16/08/2021 - 23:23

"حريق جبال القدس يوازي كارثة الكرمل"

أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، بالمضي قدما في عملية طلب وتلقي المساعدة الدولية لإخماد الحرائق المندلعة في جبال القدس، بحسب ما أكد مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى.

(الأناضول)

لا تزال الحرائق في جبال القدس مندلعة في أكثر من 100 موقع منذ أكثر من 24 ساعة، فيما تفشل فرق الإنقاذ في السيطرة على الحرائق المتواصلة التي امتدت إلى محاور عدة ووصلت إلى مناطق قريبة من التجمعات السكنية.

وتتوقع طواقم الإنقاذ الإسرائيلية أن تتواصل محاولة السيطرة على الحريق لعدة أيام إضافية، وسط تخوفات من تمدد الحريق ليصل إلى المزيد من المناطق السكنية في ظل التوقعات بهبوب رياح شمالية غربية قوية في ساعات ما بعد ظهر يوم الثلاثاء.

وفي تصريحات له، شبّه رئيس سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، ديدي سمحي، الحرائق في جبال القدس، بتلك التي اندلعت في جبل الكرمل في العام 2010 وأدت إلى كارثة طبيعية وأتت على حوالي 25 ألف دونم من الأحراش الطبيعية وأسفرت عن مقتل 44 شخصا.

وأوضح أن الحرائق أدت إلى احتراق "ما يقرب من 20 ألف دونم من الأحراش المشجرة، واشتعلت النيران في عدد قليل من المنازل دون وقوع إصابات"، معتبرا أن عدم وقوع إصابات يُعدّ "إنجازا كبيرا".

(أ ب)

وشدد سمحي على أن الحريق اندلع بفعل فاعل وقال إن "الحريق اندلع نتيجة صنع الإنسان. سواء كان إهمالاً أو تهورا، سواء كان عمل خبيث أو حريق متعمد - لا نعلم"، وأضاف "سنواصل التحقيق وبمجرد أن يتم التوصل إلى نتائج، سننقلها للجهات المعنية".

ويعمل نحو 75 طاقم إطفاء في محاولة للسيطرة على الحربق، فيما أجلت طواقم الإنقاذ والشرطة مئات العائلات عن البلدات والتجمعات السكنية المحيطة في جبال القدس، كما تم إجلاء مئات العائلات عن منازلها في قريتي عين نقوبا وعين رافة.

إسرائيل تعتزم طلب المساعدة الدولية لإخماد الحرائق

وتوجهت إسرائيل إلى عدد من دول المنطقة وطلبت الاستعداد للمساعدة في جهود الإطفاء؛ وعُلم أن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، تحدث مع نظيره اليوناني الذي قال إنه "سيبذل قصارى جهده للمساعدة"، فيما توجه المسؤولون في وزارة الخارجية إلى قبرص التي وافقت أيضًا على المساعدة، بالإضافة إلى إيطاليا وفرنسا وكرواتيا ودول أخرى.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") إلى توقعات بوصول طائرات دولية للمساعدة في جهود مكافحة الحريق.

وفي وقت سابق، الإثنين، أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، بالمضي قدما في عملية طلب وتلقي المساعدة الدولية لإخماد الحرائق المندلعة في جبال القدس، بحسب ما نقل تقرير إسرائيلي عن مسؤولين رفيعي المستوى في حكومة بينيت.

وذكر التقرير أنه في ظل تجدد الحرائق والإعلان عن التجنيد العام واستدعاء كافة طواقم الإطفاء، أخطر المفتش العام لخدمات الإنقاذ والإطفاء، وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية، بضرورة طلب المساعدة الدولية لإخماد الحرائق، بحسب موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي.

وبعد إطلاع بينيت على التطورات والصعوبة التي تلاقيها الطواقم الإسرائيلية في محاولات السيطرة على الحرائق، أجرى الأخير بالفعل محادثات مع دول في المنطقة بشأن إمكانية إرسال مساعدات لإخماد الحرائق.

وبحسب التقرير، فإن وزارة الأمن الداخلي طلبت من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي و"سلطة الطوارئ الإسرائيلية"، البدء في تجنيد طائرات لمكافحة الحرائق من جميع أنحاء العالم.

وذكر مسؤولون إسرائيليون أن مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة، عقد جلسة بإيعاز من بينيت، بمشاركة ممثلين عن عدة وزارات حكومية، لبحث تنسيق الإجراءات الإسرائيلية في هذا الشأن.

وأشار التقرير إلى أن المجتمعين قرروا الاستعانة بطائرات شركة "كيام-نير" الإسرائيلية التي تقدم خدمات إطفاء جوية، قبل استدعاء طائرات مكافحة الحرائق من الخارج.

في المقابل، خلص اجتماع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إلى ضرورة بدء وزارة الخارجية و"سلطة الطوارئ الوطنية" بالاتصال بعدة دول مجاورة لإبلاغها بأن إسرائيل قد تحتاج إلى مساعدة في التعامل مع الحريق والتحقق من توفر طائرات إطفاء في تلك الدول.

(الأناضول)

وجاء في بيان صدر عن مكتب بينيت، لاحقا، أن الأخير "عقد جلسة أخرى لتقييم الأوضاع على ضوء توسع الحرائق التي نشبت في جبال القدس وشارك فيها كل من وزير الأمن ووزير الأمن الداخلي والمفوض العام للشرطة ورئيس مصلحة الإطفاء والطوارئ ورئيس مجلس الأمن القومي وسكرتير الحكومة ومدير عام مكتب رئيس الحكومة والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة وقائد منطقة القدس في الشرطة ومسؤولون كبار آخرون".

ولفت البيان إلى أن بينيت "أوعز لوزارة الأمن والجيش بمواصلة تقديم كل مساعدة ممكنة لجهود الإطفاء والإنقاذ. كما أوعز بالنظر في الإمكانيات الأخرى التي يمتلكها سلاح الجو والتي قد تستخدم في الجهود للسيطرة على النيران".

وأضاف أن بينيت أوعز كذلك "لوزير الأمن الداخلي ولمجلس الأمن القومي بالنظر في التوجه إلى دول أخرى لتلقي المساعدة في إخماد الحرائق. وشدد مرة أخرى على أن الأهمية العليا تولى لإنقاذ الأرواح ولذا يجب عدم التردد في إجلاء القرى والسكان بل يجب إجلاء الجميع".

وعصر اليوم الإثنين، تجددت الحرائق في العديد من المواقع في جبال القدس بعد أن عمل رجال الإطفاء خلال ساعات النهار على إخماد النيران المندلعة في 5 مواقع، دون أن ينجحوا في السيطرة على ألسنة النيران.

وأتت النيران المشتعلة منذ، أمس الأحد، على أكثر من 20 ألف دونم من الغابات، حيث تعجز طواقم الإطفاء والإنقاذ من السيطرة على الحريق وإخماده بسبب سوء الأحوال الجوية؛ فيما تجددت النيران في المناطق المحيطة في مستشفى "إيتانيم" للأمراض العقلية كما أتت النيران على ثلاثة منازل في "غفعات يعاريم".

(الأناضول)

وتتواصل الاستعدادات لإمكانية إخلاء مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس، حيث طُلب من موظفي الأمن في المستشفى إخلاء موقف السيارات السفلي على الرغم من أن الحريق لا يزال بعيدًا، نسبيا.

وأوضح رجال الإطفاء أن مراكز النيران تتمدد بسبب الرياح القوية وأن معدل تقدم الحرائق سريع للغاية. ومن النقاط الساخنة التي اندلعت فيها النيران: "ناحال تسوفا"، و"هار إيتان"، ومستوطنات "شوفا" و"شورش".

وفي وقت سابق، اليوم، أعلنت سلطة الإنقاذ الإسرائيلية استدعاء كافة الطواقم للمساعدة في محاولات السيطرة على الحرائق بمساعدة أكثر من 10 طائرات إطفاء.

وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان: "ما زالت قوات الشرطة تعمل إلى جانب قوات من سلطة الإطفاء والإنقاذ لرصد مراكز النيران ومنع انتشارها في منطقة الحريق". وأضافت أنه تم السماح لعدد من السكان بالعودة إلى منازلهم بعد أن تم إخلائهم منها مساء أمس، كما تم إعادة فتح عدد من الشوارع.

في غضون ذلك، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") أنه تم إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص عن منازلهم في خمس قرى. وأشارت إلى أن "النيران التهمت بعض المباني دون تسجيل خسائر بشرية".

التعليقات