موسكو: اتفاقات السلام بأوكرانيا "لم تعد موجودة"... واشنطن: انتشار قوات روسيّة بمثابة "غزو"

بوتين: اتفاقات السلام في أوكرانيا "لم تعد موجودة" || أوكرانيا تطلب من الاتحاد الأوروبي، تعهدا بانضمامها إليه في المستقبل || واشنطن: انتشار قوات روسية شرقي أوكرانيا بمثابة "غزو".

موسكو: اتفاقات السلام بأوكرانيا

خلال احتجاج أمام السفارة الروسية ببرلين ("أ ب")

  • بوتين: اتفاقات السلام في أوكرانيا "لم تعد موجودة".
  • مجلس الاتحاد الروسي يصادق على استخدام القوات المسلحة للبلاد في الخارج.
  • أوكرانيا تطلب من الاتحاد الأوروبي، تعهدا بانضمامها إليه في المستقبل وتسليحا إضافيا.
  • واشنطن: انتشار قوات روسية شرقي أوكرانيا بمثابة "غزو".
  • "ناتو": جميع المؤشرات تدل على أن روسيا تواصل التخطيط لهجوم واسع.
  • تحذير من ازدياد خطر وقوع انتهاكات.
  • روسيا تعلن أنها ستجلي دبلوماسييها من أوكرانيا قريبا.
  • وزراء الاتحاد الأوروبي يوافقون بالإجماع على حزمة عقوبات ضد روسيا.

قال الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، إنّ اتفاقات السلام في أوكرانيا "لم تعد موجودة"، فيما طلبت أوكرانيا من الاتحاد الأوروبي، تعهدا بانضمامها إليه في المستقبل، كما طلبت إرسال أسلحة إضافية لمواجهة روسيا، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الأوكرانيّ، دميترو كوليبا، بينما وافق مجلس الاتحاد الروسي على استخدام القوات المسلحة للبلاد في الخارج. وفي المقابل، جدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، قوله إن "جميع المؤشرات تدل على أن روسيا تواصل التخطيط لهجوم واسع النطاق على أوكرانيا"، في حين عَدّت واشنطن، انتشار قوات روسية شرقي أوكرانيا بمثابة "غزو".

كما أعلنت موسكو أنها ستجلي دبلوماسييها من أوكرانيا قريبا، فيما وافق وزراء الاتحاد الأوروبي بالإجماع على حزمة عقوبات ضد روسيا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، وافقوا بالإجماع على حزمة عقوبات ضد روسيا، بسبب اعترافها بالمنطقتين الانفصاليتين، وإرسال قوات إليهما.

وذكر لودريان للصحافيين بعد اجتماع في باريس لكبار الدبلوماسيين الأوروبيين: "اتفقنا بالإجماع على حزمة عقوبات أولية تستهدف النواب الروس لدعمهم الاعتراف" (باستقلال المنطقتين) متهما روسيا "بانتهاك القانون الدولي" و"خرق التزاماتها".

وقال بوتين في مؤتمر صحافي متلفَز لم يكن معلنا، أن اتفاقات السلام التي توسطت فيها الدول الغربية لإنهاء الصراع في شرق أوكرانيا لم تعد موجودة، بعد اعترافه باستقلال المنطقتين الانفصاليتين، مضيفا أن "اتفاقات مينسك لم تعد موجودة الآن، لقد اعترفنا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين".

ورأى بوتين أن "الحل الأفضل" لوضع حد للأزمة بشأن أوكرانيا يكمن في تخلي كييف عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إذ قال إن "الحل الأفضل لهذه القضية هو أن ترفض السلطات الحاكمة راهنا في كييف بنفسها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تختار الحياد".

وقال إن الدخول المحتمل للجيش الروسي الأراضي الأوكرانية لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا سيكون رهنا "بالوضع على الأرض"، مضيفا: "لم أقل إن جنودنا سيذهبون إلى هناك، الآن (...) سيكون الأمر رهنا بالوضع على الأرض".

واشنطن: انتشار قوات روسية شرقي أوكرانيا بمثابة "غزو"

من جانبه، عَدّ اعتبر البيت الأبيض، انتشار قوات روسية شرقي أوكرانيا بمثابة "غزو"، بعد أن كان يحجم عن استخدام هذه الكلمة، ما يمهد الطريق أمام فرض عقوبات قاسية ضد موسكو، بحسب ما وردت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن زعماء أوروبيون تحرك قوات روسية نحو مناطق يسيطر عليها الانفصاليون شرقي أوكرانيا، بعد اعتراف بوتين باستقلالهم.

آليات عسكرية روسية ("أ ب")

ونقلت "أسوشييتد برس" عن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، قوله: "نعتقد أن هذا بداية لغزو، غزو روسيا الأخير على أوكرانيا. الغزو هو غزو وهذا ما يجري الآن".

وقال مسؤول أميركي، لم تسمّه الوكالة، إن البيت الأبيض قرر بدء الإشارة إلى تصرفات روسيا على أنها "غزو" بسبب الوضع على الأرض.

بدورها، حضّت أوكرانيا، الاتحاد الأوروبي على منحها ضمانات بشأن عضويتها المستقبلية في مواجهة التهديدات الروسية. وقال كوليبا: "دعوت الاتحاد الأوروبي إلى تنحية كل الترددات والتحفظات والتشكيكات التي تساور العواصم الأوروبية، وإعطاء أوكرانيا وعدا بضمها إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل".

وذكر كوليبا قبل محادثة مقررة مع نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، في واشنطن، أنه ينبغي للدول الغربية زيادة شحنات الأسلحة إلى بلاده لمساعدتها في مواجهة روسيا.

وأضاف "هذا الصباح بعثت برسالة إلى وزير الخارجية البريطاني أطلب فيها أسلحة دفاعية إضافية لأوكرانيا (...) واليوم سأتوجه بالطلب نفسه إلى محاوري في الولايات المتحدة".

وتابع: "ستكون الدبلوماسية والسلاح أفضل الضمانات لنا. سنحشد العالم كله للحصول على كل ما نحتاج إليه لتعزيز دفاعاتنا".

بدوره، وافق مجلس الاتحاد الروسي مساء اليوم، على طلب الرئيس، فلاديمير بوتين، بنشر جنود روس في الخارج، بعدما طلب إرسال قوات لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا.

خلال اجتماع مجلس الاتحاد الروسي ("أ ب")

وبعد مناقشة سريعة، وافق مجلس الاتحاد بالإجماع على الطلب بتصويت الأعضاء الـ153.

وقرأ نائب وزير الدفاع الروسي، نيكولاي بانكوف، طلب بوتين قبل الاجتماع الاستثنائي للمجلس، قائلا إن "عند حدود جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، نشر جيش (أوكراني) قوامه 60 ألفا ودروع ثقيلة".

وأضاف: "لم يتركوا لنا أي خيار". وأشار إلى أن هناك "مدرّعات ثقيلة" عند حدود المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق أوكرانيا.

وتابع بانكوف أن حلف شمال الأطلسي "يرسل لأوكرانيا أسلحة حديثة بكثافة" مضيفا: "روسيا ستعمل من أجل حماية سيادة الدول الأخرى ومن أجل منع الأعمال العدائية".

واستشهد بطلب بوتين قائلا إنه "بموجب معاهدة الصداقة والتعاون مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، أقدم اقتراحا لاعتماده من قبل مجلس الاتحاد للموافقة على إرسال القوات المسلحة خارج روسيا".

الأمم المتحدة تحذّر من ازدياد خطر وقوع انتهاكات

وفي سياق ذي صلة، أعربت المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ميشيل باشليه عن قلقها من اعتراف روسيا باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، محذرة من أن أي تصعيد عسكري يزيد خطر وقوع انتهاكات جسيمة.

وقالت باشليه في بيان إنها تشعر بـ"قلق عميق" بعد قرار بوتين، أمس الإثنين، الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين.

وقالت باشليه إن "أي تصعيد كبير في التحرّكات العسكرية يزيد خطر وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي".

وشددت على أنه "عند هذا المنعطف الحاسم، يجب أن تكون الأولوية، قبل كل شيء، لمنع تصعيد إضافي ومنع سقوط ضحايا مدنيين والنزوح وتدمير البنى التحتية المدنية".

وأضافت: "أدعو جميع الأطراف لوقف الأعمال العدائية وتمهيد الطريق للحوار بدلا من تهيئة الساحة لمزيد من العنف".

مبنى في أوكرانيا استهدفه انفصاليون موالون لموسكو ("أ ب")

وذكرت أن الوكالة الأممية "ستواصل مراقبة الوضع عن كثب من مكاتبنا على جانبي خط التماس في شرق البلاد".

في الأثناء، أعلنت الأمم المتحدة اليوم، أنها ستنقل بعض موظفيها غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم في أوكرانيا.

وقالت الناطقة باسم الأمم المتحدة، أليساندرا فيلوتشي للصحافيين في جنيف: "نحن ملتزمون البقاء ومواصلة القيام بمهامنا في أوكرانيا، خصوصا في الشرق".

وتابعت "نواصل العمل بكامل طاقتنا". لكنها لفتت إلى أنه "نتيجة تطور الوضع ميدانيا، سمحنا بنقل موقت لبعض الموظفين غير الأساسيين وبعض أفراد عائلاتهم".

وتعد الأمم المتحدة 1500 موظف في أوكرانيا، 149 منهم غير أوكرانيين، بحسب فيلوتشي. ولدى المنظمة بالمجمل مئة موظف في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين.

وفي ظل التحذيرات من احتمال نزوح ملايين الأشخاص إذا تصاعدت حدة الأزمة، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن أي تحرّكات متزايدة لم تسجّل خارج المنطقتين الشرقيتين. لكن الناطقة باسم المفوضية، شابيا مانتو، قالت للصحافيين في جنيف إنه "ما زال من الصعب التنبؤ بالوضع".

وأضافت "نحن على استعداد لدعم لجهود الحكومات والأطراف المعنية لحماية اللاجئين وإيجاد حلول للنازحين في حال تمّت أي تحرّكات".

وحذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أنه يسجّل تقارير عن ازدياد الأعمال العدائية في شرق أوكرانيا.

وأفاد المتحدث باسم "أوتشا" ينس لاركيه أن الأمم المتحدة تواصل متابعة خطة الاستجابة الإنسانية التي تم وضعها قبل التصعيد الأخير، وأرسلت في هذا السياق الجمعة الماضي قافلة مساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.

التعليقات