ألغت محكمة العمل الإسرائيلية، فجر اليوم، الخميس، تعليمات نقابة المعلمين بالامتناع عن الحضور إلى المدارس ورياض الأطفال، في خطوة احتجاجية على دخول إلغاء الحجر الصحي للطلاب حيّز التنفيذ.
وأمس، الأربعاء، قررت الحكومة المضي في خطّتها إعفاء طلاب المدارس الذين خالطوا مريضا بفيروس كورونا من الخضوع للحجر الصحي، بدءا من اليوم، الخميس، وذلك مقابل تنفيذ مخطط الفحص، كما بحثت الحكومة سبل الرقابة على الالتزام بالتعليمات الجديدة وإنفاذ القرارات المتعلقة بفحوصات الطلاب.
وجاء قرار الحكومة الذي اتخذ بالتوافق بين رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، ووزير الصحة، نيتسان هوروفيتس، خلافا لتوصيات الخبراء في وزارة الصحة الذين اقترحوا تأجيل خطة إعفاء الطلاب من الحجر الصحي لمدة 10 أيام؛ وذلك بناء على توصية من نقابة أطباء الأطفال، في ظل زيادة المعطيات الخاصة بالمراضة والاستشفاء في المشافي بين صفوف الأطفال.
وفي أعقاب قرار الحكومة، أبلغت السكرتيرة العامة لنقابة المعلمين (الهستدروت)، يافا بن دافيد، كافة أعضاء النقابة، بما يشمل جميع المعلمين والمعلمات (بما يشمل معلمات رياض الأطفال)، بعدم الحضور للمدارس، الخميس، وذلك كـ"خطوة نقابية احتجاجية"، بحسب ما جاء في بيان مقتضب صدر عن النقابة.
وأوضحت النقابة أن قرارها يأتي إثر قرار الحكومة إلغاء الحجر الصحي المفروض على طلاب المدارس، الأمر الذي اعتبرت أنه "يشكل خطرا على المعلمين والمعلمات في كافة المدارس"، وأفادن بأن القرار لا يشمل "مدارس التربية الخاصة".
كما أوعز رئيس نقابة المدراء والموظفين وعمال الإدارة في جهاز التعليم (هستدروت هماعوف - نضم المساعدات في الروضات)، المحامي غيل بار طال، لكافة مساعدات الروضات في كافة أنحاء البلاد، "بعدم الوصول غدا إلى أماكن عملهن ما دام لم يتواجد هناك معلمات للروضات، وعدم فتح الروضات باستثناء التعليم الخاص".
قرار النقابة "مخالف للقانون"!
وفي بيان مقتضب، هاجمت وزيرة التعليم، يفعات شاشا بيطون، قرار النقابة، واعتبرت الوزيرة التي تؤيد قرار الحكومة المتعلق بإلغاء إجراءات الحجر، "إن الإجراءات السياسية التي يتم اتخذها على خساب الأطفال وغير مناسبة وغير مقبولة، خصوصا في مثل هذه الأيام الصعبة".
وأضافت أن "السلوك العدواني والإجراءات أحادية الجانب غير مقبولة. وزارة التعليم تعمل على إصدار أوامر منع" لتقييد المعلمين ومنعهم من الالتزام بتعليمات النقابة وإرغامهم على الحضور للمدارس، الخميس.
واعتبر المسؤولون في وزارة التعليم، أن النقابة أصدرت تعليماتها للمعلمين دون تمتعها بـ"سلطة قانونية"، إذ ينص القانون الإسرائيلي على أن الشروع بالإضراب أو تعليق الدراسة في جهاز التعليم يتطلب الإعلان عن "نزاع عمل" قبل أسبوعين على الأقل من الشروع بالإجراءات الاحتجاجية.
وأكدت المصادر التي تحدثت لوسائل الإعلام الإسرائيلية، على أن وزارة التعليم تعمل جاهدة منذ ساعات على إصدار إنذارات وأوامر منع للمعلمين لإلزامهم للحضور إلى المؤسسات التعليمية غدا، والانصياع لمخطط الوزارة المتعلق بمخطط إلغاء الحجر الصحي.
وهاجم مسؤولون في وزارة التعليم، مسؤولة خدمات الصحّة العامة في وزارة الصحّة الإسرائيليّة، د. شارون إلروعي - برايس، بزعم أنها كانت على اتصال مع السكرتيرة العامة لنقابة المعلمين (الهستدروت)، بن دافيد، وحرضتها على معارضة مخطط الحكومة بشأن الحجر الصحي للطلاب والامتناع عن الانصياع له.
وبحسب الهستدروت، فإن الإعلان عن الإجراءات الاحتجاجية جاء بعد محادثات مع مسؤولي وزارة الصحة الذين أعربوا عن قلقهم من إلغاء الحجر الصحي للطلاب في ظل الوضع الوبائي الحالي. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر في نقابة المعلمين، قوله إن "الهستدروت حاول حتى الآن التأثير على تأجيل إلغاء الحجر في المحادثات مع المسؤولين الحكوميين، ولكن بعد اتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن - لم يكن أمامنا خيار سوى الإعلان عن الإجراء الاحتجاجي".
وأوضح المصدر في نقابة المعلمين أن النقابة تلقت آلاف الاستفسارات والتوجهات خلال الأيام الأخيرة من معلمين يخشون الحضور إلى مؤسساتهم التعليمية في ظل الوضع الوبائي الحالي دون إجراءات فرض الحجر على الطلاب.
كما أوضحوا في الهستدروت أن الإعلان عن تعليق الدوام (الخميس)، جاء كذلك في ظل نقص القوى العاملة في المدارس ورياض الأطفال. وقالوا إن "فحصا أجراه الهستدروت ومديرو المدارس، كشف أن حوالي ربع أعضاء هيئة التدريس غير متاحين حاليًا".
تعليمات الحجر الجديدة
ووفق قرار الحكومة الإسرائيلية، فإن الطالب الذي يخالط مريضا مؤكدا بفيروس كورونا، معفي من الحجر الصحي، وتقضي خطة إعفاء الطلاب من الحجر الصحي، بأن يُجري الطالب، المتطعم أو غير المتطعم، فحصي "أنتيغين" أسبوعيا، في يومي الأحد والأربعاء، قبل التوجه إلى المدرسة.
وبإمكان الطالب الذهاب إلى المدرسة في حال كانت نتيجة الفحص سالبة. وفي حال كانت موجبة، يتعين على الطالب إجراء فحص "أنتيغين" في مركز فحوصات رسمي، وإذا كانت النتيجة سالبة بإمكانه الذهاب إلى المدرسة، وفي حال كانت موجبة، عليه الدخول إلى حجر صحي لمدة خمسة أيام.
كما ينص القرار على إلزام الأهل بالإبلاغ عن نتائج فحوصات الأجسام المضادة "أنتيغين" من خلال بوابة الإنترنت الخاصة بوزارة التربية والتعليم. وفي حال خالط الطالب مصابا بكورونا ولم يلتزم بإجراء فحصي "أنتيغين" خلال الأسبوع الذي شهد مخالطته للمصاب بالفيروس، عليه الدخول إلى حجر صحي لمدة خمسة أيام.
وفي وقت سابق، الأربعاء، تراجعت نقابة أطباء الأطفال في إسرائيل عن القرار بإعفاء طلاب المدارس الذين خالطوا مريضا بفيروس كورونا من حجر صحي. ودعت النقابة إلى إرجاء القرار الذي يفترض أن يدخل حيز التنفيذ غدا. وكانت النقابة نفسها قد اعتبرت، أمس، أن لا داعٍ لتأجيل القرار.
ورغم التوصية الجديدة، وتوصيات الجهات المهنية في وزارة الصحة التي تم استعراضها أمام رئيس الحكومة، بينيت، ووزير الصحة، هوروفيتس، قرر الأخيران عدم تأجيل دخول قرار الإعفاء إلى حيز التنفيذ، ليصبح نافذا بدءا من الخميس.
التعليقات