الرئيس التونسيّ: "التدابير الاستثنائيّة ستتواصل"

وصف الرئيس التونسيّ، قيس سعيّد، احتجاجات السبت، أمام المسرح البلدي في العاصمة بالـ"مسرحية"، في كلمة ألقاها قبيل انتصاف ليل الإثنين، وانقطع البثّ المباشر لها بشكل فجائي، في حين لم يكن الرئيس قد أنهى كلمته.

الرئيس التونسيّ:

محتجون تونسيون، السبت (أ ب)

وصف الرئيس التونسيّ، قيس سعيّد، احتجاجات السبت، أمام المسرح البلدي في العاصمة بالـ"مسرحية"، في كلمة ألقاها قبيل انتصاف ليل الإثنين، وانقطع البثّ المباشر الناقل لها بشكل فجائي، في حين لم يكن الرئيس قد أنهى كلمته.

وقال سعيّد: "اتّخذت تدابير استثنائية واحترمت الإجراءات التي نصّ عليها الدستور"، مضيفا أن "التدابير الاستثنائية" ستتواصل، وقال إنه قد تمّ وضع أحكام انتقالية وسيتم تكليف رئيس حكومة.

وأضاف: "لم يكن الخطر داهما لأسباب (داخلية) فحسب، ولكن كانت هناك أسباب خارجية، وهناك من دفع المليارات في عدد من الدول الغربية، للتشويه، بل حتّى وللاغتيال".

وتابع: "كان الخطر ولا يزال جاثما، ولا يمكن أن أترك الدولة كالدمية تحرّكها الخيوط من وراء الستار".

وقال سعيّد: "اليوم هناك من يتحدث عن الصدق ومقاومة الفساد، في حين قام بالسرقة... ونتحدث بعد ذلك عن الفساد".

وحول التأخر في تعيين رئيس حكومة، قال سعيّد: "تركت الوقت للفرز بين الوطنيين الأحرار، وبين من باعوا الوطن، وسقطت أوراق التوت عن البعض الطامع في المناصب".

سعيّد "عطّل دواليب الدولة"

وفي سياق ذي صلة، انتقد الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، الإثنين، السّياسة التي يتبعها سعيّد الذي اعتبره "أضاع فرص نهضة اقتصادية عبر العلاقة مع ليبيا، وحرم التونسيين من ثمارها".

جاء ذلك في تدوينة كتبها المرزوقي بصفحته الرّسمية على فيسبوك. وأشار فها إلى أن سياسة وعمل الرئيس الحالي لتونس تسببا في "التخاصم مع أشقائنا (اللّيبيين)".

واعتبر المرزوقي أن سعيّد "أضاع فرص تشغيل مئات الآلاف من التّونسيين (في ليبيا) ليزداد فقرهم، وعطل دواليب الدّولة والمكنة الاقتصادية المجمدة هي الأخرى لإشعار آخر".

وأضاف: "القضية الليبية كانت شأنًا داخليًا إبان عهد الثورة (ثورة 2011)، وكانت أول نقطة في جدول أعمال مجلس الأمن القومي، كما كانت الزيارات على أعلى مستوى لا تتوقف"، في إشارة إلى العلاقات التّونسية اللّيبية قبل حكم سعيّد".

وتابع: "أُعزي أهلنا في الجنوب من صفاقس إلى رأس جدير، وهي المنطقة الأكثر ارتباطا بالاقتصاد اللّيبي والتي سترى تبخر كل الآمال في نهضة اقتصادية مرتبطة أشد الارتباط بحسن العلاقات السّياسية مع الجارة والشّقيقة ليبيا".

والسبت، أعلن وزير العمل الليبي، علي العابد، عقب عودته من زيارة مصر ضمن وفد حكومي، أن مليون عامل مصري سيبدؤون دخول بلاده مطلع تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

وقال العابد: "وقعنا مع مصر عقودا بقيمة 19 مليار دينار ليبي (4.24 مليارات دولار)"، دون أن يقدم تفاصيل بشأن هذه المشروعات.

وخلال الأشهر الأخيرة، شهدت علاقات طرابلس والقاهرة تطورا إيجابيا عقب زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى ليبيا، في 20 نيسان/ أبريل الماضي.

وفي أكثر من مناسبة، أعربت مصر عن دعمها لحكومة "الوحدة الوطنية" الحالية في ليبيا.

ومنذ أشهر، تشهد ليبيا انفراجا سياسيا، ففي 16 آذار/ مارس الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا، مهامها لقيادة البلاد إلى الانتخابات، بعد معاناة لسنوات من الصراع المسلح حول الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.

التعليقات