19/07/2021 - 09:28

بينيت يتراجع: حرية الزيارة في الأقصى مكفولة لليهود والعبادة للمسلمين

تراجع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، اليوم، الإثنين، عن التصريحات التي صدرت عنه أمس، الأحد، والتي شدد خلالها على "ضمان حرية العبادة" في الأقصى لليهود، مدعيا أنه لا يسعى إلى تغيير ما يعرف بقانون الوضع الراهن "الستاتيكو" في الأقصى.

بينيت يتراجع: حرية الزيارة في الأقصى مكفولة لليهود والعبادة للمسلمين

(أ ب)

تراجع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، اليوم، الإثنين، عن التصريحات التي صدرت عنه أمس، والتي شدد خلالها على "ضمان حرية العبادة" في الأقصى لليهود، مدعيا أنه لا يسعى إلى تغيير ما يعرف بقانون الوضع الراهن "الستاتيكو" في الأقصى.

وفي إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أكد مكتب بينيت أن الحديث عن "حرية عبادة لليهود" في الأقصى، كان اختيارا خاطئا للكلمات - و"ليس في نية الحكومة تغيير الوضع الراهن" في الأقصى. "حيث نؤكد على حق اليهود بـ‘الصعود‘ (الزيارة - تنفيذ عمليات اقتحام بحماية شرطة الاحتلال) للأقصى، وحرية العبادة مقصورة على المسلمين فقط".

وفي وقت لاحق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الحكومة البديل، يائير لبيد، خلال جلسة للكتلة البرلمانية لحزبه ("يش عتيد")، إنه "ليس هناك أي تغيير في الوضع الراهن في ما يتعلق بالحرم القدسي". وقال لبيد إنه تحدث إلى المسؤولين في الأردن، وأبلغهم بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية ستحافظ على الـ"ستاتيكو" الذي اتبعته الحكومات الإسرائيلية السابقة، والذي ينص على أن لليهود الحق في زيارة المسجد الأقصى، وحرية العبادة في الأقصى للمسلمين.

وحملت تصريحات بينيت التي صدرت عنه أمس، عقب اقتحام أكثر من 1600 مستوطن للمسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال في ذكرى ما يسمى بـ"خراب الهيكل"، تلميحات بأنه يسعى إلى تغيير الـ"ستاتيكو" (Status Quo) أو الوضع الراهن بالأقصى وتكريس سياسة التقسيم الزماني للحرم القدسي.

صلوات تلمودية عند بوابات المسجد الأقصى، أمس ("وفا")

وجاء في بيان مقتصب صدر عن مكتب بينيت، أمس، أن الأخير "يشكر وزير الأمن الداخلي، عومر بار-ليف، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شفتاي، على إدارة الأحداث" في المسجد الأقصى اليوم و"الحفاظ على حرية العبادة لليهود"، على حد تعبيره.

وأضاف البيان أن بينيت شدد على بأنه "سيتم الحفاظ كذلك على حرية العبادة في جبل الهيكل/ الحرم الشريف (في إشارة إلى المسجد الأقصى) بشكل كامل للمسلمين، الذين سيحتفلون خلال الأيام القريبة بيوم عرفة وبعيد الأضحى".

وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" إلى أن تراجع بينيت عن تصريحات الأمس، يعتبر التزاما بالسياسة الإسرائيلية المعلنة، التي انتهجها رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، الذي تجنب استخدام التعابير التي من شأنها أن تشير إلى تغيير في السياسة المعلنة والتي تتمثل بـ"الالتزام بالستاتيكو".

ولفت الموقع إلى بيان صدر عن مكتب نتنياهو في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015، بعد أزمة مع الأردن والولايات المتحدة في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس. وفي ذلك البيان الذي تمت صياغته مسبقا بالتنسيق مع السلطات الأردنية، عبر وزير الخارجية الأميركي حينها، جون كيري، قال نتنياهو: "حرية العبادة (الصلاة) مكفولة حصرا للمسلمين في الحرم القدسي فيما يسمح لغير المسلمين بالزيارة هناك" (أي - يمنعون من الصلاة).

1,679 مستوطنا يقتحمون الأقصى، الأحد، بحماية شرطة الاحتلال (أ ب)

والوضع الراهن أو الـ"ستاتيكو" في القدس يعني ما كان عليه حال المدينة والأقصى أيام الدولة العثمانية، لأن أصل المصطلح وبدايات استعماله يرجعان إلى تلك الحقبة الزمنية، حيث تم التوافق بين جميع القيادات الدينية في حينه وتحت سلطة الدولة العثمانية الحاكمة على الحفاظ على تلك الصورة القائمة التي من شأنها أن تحفظ حقوق الأديان والطوائف، وأن تحمي المعالم التاريخية والدينية، وأن تصون هوية الأماكن والمقدسات وتبعيتها الإدارية، وكذلك الأدوار والصلاحيات الدينية والتاريخية للجميع.

"عملية تغيير الـ‘ستاتيكو‘ متواصلة منذ عامين"

ورغم أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أصرت على أن لا تغيير على الـ"ستاتيكو"، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن عملية التغيير في الـ"ستاتيكو" التي تعمل إسرائيل على فرضها في الأقصى "متواصلة منذ نحو عامين".

واعتبر هرئيل أن البيان الصادر عن مكتب بينيت أمس، انحرف إلى حد ما عن الخط السياسي المعلن لإسرائيل حتى الآن، إلا أنه في الواقع أعطى مزيدًا من المصداقية لوصف التغييرات التي تحدث على الأرض. ولفت إلى أن تصريحات بينيت مثّلت المرة الأولى التي يتطرق فيها رئيس حكومة إسرائيلي صراحة، وفي بيان رسمي، إلى "الحفاظ على حرية العبادة لليهود" في الأقصى.

وبحسب "هآرتس" فإن على الرغم من أن نتنياهو كان حذرا طوال فترة ولايته من إصدار تصريحات مماثلة، إلا أن وزري الليكود السابقين في وزارة الأمن الداخلي، غلعاد إردان وأمير أوحانا، تحدثا جليا عن التغيير في الـ"ستاتيكو".

وذكر هرئيل أنه "في الشهرين الماضيين، منذ انتهاء عملية ‘حارس الأسوار‘ في قطاع غزة (الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع - معركة القدس)، عملت إسرائيل والأردن والولايات المتحدة، وإلى حد ما، السلطة الفلسطينية، خلف الكواليس، لقطع أي صلة بين قيادة حماس والقدس".

وأضاف أن "صياغة البيان الذي صدر عن بينيت (الأحد) يمكن أن يتسبب بإحراج الشركاء في هذه الخطوة (قطع الصلة بين فصائل المقاومة في غزة وما يحدث من نضال في مدينة القدس المحتلة)، وذلك بعد أن تمكن بينيت من فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الأردن ولقائه مع الملك عبد الله".

التعليقات