22/11/2021 - 18:47

الاحتلال يعتقل زوجة الشهيد أبو شخيدم فور عودتها من الأردن

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، الإثنين، زوجة الشهيد فادي أبو شخيدم أثناء عودتها من الأردن عبر معبر اللنبي (الكرامة)، ونقلتها إلى سجن المسكوبية، بحسب ما أكدت عائلة الشهيد لنادي الأسير الفلسطيني.

الاحتلال يعتقل زوجة الشهيد أبو شخيدم فور عودتها من الأردن

قوات الاحتلال في البلدة القديمة بالقدس (أ ب)

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، الإثنين، زوجة الشهيد فادي أبو شخيدم أثناء عودتها من الأردن عبر معبر اللنبي (الكرامة)، ونقلتها إلى سجن المسكوبية، بحسب ما أكدت عائلة الشهيد لـ"مكتب إعلام الأسرى".

وقالت هئة البث الإسرائيلي ("كان 11") إن زوجة الشهيد أبو شخيدم اعتقلت عند جسر اللنبي (يربط الضفة الغربية المحتلة بالأردن)، لدى عودتها من زيارة والدتها المريضة بالسرطان في الأراضي الأردنية.

ويتولى جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) التحقيق مع زوجة الشهيد، في سجن المسكوبية في القدس المحتلة، وفق ما نقلت القناة الرسمية الإسرائيلية عن مصدر مطلع (لم تسمه)، دون مزيد من التفاصيل.

من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن زوجة الشهيد أبو شخيدم سافرت إلى الأردن قبل 3 أيام لزيارة والدتها التي تعاني من تراجع وضعها الصحي.

بينما قالت صحيفة "هآرتس" إن أجهزة الأمن الإسرائيلية كانت قد اعتقلت عددا من أفراد عائلة منفذ عملية القدس بينهم ابنه وابنته وشقيقه.

وفي وقت لاحق مساء الإثنين، أفرج الاحتلال عن الفتاة آية أبو شخيدم، ابنة الشهيد فادي أبو شخيدم، بعد التحقيق معها لعدة ساعات للمرة الثانية خلال يومين في مركز تحقيق المسكوبية.

لحظة اعتقال ابنة الشهيد؛ آية أبو شخيدم (صورة متداولة في الشبكة)

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مخيم شعفاط في مدينة القدس المحتلة، أمس، واعتقلت ابنة الشهيد آية، وشقيقه شادي، وابن شقيقه أحمد، كما سلمت شقيقه وسام، بلاغا لمراجعة مخابراتها في المسكوبية.

كما اقتحمت قوات أمن الاحتلال المدرسة الرشيدية في القدس، حيث كان يعمل الشهيد مدرسًا للتربية الإسلامية، واعتقلت شابًا من أمام مبنى المدرسة.

وفجر اليوم، الإثنين، أُصيب 4 فلسطينيين خلال مداهمة شرطة الاحتلال، لمنزل محافظ القدس، عدنان غيث، في بلدة سلوان، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.

وأوضحت محافظة القدس، في بيان، أن قوات الاحتلال "اقتحمت منزل المحافظ عدنان غيث واعتدت عليه وعلى أبناءه وأبناء عمومته بالضرب، وحطمت محتويات المنزل مما أدى إلى إصابة المحافظ في يده".

وصيّة الشهيد

وفي سياق ذي صلة، ترك الشهيد وصيةً كان قد كتبها قبل يوم من استشهاده، إذ إنها مُذيّلة بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وقد شدّد فيها على أنّ العملية التي نفّذها، جاءت بعد "سنوات من الاستعداد إيمانيا وعسكريا".

وافتتح أبو شخيدم الذي استشهد عن عمر ناهز 42 عاما، وصيّته التي أوردتها وسائل إعلام فلسطينية بعبارة: "أكتب حروفي هذه وأنا في أعلى درجات السعادة"، قبل أن يختتم حياته بالشهادة "التي تمناها طوال حياته"، كما قال.

كما وجّه الشهيد في الوصية، رسالة لوالدته وزوجته وأفراد عائلته، وكذلك إلى طلّابه الذين درّسهم لسنوات، كما وجّه رسالة لـ"رفاق الدعوة والعمل الإسلامي".

وفد تطبيعي مغربي تجول في القدس خلال العملية

وعلى صلة، كشفت "كان 11" أن وفدا مغربيا وصل إلى مدينة القدس المحتلة، بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية، بالتزامن مع "عملية باب السلسلة" التي نفذها الشهيد أبو شخيدم، وأسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة 3 آخرين.

وندد رئيس الوفد المغربي، الجارح أبو سالم، في حديث مع "كان 11"، عملية إطلاق النار في القدس، زاعما أنها "محاولة لنسف جهود السلام في المنطقة".

وقال أبو سالم إن الوفد المغربي يعتزم "زيارة المسجد الأقصى والتجول في الأسواق والصلاة في القدس"، وأضاف أنه "مع وصول الطائرة إلى الأجواء الإسرائيلية شعرنا أننا في بلدنا، ليس بلدنا الثاني، وإنما حقا بلدنا".

تأهب في صفوف قوات الاحتلال

هذا ورفع الاحتلال الإسرائيلي من حالة تأهب واستعداد قواته في مدينة القدس، بحسب ما ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية، مساء أمس، الأحد، وذلك تحسبا لعمليات ضد عناصرها "مستلهمة" من "عملية باب السلسلة".

وذكرت "كان 11" أن "قوات ‘حرس الحدود‘ (الشرطية) رفعت حالة التأهب والاستعداد في القدس، خوفا من موجة عمليات مستلهمة" من عملية إطلاق النار صباح الأحد. ونقلت القناة الرسمية الإسرائيلية، عن مسؤول في جهاز الشرطة قوله: "نأخذ في الحسبان أن الوضع قد يتدهور إلى موجة من الهجمات الفردية".

وأكد المسؤول في شرطة الاحتلال أن أجهزة الأمن الإسرائيلية قررت تعزيز القوات الموجودة في المنطقة؛ مشيرا إلى التقديرات بأن الشهيد أبو شخيدم كان داخل الحرم القدسي ومعه السلاح الذي استخدمه في العملية، قبل الإقدام على تنفيذها.

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن العمليات التي تنفذ ضد قوات الاحتلال والمستوطنين في محيط المسجد الأقصى، قادرة على تأجيج الأوضاع "في القدس والضفة الغربية المحتلة وداخل الخط الأخضر (مناطق الـ48)".

وأكد هرئيل أن قوات الاحتلال تعمل على تعزيز قواتها في البلدة القديمة في القدس، فيما "يشحذ الجيش الإسرائيلي يقظة وحداته في الضفة الغربية"، على حد تعبيره، في محاولة لمنع موجة عمليات محتملة، ومواجهة احتجاجات فلسطينية غاضبة.

وحذّر هرئيل، رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، من الاستجابة لدعوة وزير الاتصالات، يوعاز هندل، و"تكرار التجربة الفاشلة"، بتثبيت بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى المبارك، لتكشف عن المعادن سعيا لإحباط محاولات إدخال الأسلحة للحرم القدس والبلدة القديمة.

وشدد هرئيل على أن ذلك قد يؤدي إلى ردة فعل غاضبة من جانب الفلسطينيين، كتلك التي شهدتها المدينة المحتلة في تموز/ يوليو 2017، عندما أجبر المقدسيون قوات الاحتلال على إزالة البوابات الإلكترونية التي ثبتتها عند أبواب المسجد الأقصى، حينها.

وقال إن المخاوف الأمنية الإسرائيلية حاليا تنصب على "محاولات تقليد عملية إطلاق النار في القدس وعملية الطعن في يافا"، "خصوصا عندما يتعلق الأمر بهجوم نفذ في منطقة" الحرم القدسي، مدعيا أن مثل هذه العمليات "تثير مشاعر دينية... تتمثل في سعي المزيد من الفلسطينيين للسير على خطى" الشهداء.

وحذّر المحلل العسكري الإسرائيلي من تأثير العملية في القدس على الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة عموما "في ظل تراجع سيطرة قوات أمن السلطة الفلسطينية على الأوضاع في مناطق ‘أ‘ و‘ب‘ الأمر الذي يتجلي بالاشتباكات المسلحة العنيفة بين أجهزة الأمن الفلسطينية ومسلحين محسوبين على حركة فتح والمنظمات الإسلامية في مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية"، مشددا على أن ذلك قد ينسحب ليُترجم "بسهولة إلى مزيد من الهجمات ضد إسرائيل".

وأشار هرئيل إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "ستراقب التطورات عن كثب، والسؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الأحداث الأخيرة في القدس ستؤثر أيضًا على الوضع في قطاع غزة"، مشيرا إلى أنه "كان هناك تهدئة مؤخرا على حدود غزة، مع اتفاقات متبادَلة لتوسيع المساعدات الاقتصادية واستقدام المزيد من العمال من قطاع غزة للعمل في إسرائيل".

وذكر أنه "من المرجح أن تحاول حماس الاستمرار في لعبة مزدوجة: من ناحية، تشجيع الإرهاب (العمليات المُنفّذة) في القدس والضفة الغربية؛ على أمل أن يؤدي ذلك إلى تقويض استقرار حكم السلطة الفلسطينية، و(يزعزع) علاقاتها مع إسرائيل".

وأضاف أنه "من جهة أخرى، يجب الحرص على... تجنّب مواجهة عنيفة جديدة (في غزة) من شأنها أن تلغي الإنجازات التي تحققت في الأشهر الأخيرة"، لكنه استدرك قائلا: "لكن التجربة السابقة، آخر مرة حدث فيها ذلك في أيار/ مايو الماضي، تثبت أن حماس تجد صعوبة في الالتزام بهذه السياسة، وتميل أحيانًا إلى شد الحبل مع إسرائيل، بطريقة قد تؤدي إلى تصعيد في الجنوب أيضًا".

التعليقات