واشنطن تفاوض طالبان حول "الجدول الزمني" لعمليات الإجلاء

أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن حركة "طالبان"، وعدت بتأمين عبور آمن لآلاف المدنيين الساعين إلى بلوغ مطار كابُل تمهيدا لمغادرة أفغانستان، فيما أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن على الاتحاد أن "يحاور" طالبان "في أسرع وقت"

واشنطن تفاوض طالبان حول

قوات أميركية في مطار كابُل (أ ب)

أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن حركة "طالبان"، وعدت بتأمين عبور آمن لآلاف المدنيين الساعين إلى بلوغ مطار كابُل تمهيدا لمغادرة أفغانستان، فيما أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن على الاتحاد أن "يحاور" طالبان "في أسرع وقت" لأن هؤلاء "ربحوا الحرب" في أفغانستان.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، للصحافيين في البيت الابيض "أبلغنا طالبان أنهم مستعدون لضمان عبور آمن للمدنيين إلى المطار، وسنحملهم مسؤولية هذا التعهد".

ولفت سوليفان إلى أن واشنطن "تحاور" طالبان أيضا في شأن الجدول الزمني لعمليات إجلاء آلاف الأميركيين والأفغان بواسطة طائرات أميركية.

وأوضح أن الرئيس جو بايدن، لم يتحدث إلى أي من نظرائه الدوليين منذ سقوط العاصمة الأفغانية، كابُل، في يد حركة طالبان.

قال سوليفان "لم يتحدث (بايدن) بعد إلى أي من القادة الدوليين". وأضاف "أنا ووزير الخارجية (أنتوني) بلينكن وعدد من كبار المسؤولين في الإدارة (تواصلنا) مع نظراء خارجيين على أساس دوري، ونعتزم القيام بذلك في الأيام المقبلة".

وأقر سوليفان بأن "كمية لا بأس بها" من المعدات العسكرية الأميركية باتت في أيدي حركة طالبان. وقال إن "كمية لا بأس بها وقعت في أيدي طالبان وليس لدينا انطباع بالتأكيد أنهم سيعيدونها الينا".

ونشرت طالبان قبل يومين تسجيل فيديو يظهر مقاتليها يحتفلون حول مروحيات أميركية من طراز "بلاك هوك" تابعة للجيش الأفغاني في مطار قندهار في جنوب البلاد.

وأوضح سوليفان أن "مروحيات ‘بلاك هوك‘ هذه لم تعط لطالبان. لقد أعطيت للقوات الأفغانية" بناء على طلب الرئيس الفار، أشرف غني. وأكد أن الرئيس بايدن "اختار" أن يتجاوب مع هذا الطلب، رغم إدراكه لخطر سقوط هذه المروحيات في أيدي طالبان.

من جانبه، قال بوريل في مؤتمر صحافي إن "طالبان ربحت الحرب في أفغانستان. إذن، علينا ان نتحدث اليهم بهدف إجراء حوار في أسرع وقت لتفادي كارثة إنسانية وربما على صعيد الهجرة" من أفغانستان.

وأضاف "على هذا الحوار أن يركز أيضا على سبل منع عودة وجود إرهابي أجنبي في أفغانستان"، علما بأن استمرار العلاقات الوثيقة بين طالبان وتنظيم القاعدة يثير القلق.

لكنه أوضح أن مباحثات مماثلة لا تعني اعترافا رسميا بنظام طالبان من جانب بروكسل.

وكان بوريل يتحدث إلى الصحافيين إثر اجتماع عبر الفيديو لوزراء الخارجية الأوروبيين في موازاة تكثيف دول أوروبية عدة جهودها لتسريع وتيرة إجلاء المواطنين الغربيين والموظفين الأفغان من مطار كابل.

وتابع "لا يتعلق الأمر باعتراف رسمي (بطالبان) بل بإجراء اتصال. إذا أردت أن يتمكن 400 شخص، هم أفغان كانوا يعملون لحساب الاتحاد الأوروبي وعائلاتهم، من الوصول إلى المطار (بهدف إجلائهم)، علي أن أتحدث إلى سلطات طالبان".

وقال بوريل أيضا "في حال لم يتم ذلك، سيكون من الصعوبة بمكان بالنسبة إليهم أن يبلغوا المطار. إنها عملية لوجستية بالغة التعقيد، إذن علينا أن نتواصل مع طالبان"، مع تأكيده أن بروكسل تبقى "يقظة" بإزاء احترام السلطات الجديدة للمعايير الدولية.

من جهته، أكد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في ختام الاجتماع، أنه سيتم الحكم على طالبان "استنادا إلى أفعالهم"، مضيفا "المهم قبل كل شيء هو حصول العملية الانتقالية في شكل سلمي".

كذلك، ناقش الوزراء الأوروبيون، ظروف الانهيار السريع للقوات الأفغانية في مواجهة هجوم المتمردين.

وعلق بوريل "علينا الإقرار بالأخطاء التي ارتكبناها، خصوصا حول تقييم القدرات العسكرية" المحلية، ولاسيما أن "توفير الموارد في شكل غير مسبوق لم يحقق سوى نتائج دون المستوى على صعيد قدرة الجيش والدولة الأفغانيين على المقاومة".

وأوضح أن الغاية الأولى من التدخل الغربي، بعد اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، "كانت تدمير القاعدة"، لكن "مهمتنا تطورت تدريجا نحو بناء دولة حديثة. واليوم، يمكن القول إننا نجحنا في تحقيق الهدف الأول وليس الثاني".

التعليقات