07/12/2021 - 21:40

تقرير: الهجوم في اللاذقية استهدف شحنة أسلحة متطورة نقلت بحرا من إيران

استهدف الهجوم الإسرائيلي على ميناء اللاذقية السوري، الليلة الماضية، شحنة أسلحة متطورة نقلت عبر البحر من إيران إلى سورية، وتشمل مواريخ موجهة وطائرات مُسيرة انتحارية، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، مساء اليوم، الثلاثاء.

تقرير: الهجوم في اللاذقية استهدف شحنة أسلحة متطورة نقلت بحرا من إيران

الغارة الإسرائيلية على ميناء اللاذقية، الليلة الماضية (أ.ب. عن سانا)

استهدف الهجوم الإسرائيلي على ميناء اللاذقية السوري، الليلة الماضية، شحنة أسلحة متطورة نقلت عبر البحر من إيران إلى سورية، وتشمل صواريخ موجهة وطائرات مُسيرة انتحارية، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الثلاثاء.

وذكرت القناة أن الهجوم في اللاذقية هو الهجوم العاشر الذي ينسب لإسرائيل في سورية خلال الأيام الـ45 الأخيرة، والأول الذي يستهدف "هدفا استثنائيا" داخل ميناء اللاذقية الأكبر في سورية.

وأضافت أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الجهود الإيرانية تركزت، خلال الأشهر الماضية، على نقل أسلحة متطورة إلى سورية وبدرجة أقل على بناء قواعد جديدة في إطار عزمها على التموضع العسكري في سورية.

واعتبرت القناة أن الهجوم في اللاذقية إلى جانب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سورية، "يعكس جهدًا إسرائيليًا واعيًا وموجها لمحاولة دق إسفين بين رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والمسؤولين في إيران"، مشيرة إلى احتمال أن الأسد لم يكن على علم بشحنة الأسلحة الإيرانية المزعومة.

وتابعت القناة أن "هدف الغارات هو محاولة إحراج الأسد وتوجيه رسالة مباشرة له حول ‘الثمن‘ الذي قد يدفعه بسبب تعاونه مع الإيرانيين"؛ وقالت إن ذلك يأتي بالتوازي مع جهود عربية خليجية بالدرجة الأولى، للتقارب مع الأسد، في محاولة للحد من النفوذ الإيراني في سورية.

من ميناء اللاذقية في أعقاب الهجوم الإسرائيلي (أ ب)

واعتبرت القناة أن القصف في اللاذقية "استهدف موقعا حساسا، بالقرب من تمركز القوات الروسية، وبالتالي تضمن على الأرجح تنسيقًا وثيقًا بين روسيا وإسرائيل"، مشيرة إلى أنه خلافا للهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سورية، تجنبت روسيا الإعلان عن مدى تصدي منظومة الدفاعات الجوية السورية، للهجوم الإسرائيلية.

وأفاد التقرير بأن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سيصل إلى إسرائيل يوم الأحد المقبل، في زيارة تأتي على ضوء التوترات في سورية والمحادثات النووية مع طهران في فيينا التي من المقرر أن تستأنف يوم الخميس المقبل.

وفي وقت سابق، الثلاثاء، تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، إلى الغارة الإسرائيلية التي استهدفت ميناء اللاذقية، وادعى أنه "نصدّ القوى السيئة في المنطقة ليل نهار، ولن نتوقف لثانية واحدة. وهذا يحدث يوميا تقريبا، مقابل القوى الهدامة، وسنستمر بالعمل، وسنواصل ولن نتعب".

وادعى مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي، الثلاثاء، أن الغارات الإسرائيلية في اللاذقية استهدفت 75% من الأسلحة الإيرانية في سورية، حسبما نقل عنهم موقع "واللا" الإلكتروني.

وأضاف المسؤولون أنفسهم أن الأسلحة التي استهدفت كانت مرسلة إلى ميليشيات موالية لإيران وإلى حزب الله في لبنان، وأن قسما من الأسلحة المستهدفة صُنعت في إيران وتم نقلها إلى سورية عن طريق البر والجو والبحر، وقسم آخر صُنع في الأراضي السورية.

وبحسب ادعاء المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، فإن "مستوى الردع الإسرائيلي ضد إيران في سورية وضد نظام الأسد تحقق بشكل كامل، وذلك بموجب معطيات قُدمت إلى المستوى السياسي حول حجم الهجمات في سورية". إلا أن هؤلاء المسؤولين لم يفسروا استمرار النشاط الإيراني في سورية رغم "الردع الإسرائيلي الكامل".

وأضاف المسؤولون أن الغارات الإسرائيلية شملت استهداف طائرات بدون طيار من أنواع مختلفة وصواريخ وقذائف صاروخية وقطع منظومات دفاع جوي وبنية تحتية لصنع أسلحة.

وأشار المحلل العسكري في موقع "واينت" الإلكتروني، رون بن يشاي، إلى أن الغارة الليلة الماضية كانت الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل ميناء اللاذقية، "ولذلك يمكن الاعتقاد أنه كانت هناك أسبابا جيدة لشن هذا الهجوم في مكان يعتبر مركز حياة واقتصاد ومصدر قوة الطائفة العلوية في سورية".

وتابع بن يشاي أن "هذا الهجوم قد يفسر على أنه رسالة للأسد بأن إسرائيل ستواصل الغارات، ولكن من الجائز أنه لم يعلم أبدا بالتهريب الإيراني الذي كان هدف الهجوم، وعمليا فإن الإيرانيين خدعوه".

وأوردت وكالة أنباء النظام السوري ("سانا")، فجر الثلاثاء، أن طائرات إسرائيلية شنت هجوما بعدة صواريخ، استهدف ميناء اللاذقية التجاري غربي البلاد.

ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري (لم تسمه)، أنه "في حوالي الساعة 1:23 من فجر اليوم، نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا بعدة صواريخ من اتجاه البحر المتوسط جنوب غرب اللاذقية".

وأوضح المصدر أن "الهجوم استهدف ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري، ما أدى إلى اشتعال عدد من الحاويات التجارية في المكان"، دون الإشارة إلى وقوع إصابات.

وفي ذات السياق، نقلت "سانا" عن محافظ اللاذقية عامر إسماعيل، قوله إن "فرق الإطفاء تمكنت من إخماد النيران التي اشتعلت في ساحة حاويات المرفأ نتيجة العدوان الإسرائيلي".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الطائرات الإسرائيلية "أطلقت عدة صواريخ على مرفأ مدينة اللاذقية الساحلية، مستهدفة ’حاويات’ متواجدة هناك، وهي عبارة عن شحنة أسلحة تابعة للميليشيات الإيرانية، إذ كانت الانفجارات عنيفة وخلفت خسائر مادية فادحة، بينما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن".

التعليقات