25/07/2021 - 18:25

الملك عبد الله يؤكد لقاءه بينيت وغانتس: "اجتماعات مشجعة"

أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني بن الحسين، التقارير الواردة حول لقائه برئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتال بينيت، وذلك في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، تذاع في وقت لاحق مساء اليوم، الأحد.

الملك عبد الله يؤكد لقاءه بينيت وغانتس:

(أ ب)

أكد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، التقارير الواردة حول لقائه برئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، وذلك في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، تذاع في وقت لاحق مساء اليوم، الأحد.

وقال إنه "خرجت من تلك الاجتماعات وأنا أشعر بأنها مشجعة جدا الشديد، وأعتقد أننا رأينا في الأسبوعين الماضيين، ليس فقط تفاهمًا أفضل بين إسرائيل والأردن، ولكن الأصوات القادمة من كل من إسرائيل وفلسطين أننا بحاجة إلى المضي قدمًا".

وكشف الملك عبد الله أنه اجتمع كذلك مع وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس. ولم يوضح إذا كان ذلك خلال اجتماعه بينيت أو في لقاء منفصل. وقال "ربما لا تكون هذه هي الحكومة المثالية لحل الدولتين، وهو الحل الأمثل في نظري، لكن الشيء الأكثر أهمية هو جعل الفلسطينيين والإسرائيليين يتواصلون من جديد".

واعتبر العاهل الأردني أن الحديث عن قوة إسرائيل وتقدمها الاقتصادي والتكنولوجي "واجهة هشة للغاية"، وذلك في رده على سؤال حول مدى "قدرة إسرائيل" على إبقاء الوضع على ما هو عليه دون حل للصراع مع الفلسطينيين، في الوقت الذي توقع فيه اتفاقيات سلام مع دول عربية.

ووصف الحرب الأخيرة مع قطاع غزة بأنها "جرس إنذار للجميع"، وأضاف "أعتقد أن هذه الحرب الأخيرة مع غزة كانت مختلفة. منذ عام 1948، هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بحرب أهلية في إسرائيل... أعتقد أن الديناميكيات الداخلية التي رأيناها داخل البلدات والمدن الإسرائيلية كانت بمثابة جرس إنذار لنا جميعًا".

وكانت تقرير إسرائيلي قد كشف مطلع الشهر الجاري أن عبد الله اجتمع ببينيت، خلال زيارة سرية خاطفة أجراها الأخير، إلى العاصمة الأردنية، عمّان؛ في أول لقاء يجمع ملك الأردن برئيس حكومة إسرائيلية منذ أكثر من خمس سنوات.

وأشار التقرير الذي أورده المراسل السياسي لموقع "واللا" الإسرائيلي، باراك رافيد، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، إلى أن الاجتماع عقد في "أجواء إيجابية للغاية". وأفاد بأنه في بداية الاجتماع، أبلغ بينيت الملك عبد الله بـ"استعداده على الموافقة على صفقة بيع حصص مياه إضافية للأردن".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن "بينيت والملك عبد الله اتفقا على فتح صفحة جديدة في العلاقات والعودة إلى الحوار الطبيعي بين الطرفين"، وذلك في أعقاب التوتر الذي شاب العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين في السنوات الأخيرة، و"القطيعة طويلة الأمد بين الملك عبد الله ورئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو"، بحسب ما جاء في التقرير.

أشخاص حاولوا الدفع بطموحات أخي لتنفيذ أجنداتهم الخاصة

وقال عاهل الأردن إن "أشخاصا معينين" كانوا يحاولون استغلال "طموحات" أخيه غير الشقيق، الأمير حمزة (41 عاما)، ولي العهد السابق، لـ"لتنفيذ أجنداتهم الخاصة"، في إشارة إلى ما تُعرف بقضية "الفتنة".

وخلال المقابل مع "سي إن إن" سُئل الملك عبد الله عما إن كان ما حدث هو محاولة انقلاب، فأجاب: "مر علينا عدد من الشخصيات التي عادة ما تستغل إحباط الناس ومخاوفهم المشروعة وهم يسعون لتحسين سبل معيشتهم، للدفع بأجنداتهم الخاصة وطموحاتهم".

واستدرك "أعتقد أن ما جعل هذا أمرا محزنا جدا هو أن أحد هؤلاء الأشخاص هو أخي، الذي قام بذلك بشكل مخيب للآمال". وتابع "قامت الأجهزة الأمنية، كما تفعل دوما، بجمع المعلومات ووصلت إلى مرحلة تولدت لديها مخاوف حقيقية بأن أشخاصا معينين كانوا يحاولون الدفع بطموحات أخي لتنفيذ أجنداتهم الخاصة".

وأردف: "قررت الأجهزة الأمنية وأد هذا المخطط في مهده وبهدوء، ولولا التصرفات غير المسؤولة بتسجيل المحادثات مع مسؤولين أردنيين بشكل سري وتسريب مقاطع الفيديو، لما وصلت فينا الأمور للحديث عن هذه القضية في العلن".

ومضى عاهل الأردن قائلا: "أفخر بأفراد أسرتي عندما يحققون إنجازات وعندما يتواصلون مع المجتمع، ولكن فيما يخص هذه القضية، إذا كان لدى أحدهم أي طموحات، هناك حد لما أستطيع القيام به من أجلهم".

واستطرد: "لكنني أعتقد أنه من وجهة نظر إنسانية، يجب أن تكون النوايا صادقة، فمن السهل جدا استغلال مظالم الناس لتحقيق أجندات شخصية".

وزاد بقوله: "نتحمل جميعا مسؤولية مشتركة في إيجاد الحلول لمشاكل الشعب، وهذا الأمر لا يتعلق فقط بالأردن، فالعديد من العائلات المالكة حول العالم تواجه هذه التحديات".

وأضاف: "إذا كنت أحد أفراد العائلة المالكة، فلديك امتيازات، لكن في الوقت ذاته يقابلها محددات. والسياسة، في النهاية، محصورة بالملك، ولهذا فإن ما حدث كان أمرا مؤسفا".

وحول اعتقاده بشأن احتمال أن يكون للسعودية يد في القضية بسبب عمل عوض الله مستشارا لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قال الملك عبد الله: "تم التعامل مع هذا الملف كشأن داخلي، ونعرف جميعا أن باسم (عوض الله)، الذي عمل في السابق في الأردن، هو مستشار رفيع المستوى في السعودية، ويحمل جوازي سفر سعوديا وأميركيا".

واستطرد: "لاحظنا وجود ارتباطات خارجية بما يخص هذه القضية، لكن كما قلت، نتعامل مع هذا الملف كشأن محلي". وأردف: "أعتقد أنه بالنسبة للأردن، لن يساعدنا توجيه أصابع الاتهام للآخرين، فهناك ما يكفي من تحديات في المنطقة".

التعليقات