عمل "شاق" ينتظر الوفود في فيينا: تفاؤل حذر يغلف مفاوضات "الفرصة الأخيرة"

استؤنفت في فيينا، الإثنين، محادثات إحياء الاتفاق حول البرنامج النووي لإيران التي أكدت تركيزها على نيل ضمانات والتحقق من رفع العقوبات، فيما شدّد المنسّق الأوروبي للمفاوضات أنه لا يزال هناك عمل "شاق" يجب القيام به

عمل

(أرشيفية - أ ب)

استؤنفت في فيينا، الإثنين، محادثات إحياء الاتفاق حول البرنامج النووي لإيران التي أكدت تركيزها على نيل ضمانات والتحقق من رفع العقوبات، فيما شدّد المنسّق الأوروبي للمفاوضات أنه لا يزال هناك عمل "شاق" يجب القيام به، مشيرا في الوقت نفسه إلى تفاؤل بـ"نهاية ناجحة لهذه المفاوضات".

وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، أن لجان العمل المشتركة ستبحث رفع العقوبات المالية والمصرفية المفروض على طهران، في إطار جولة جديدة من المباحثات حول النووي الإيراني التي انطلقت في وقت سابق، الإثنين، في فيينا.

واعتبر باقري أن "هناك إطارًا جيدًا للمضي قدما واتفقنا على التفاوض بشأن رفع العقوبات"، مشيرا إلى أن "كل الوفود أكدت أولوية بحث رفع العقوبات وآلية التحقق وتقديم ضمانات".

وأضاف الدبلوماسي الإيراني أن "لجان العمل المشتركة ستبحث اعتبارا من الغد (الثلاثاء) رفع العقوبات المالية والمصرفية"، موضحا أن "المفاوضات الحالية تبحث مقترحاتنا بشأن التحقق من رفع العقوبات والضمانات".

وأكد باقري كني ضرورة رفع العقوبات والتحقق من ذلك عمليًا، وتقديم ضمانات لبلاده.

وفي وقت سابق، الإثنين، انطلقت الجولة الثامنة من محادثات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني في العاصمة النمساوية، والتي تهدف إلى التفاوض حول عودة الولايات المتحدة الأميركية للاتفاق الموقع عام 2015 وعودة طهران للالتزام بنص الاتفاق.

وتجري الجولة الثامنة من محادثات فيينا بين إيران والدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، في حين تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.

وتوقع منسق الاتحاد الأوروبي لمفاوضات فيينا، إنريكي مورا، أن يتم التوصل إلى اتفاق حول إحياء الاتفاق النووي مع إيران في غضون أسابيع. وقال: "لو عملنا بدأب خلال هذه الأيام والأسابيع سنحقق نتيجة جيدة".

وامتنع مورا عن تحديد أي موعد دقيق للتوصل المتوقع إلى الاتفاق، لكنه أوضح: "نتحدث عن أسابيع وليس عن أشهر". وقال إن جميع الأطراف يظهرون "إرادة واضحة للعمل نحو نهاية ناجحة لهذه المفاوضات".

إيران تنسق مع موسكو وبكين

وقال المنسق الأوروبي بشأن الملف النووي الإيراني: "ملتزمون بإنجاح الجولة الحالية من مفاوضات فيينا"، موضحا أن "إنجاح جولة المفاوضات يعني عودة واشنطن وطهران لتنفيذ التزاماتهما في الاتفاق النووي".

ولفتت إلى أن "هدف المفاوضات الحالية هو إحياء الاتفاق النووي، بما يعني رفع العقوبات والتزام طهران نوويا"، مشددا على أن "مفاوضات الحالية يجب أن تنتهي في فترة زمنية معقولة، أقصد أسابيع لا شهورا".

وأكد مورا أن الطرفان الأميركي والإيراني لا يلتقيان بشكل مباشر أثناء تفاوضهما بشأن رفع العقوبات، والمفاوضات بين الجانبين تتم عبر الوسيط الأوروبي.

وأضاف مورا في تصريحات للصحافيين بعد بدء الجولة "إنها علامة جيدة للغاية... سنعمل بجدية كبيرة في الأيام والأسابيع المقبلة... سيكون الأمر شاقا".

وأوضح بعد الاجتماع أن المفاوضين سيعملون طوال الأسبوع لكنهم سيتوقفون من الجمعة إلى الأحد لأسباب لوجستية. وقال إنهم يتوقعون استئناف العمل الإثنين المقبل.

من جهته، قال السفير الروسي في فيينا ميخائيل أوليانوف، الذي يرأس وفد بلاده في المفاوضات، إن الوفود "اتفقت خصوصا على تكثيف عملية الصياغة من أجل الوصول إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن".

وكان أوليانوف قد قال في وقت سابق، الإثنين، إن هذه "من المحتمل أن تكون الجولة الأخيرة للمفاوضات".

وعقدت وفود طهران وموسكو وبكين اجتماعا مشتركا "لمقارنة الملاحظات قبل البداية الرسمية للجولة الثامنة"، وفق ما أورد رئيس الوفد الروسي، أوليانوف.

وفي السياق، أشار المسؤول الأوروبي إلى أن المفاوضات ستعلق في الأيام الـ3 الأولى لأعياد رأس السنة على أن يعود المشاركون إلى فيينا بحلول 3 كانون الثاني/ يناير المقبل.

وفي وقت سابق اليوم، كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن "التحقق من إجراءات رفع الحظر المرتبط بالاتفاق النووي، وضمان عدم انسحاب واشنطن من الاتفاق من الموضوعات الرئيسية في المفاوضات"، بحسب وكالة "إرنا" الإيرانية.

وأكد الوزير الإيراني أن "الجولة الجديدة اليوم من مفاوضات فيينا ستتركز على هذه الوثيقة المشتركة الجديدة"، لافتا أن بلاده تركت وثيقة حزيران/ يونيو 2020 جانبًا.

وتهدف المفاوضات التي عقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، إلى عودة واشنطن للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في أيار/ مايو 2018، وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران لدفعها إلى الالتزام بتعهداتها الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي.

وتصر طهران على رفع كامل للعقوبات الأميركية قبل أن تعود لالتزاماتها النووية التي تخلت عنها خلال السنوات الماضية، بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع الذي عقد في العاصمة النمساوية فيينا في تموز/ يوليو 2015.

التعليقات