السودان: رئيس الوزراء حمدوك يعلن استقالته

أعلن رئيس الوزراء السودانيّ، عبد الله حمدوك، استقالته من منصبه، وذلك في خطاب متلفز نقله التلفزيون الحكومي قبيل انتصاف ليل الأحد، فيما ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات.

السودان: رئيس الوزراء حمدوك يعلن استقالته

رئيس الوزراء السودانيّ المستقيل، حمدوك خلال كلمته ("الأناضول")

أعلن رئيس الوزراء السودانيّ، عبد الله حمدوك، استقالته من منصبه، وذلك في خطاب متلفَز نقله التلفزيون الحكومي قبيل انتصاف ليل الأحد.

وقال حمدوك في خطابه: "قد قررت أن أرد إليكم أمانتكم، وأعلن استقالتي من منصب رئيس الوزراء، وأفسح المجال أمام أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء، لاستكمال قيادة وطننا العزيز للعبور به نحو الدولة الديمقراطية".

وأضاف: "أيها الشعب الكريم إنّ الحلّ لهذه المعضلة المستمرّة، هو الركون إلى الحوار في مائدة مستديرة تُمثَّل فيها كل فعاليات المجتمع السوداني والدولة... للتوافق على ميثاق وطني، ولرسم خارطة طريق لإكمال التحول المدنيّ الديمقراطيّ لخلاص الوطن على هُدى الوثيقة".

وتابع: "حاولت بقدر استطاعتي أن أجنّب بلادنا خطر الانزلاق نحو الكارثة، والآن تمرّ بلادنا في منعطف خطير قد يهدد بقاءها كليًّا، إن لم يتمّ تداركه".

وقال حمدوك: "في ظلّ هذا الشتات داخل القوات السياسية، والصراعات العدمية، ورغم كل ما بذلت ليحدث التوافق المنشود والضروري للإيفاء يما وعدنا به المواطن من أمن وسلام وعدالة وحقن للدماء، لكن ذلك لم يحدث".

وأضاف: "أريد أن أطلعكم بأنني خلال الأيام الماضية، قد التقيت بكل المكونات الانتقالية من المكون السياسي والعسكري، وشركاء السلام، للشرح والإحاطة، ووضع المسؤولية التاريخية والوطنية أمامهم".

وفي الكلمة ذاتها، قال حمدوك، إنّ "الأزمة الكبرى في الوطن اليوم، هي أزمة سياسية في المقام الأول، لكنها تتحور تدريجيا لتشمل كل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وفي طريقها لتصبح أزمة شاملة".

كما ذكر أن "مشكلة الوطن الكبرى، هيكلية، بين مكوناتنا السياسية والعسكرية، وهي من نوع المشاكل التي تظهر بعد سقوط الأنظمة الشمولية، وما بعد توقف الحروب الأهلية، وهذا التوصيف ينطبق تماما على الواقع السوداني الماثل والمتفرّد".

ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات

في سياق ذي صلة، أعلنت لجنة أطباء السودان غير الحكومية، الأحد، ارتفاع قتلى مظاهرات الخرطوم المطالبة بـ"حكم مدني ديمقراطي"، إلى 3.

وأوضحت اللجنة ذاتها في بيان، أن القتيل الثالث لقى حتفه إثر إصابته برصاصة في الصدر في أم درمان غربي العاصمة‎، خلال مشاركته بمظاهرات الأحد.

وفي وقت سابق الأحد، كشفت اللجنة عن سقوط قتيلين، في مدينتي الخرطوم وأم درمان إثر إصابة عنيفة بالرأس للأول وفي الصدر للثاني، متهمة "السلطات الانقلابية".

استهداف متظاهرين بقنابل الغاز، الأحد ("الأناضول")

وبذلك يرتفع عدد القتلى منذ أحداث 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 57 قتيلا، بينهم 15 منذ توقيع الاتفاق السياسي في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وفق إحصاء اللجنة.

والأحد، أطلقت قوات الأمن السودانية، قنابل غاز مسيلة للدموع، لتفريق متظاهرين كانوا في طريقهم إلى القصر الرئاسي بالخرطوم.

ومنذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وعزل حمدوك، واعتقال مسؤولين وسياسيين.

ورغم توقيع البرهان وحمدوك اتفاقا سياسيا، في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، فإن قوى سياسية شدّدت على أنّ الاتفاق "محاولة لشرعنة الانقلاب"، وتعهدت بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق "الحكم المدني الكامل" خلال الفترة الانتقالية.

التعليقات