية تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع وبكميات أكبر، بحجم ودرجة تكرير محظورة بموجب الاتفاق النووي المبرم في فيينا.

وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الأحد، أن مجمع نطنز النووي في وسط إيران تعرّض صباحًا لـ"حادث"، وُصف بأنه "إرهابي" وأدى إلى "انقطاع التيار الكهربائي" ولم يسفر عن "وفيات أو إصابات أو تلوث".

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في مؤتمر صحافي عقده من طهران، في وقت سابق، اليوم، أنه "من المبكر جدًا" تحديد "الأضرار المادية التي تسبب بها الهجوم"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أجهزة طرد مركزي تعتبر من الجيل الأول قد تضررت.

وأضاف أنه "بهذا العمل، حاول الكيان الصهيوني بالتأكيد الانتقام من الشعب الإيراني لصبره وحكمته اللذين أثبتهما (بانتظاره) رفع العقوبات" الأميركية.

واتّهم خطيب زادة بشكل غير مباشر إسرائيل بتقويض المحادثات الجارية في فيينا لمحاولة إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الدولي المبرم العام 2015 حول البرنامج النووي الإيراني، ورفع العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران منذ انسحابها من هذا الاتفاق العام 2018.

وأكد أن "ردّ إيران سيكون الانتقام من الكيان الصهيوني في الوقت والمكان المناسبين".

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية، نقلا عن صالحي "أن تخصيب اليورانيوم في منشآة نطنز لم يتوقف وهو ماض إلى الأمام بقوة، وأن ما حدث من خلل لبعض الأجهزة سيُعالج وستعود إلى العمل بأضعاف ما كانت عليه، لأن إجراءاتنا سوف لن تقتصر على إصلاح الأضرار بل تطوير الأجهزة المتضررة".

كيف يؤثر هجوم نطنز على محادثات فيينا؟

من جانب آخر، أوضحت الوكالة أن نوابًا أفادوا بأن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، "شدّد (...) على ضرورة عدم الوقوع في الفخّ الذي نصبه الصهاينة". وأضاف وفق ما قال النواب أثناء اجتماع مغلق في البرلمان، للبحث في هجوم نطنز، "لن نسمح" لإسرائيل بإفشال محادثات فيينا "وسننتقم من الصهاينة على ممارساتهم".

وفي وقت سابق، اليوم، حذّرت ألمانيا التي تشارك في محادثات فيينا، من أن التطورات الأخيرة المرتبطة بمنشأة نطنز "غير إيجابية" بالنسبة لهذه المحادثات.

كذلك حذر الاتحاد الأوروبي من أي محاولات لتقويض المحادثات. وقال الناطق باسم التكتل، بيتر ستانو، "نرفض أي محاولات لتقويض أو إضعاف الجهود الدبلوماسية المرتبطة بالاتفاق النووي".

وأضاف أنه "لم ينسب الحادث رسميا إلى أي طرف. يجب توضيح الملابسات لأن ثمة تفسيرات مختلفة. وبعد التحقق من الوقائع سيقرر الاتحاد الأوروبي التحركات التي ينبغي اتخاذها".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية، الإثنين، أن حادث نطنز لا ينبغي أن "يقوض" المحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني.

التعليقات