21/05/2021 - 13:04

نتنياهو: حققنا غايات العدوان على غزة بشكل غير مألوف

"ليس كل شيء معروف للجمهور الآن، وليس لحماس أيضا، لكن سيتم الكشف عن مجمل إنجازاتنا بمرور الزمن. الغاية المركزية: إعادة الهدوء من خلال ترسيخ الردع، وتوجيه ضربة شديدة" لفصائل المقاومة في غزة

نتنياهو: حققنا غايات العدوان على غزة بشكل غير مألوف

نتنياهو خلال تصريحاته، اليوم (مكتب الصحافة الحكومي)

اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، أن إسرائيل حققت بعدوانها على غزة "إنجازات غير مألوفة". وأضاف أنه "عندما خرجنا لشن العملية العسكرية حددت غايتها المركزية: إعادة الهدوء من خلال ترسيخ الردع، وتوجيه ضربة شديدة للمنظمات الإرهابية. وهكذا فعلنا".

وجاءت اقوال نتنياهو على خلفية وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان على غزة، منذ الساعة الثانية من فجر اليوم، خلال تصريحات للصحافة، من دون الرد على أسئلة صحافيين، أدلى بها في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، إلى جانب وزير الأمن، بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، افيف كوخافي، ورئيس الشاباك، ناداف ارغمان.

وادعى نتنياهو، الذي تعرض لانتقادات سياسية وإعلامية بسبب أدائه خلال العدوان واتهامه بالمبادرة إليه انطلاقا من مصلحته الشخصية والتهرب من محاكمته بمخالفات فساد جنائية، أنه "ليس كل شيء معروف للجمهور الآن، وليس لحماس أيضا، لكن سيتم الكشف عن مجمل إنجازاتنا بمرور الزمن".

وفي خلفية مشهد الدمار الشديد في قطاع غزة، حيث أكثر من نصف الشهداء من الأطفال والنساء والمسنين، زعم نتنياهو أنه "في هذه المرحلة بإمكاني القول إننا نفذنا أمورا جريئة وحديثة، من دون الانجرار إلى مغامرات غير ضرورية. ولو كانت هناك حاجة إلى الدخول برا، لفعلنا ذلك، لكني اعتقدت هذه المرة مقابل الهدف الذي وضعناه أنه سنتمكن من تحقيق نتائج أفضل بطرق أخرى وآمنة أكثر. وألحقنا ضررا بالغا بحماس بالحد الأدنى من الإصابات في إسرائيل".

وتابع نتنياهو أن "حماس تلقت ضربات لم تحلم بها" وأنه تم تدمير الأنفاق الهجومية، بطول 100 كيلومتر، "وهذا إنجاز هائل لم يحقق مثله أي جيش في العالم حتى اليوم".

دمار خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة (أ.ب.)

وتباهى نتنياهو بما اعتبر جريمة حرب. "دمرنا تسعة أبراج إرهابية وعشرات بيوت للقادة. ولا أحد منها كان برئيا. هذه مكاتب لحماس، مقرات قيادة ومخازن أسلحة لحماس. استهدفنا مصانع قذائف صاروخية، مختبرات ومخزونات أسلحة"، وزعم أن "كل هذا من خلال حد أدنى باستهداف مدنيين غير ضالعين في القتال".

واعتبر نتنياهو أنه "غيرنا المعادلة ليس فقط في أيام العملية العسكرية وخلالها، وإنما غيرناها للمستقبل ايضا. وإذا اعتقدت حماس أننا سنتحمل تقطير القذائف الصاروخية، فإنها مخطئة. وسنرد بقوة أخرى على أي مظاهر عدوانية ضد سكان غلاف غزة أو أي مكان آخر".

وتابع أن "الدمار الذي جلبوه على أنفسهم بأيديهم أصبحوا يعرفونه. وهم يعلمون أننا أعدناهم سنوات إلى الوراء".

ومارس الرئيس الأميركي، جو بايدن، ضغوطا على نتنياهو من أجل وقف إطلاق النار، في أعقاب ضغوط مارسها أعضاء كونغرس ديمقراطيين على إدارة بايدن. لكن نتنياهو حاول تغيير هذه الصورة، وقال إنه يشكر بايدن على دعمه. "لقد تحدثنا ست مرات في الأيام الأخيرة. وكرر (بايدن) بصورة قاطعة دعم الولايات المتحدة دون تحفظ لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". واعتبر أن نتائج العدوان "أنشأت شروطا افضل" لعملية تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس.

وتطرق نتنياهو إلى الأحداث في المدن الساحلية، خلال الأسبوع الماضي، من دون التطرق إلى اعتداءات حلفائه المستوطنين وأنصار اليمين على المواطنين العرب. "أي أحد يرفع يدا ضد مواطنين آمنين، يضرم النار في كنيس، ينهب حوانيت، يدمر أملاك – سيدفع صمنا باهظا. وأنا أطالب القيادة العربية بالتنديد بشكل واضح بالهجمات من جانب العرب ضد اليهود. ولن يأخذ أحد القانون إلى يده، لا العرب ولا اليهود".

غانتس: حان وقت العمل السياسي مع الدول العربية المعتدلة

من جانبه، اعتبر غانتس أن "قوات الأمن والجيش الإسرائيلي أظهروا في الأيام الأخيرة القدرات الاستخباراتية والعمليات البالغة القوة في تاريخ دولة إسرائيل. وحققنا الغايات العسكرية التي وضعناها. وجبينا ثمنا باهظا جدا من حماس. ودمرنا منظومة الأنفاق، وقتلنا أكثر من 200 ناشط إرهابي، بينهم قادة كبار جدا. ونجحنا في إحباط خطط حماس لتنفيذ عمليات تسلل، إرسال طائرات مسيرة وغير ذلك".

غانتس، اليوم (مكتب الصحافة الحكومي)

وأضاف غانتس أنه "في هذه المرحلة انتهى العمل العسكري وحان وقت العمل السياسي. والعمل السياسي لا يعني اتفاقا خاطفا، وإنما تحريك خطوات طويلة الأمد ستضعف المتطرفين وتعزز وتربط بين المعتدلين وتعززهم".

وأضاف أنه "تحدثت مع قادة الدول العربية المعتدلة. يحظر إلاق الباب الذي فُتح. وإذا لم نعمل سياسيا بسرعة وبشكل صحيح، ستسجل عملية ’حارس الأسوار’ (العدوان الأخير على غزة) كجولة أخرى في الطريق إلى العملية العسكرية القادمة. ولا يوجد تفويض لحكومة إسرائيل بتحويل إنجاز عسكري غير مسبوق إلى إهدار فرصة سياسية".

وقال كوخافي إن "حماس ارتكبت خطأ جسيما بإطلاق قذائف صاروخية باتجاه دولة إسرائيل. وهي لم تقرأنا بشكل صحيح واصطدمت بقوة هجومية وأنظمة دفاعية لم تشهدها ولم تتوقعها من قبل. وسيستغرق العدو وقتا طويلا كي يدرك حجم قوة الضربة".

وتابع كوخافي أنه "بالنسبة لي وللجيش الإسرائيلي، انتهى الأمر ولم يكتمل. ونحن على استعداد إلى العودة والعمل بقوة بالغة في أي وقت".

وقال أرغمان إن "هذه العملية العسكرية هي نتيجة استعدادات دقيقة وعمل استخباراتي ممتاز للجيش الإسرائيلي والشاباك. وهي ليست مشابهة لعمليات عسكرية سابقة من حيث الضربة التي تلقتها حماس. وبإمكان هذه العملية أن تكون عملية تغيير واقع، وذلك وفقا لأدائنا منذ الآن فصاعدا. لقد تغيرت قواعد اللعبة".

وتابع أرغمان أن "حماس قبل العملية العسكرية الحالية لا تشبه حماس في اليوم التالي. وسيستمر الشاباك بالعمل في قطاع غزة ويعمق توغله الاستخباراتي هناك. وفي موازاة العملية العسكرية في القطاع، عمل الشاباك في القدس ويهودا والسامرة (الضفة الغربية) من أدل خفض ارتفاع ألسنة النار. وحقيقة أنه توجد تهدئة الآن لا تقول أن المشكلة غير موجودة".

التعليقات