الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتبنى قرارا ينتقد إيران

تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة، بأغلبية ساحقة، قرارا ينتقد إيران لعدم تقديمها ما يفسر وجود آثار لليورانيوم في ثلاثة مواقع لم يعلن عنها.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتبنى قرارا ينتقد إيران

مندوبة واشنطن لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية (Getty Images)

تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة، بأغلبية ساحقة، قرارا ينتقد إيران لعدم تقديمها ما يفسر وجود آثار لليورانيوم في ثلاثة مواقع لم يعلن عنها.

واعتمد المجلس المنعقد في فيينا النص الذي قدمته الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، بحسب ما أكدت مصادر دبلوماسية.

وعتبر هذل القرار أول انتقاد لطهران تصوّت عليه وكالة الأمم المتحدة منذ حزيران/ يونيو 2020، على خلفية تسريع البرنامج النووي الإيراني وتوقف المفاوضات الرامية إلى إحياء اتفاق العام 2015.

وأوضح دبلوماسيون تحدثوا لوكالة "رويترز" أن دولتين فقط، هما روسيا والصين، عارضتا النص، بينما صوتت 30 دولة لصالحه وامتنعت ثلاث عن التصويت (الهند ولیبیا وباکستان).

ويحث القرار إيران على "التعاون" مع هيئة الأمم المتحدة التي استنكرت في تقرير أصدرته حديثًا عدم حصولها على إجابات "ذات مصداقية" فيما يتعلق بآثار اليورانيوم المخصب التي تم العثور عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.

وجاء في نص القرار أنه: "يعبر (المجلس) عن القلق العميق" من عدم وضوح سبب وجود مثل هذه الآثار نتيجة لعدم تعاون طهران الكافي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويدعو إيران إلى إجراء مزيد من المحادثات مع الوكالة "دون تأخير".

وقالت السفيرة الأميركية، لورا هولغيت، خلال المناقشات التي سبقت التصويت إن "من الضروري أن تقدم إيران جميع المعلومات والوثائق التي تعتبرها الوكالة ضرورية لتوضيح هذه القضايا وحلها".

وأضافت ردا على انتقادات من موسكو وبكين "نحن لا نتخذ هذه الخطوات لتصعيد المواجهة لأغراض سياسية. نحن لا نبحث عن مثل هذا التصعيد" وإنما عن "تفسيرات موثوقة" لإغلاق هذا الملف بشكل نهائي.

إسرائيل تُرحّب

من جانبها، أشادت إسرائيل بقرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقالت إنها ترى ضرورة لتدخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في المستقبل، وذلك في بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت

وقال بينيت، في بيان، "هذا قرار مهم "يكشف الوجه الحقيقي لإيران"، مضيفا أن أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية "عملوا معا بهدف ضبط ومنع حصول إيران على أسلحة نووية".

وأضاف "إذا واصلت إيران أنشطتها يتعين على الدول الكبرى إعادة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن".

وقبيل انعقاد مجلس محافظي الوكالة الدولية، حرص المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، على إجراء زيارة سريعة لإسرائيل، عقد خلالها اجتماعا مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينيت.

ولفت بينيت، أمس الثلاثاء، إلى أنه أوضح لغروسي، أن إسرائيل "تحتفظ لنفسها بحرية العمل ضد المشروع النووي الإيراني، بغض النظر عن (مخرجات) المحادثات بشأن إحياء الاتفاق الدولي مع ايران".

وأشار إلى أنه أوضح للمسؤول الدولي أن إسرائيل تتوقع من مجلس محافظي الوكالة، أن يوضح لطهران أنه إذا استمرت في سياستها المتحدية في المجال النووي، فإنها ستدفع ثمنا باهظا عن هذه السياسة.

القوى الغربية تدعو إيران للوفاء بالتزاماتها

ودعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، مساء الأربعاء، إيران، إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة دون مزيد من التأخير لتجنب أي إجراء في المستقبل، وذلك بعد أن صدر القرار عن مجلس محافظي الوكالة الدولية.

وقال بيان مشترك "نحث إيران على الاستجابة لنداء المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماتها القانونية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتوضيح وحل القضايا بشكل كامل دون مزيد من التأخير".

وأضاف "إذا قامت إيران بذلك، واستطاع المدير العام (للوكالة) الإفادة بأن قضايا الضمانات، التي لم يتم حلها، لم تعد معلقة، فلن نرى حاجة لأن يواصل المجلس دراسة واتخاذ إجراءات بشأن تلك القضايا".

إيران استبقت القرار وتدرس إجراءات أخرى

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، على "تويتر"، مساء الأربعاء، إن رد بلاده على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون "حازما ومتناسب"، وإن من قدموا القرار "مسؤولون عن العواقب".

واعتبر زادة أن "الرؤية قصيرة النظر لكل من أميركا والثلاثي الأوروبي وضعت مصداقية الوكالة الدولية على المحك"، وأضاف أن "الضغط على الوكالة أنتج قرارا غير حكيم ضد دولة تمتلك برنامجا نوويا هو الأكثر شفافية في العالم".

وقبل إعلان تبني القرار، بادرت طهران إلى وقف عمل كاميرتين وضعتهما الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة أنشطتها النووية.

وقال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، إن طهران "تدرس إجراءات أخرى"، آملا في عودة الغربيين والوكالة "الى رشدهم وأن يردوا على تعاون طهران بالتعاون".

وأكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي، في وقت سابق، الأربعاء، أنه "ليس لدى إيران أي أنشطة نووية سرية وغير مدونة ومواقع أو أنشطة مجهولة الهوية".

وتابع "الوثائق التي تم تقديمها مزورة وهي خطوة سياسية للضغط الأقصى على طهران"، وفق وكالة "إرنا" للأنباء.

التعليقات