خامنئي لإردوغان: عملية عسكرية تركية في سورية "ستعود بالضرر" على المنطقة

قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في حديث مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن تنفيذ عملية عسكرية تركية في سورية "سيضر بالمنطقة ويعود بالنفع على الإرهابيين".

خامنئي لإردوغان: عملية عسكرية تركية في سورية

رئيسي وإردوغان (Getty Images)

قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في حديث مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن تنفيذ أي عملية عسكرية تشنّها أنقرة ضد المقاتلين الأكراد في شمال سورية من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة "ويعود بالنفع على الإرهابيين".

وقال خامنئي خلال استقباله الرئيس التركي في طهران، إن عملية كهذه "ستعود بالضرر على سورية، ستعود بالضرر على تركيا، وستعود بالضرر على المنطقة"، وذلك وفق بيان نشر على موقعه الرسمي.

وحذّر من أن الخطوة التركية المحتملة ستحول دون تحقيق "الدور السياسي المتوقع من الحكومة السورية أيضا"، وستصبّ في صالح "الإرهابيين".

ورأى خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للجمهورية الإسلامية، أن على "إيران وتركيا وسورية وروسيا حل هذه المشكلة من خلال الحوار".

وتستضيف طهران اليوم، قمة ثلاثية تركّز على الملف السورية، تجمع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بنظيريه الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي إردوغان، اللذين سيعقدان بدورهما لقاء ثنائيا يرتبط بتداعيات الحرب في أوكرانيا.

ووصل إردوغان إلى طهران ليل الإثنين، وأقام له رئيسي صباح الثلاثاء استقبالا رسميا في مجمع سعدآباد التاريخي في شمال العاصمة، وفق لقطات بثها التلفزيون الرسمي.

ولاحقا، زار إردوغان برفقة رئيسي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، خامنئي، وفق ما أفاد الموقع الإلكتروني للأخير.

ولم يعلن عن موعد وصول بوتين الذي سيقوم بثاني زيارة خارجية له منذ بدء الجيش الروسي هجوما داخل الأراضي الأوكرانية في شباط/ فبراير الماضي، وتأتي بعد أيام من زيارة قام بها الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الشرق الأوسط.

اجتماع مجلس التعاون التركي الإيراني في طهران، اليوم (Getty Images)

ويستضيف رئيسي إردوغان وبوتين في أول لقاء ثلاثي على مستوى الرؤساء منذ عام 2019 ضمن إطار "عملية أستانا للسلام" الرامية لإنهاء النزاع السوري المندلع منذ العام 2011.

وأدت كل من روسيا وإيران وتركيا دورا محوريا في النزاع السوري منذ اندلاعه، علما بأن الدعم الذي قدمته موسكو وطهران لنظام بشار الأسد، إدى إلى تغيير المعادلة على الأرض لصالح قواته، بينما دعمت تركيا فصائل معارضة له.

وأكد الكرملين لدى الإعلان عن القمة هذا الشهر أنها ستخصص لملف سورية.

ويلوّح إردوغان منذ شهرين بشنّ عملية عسكرية ضد مناطق تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية ("قسد") التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، تنطلق من الحدود التركية وتمتد إلى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سورية.

وتسيطر تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 2016 على مناطق حدودية متاخمة في الشمال، في ظل خشية أنقرة من وجود قوي لأكراد سورية عند حدودها، ما قد يعزّز موقع حزب العمال الكردستاني المتمرد داخلها والذي تصنفه منظمة إرهابية.

ويرى خبراء أن إردوغان سيسعى للحصول على موافقة إيران وروسيا لشنّ العملية، إلا أن ذلك دونه حسابات معقّدة، إذ سبق لموسكو أن أعربت عن أملها في أن "تُحجِم" أنقرة عن شنّ الهجوم، بينما حذّرت طهران من عملية قد تؤدي إلى "زعزعة أمن المنطقة".

وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أمس، الإثنين، إنه "بطبيعة الحال، في الوضع الدقيق الحالي، أحد المواضيع على جدول أعمال الاجتماع هو أنه عوضا عن اللجوء إلى الحرب والتسبب بموجة جديدة من اللاجئين السوريين، يمكننا المساعدة في حل المشكلة من خلال الوسائل السياسية".

وأضاف أنه "خلال زيارتي أنقرة وسورية، حملت رسالة الرئيس (الإيراني) بشأن قدرتنا على التعامل مع الأزمة الأمنية بين سورية وتركيا"، معتبرا أنه في قمة اليوم "يمكننا تحقيق الهدف المهم من عملية أستانا، وهو خفض التوترات في مناطق النزاع بسورية".

كذلك، يعقد بوتين وإردوغان لقاءً في طهران سيكون الأول بينهما منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، يتخلله بحث في آليات تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ، خشية نشوب أزمة غذائية عالمية.

وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين، يوري أوشاكوف، أمس، الإثنين، إنه "أولًا، نحن مستعدون لمواصلة العمل في هذا الاتجاه، ثانيًا، سيتمّ البحث في هذه المسألة بين الرئيسين".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الجمعة الماضي، أن "وثيقة نهائية" ستكون جاهزة قريبًا للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا، في أعقاب مباحثات بهذا الشأن استضافتها اسطنبول الأربعاء الماضي بين موسكو وكييف.

وتسبب وقف تصدير الحبوب إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الطاقة بسبب العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا ردا على الغزو.

وتهدف الاتفاقية التي تم التفاوض عليها من خلال الأمم المتحدة إلى إخراج نحو 20 مليون طن من الحبوب المحجوزة في الصوامع الأوكرانية عبر البحر الأسود بسبب الهجوم الروسي.

"طهران مستعدة لتصدير عتاد عسكري وأسلحة"

أما في الشق الروسي - الإيراني، توقع خبراء أن يبحث الجانبان بشكل "معمّق وجدي" في الجهود المتعثّرة لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.

كما تشير تقارير غربية إلى مباحثات محتملة بين الجانبين الروسي والإيراني حول إمكانية تزويد موسكو بطائرات مُسيّرة، وضلك في ظل إعلان البيت الأبيض قبل فترة قصيرة، أن روسيا تعتزم الحصول على طائرات مسيّرة إيرانية لاستخدامها في أوكرانيا.

وعلى صلة، نقلت وکالة نادي المراسلین الشباب الإيرانية للأنباء عن قائد القوات البرية بالجيش الإيراني، كيومرث حيدري، قوله، اليوم، إن طهران مستعدة لتصدير عتاد عسكري وأسلحة.

وقال حيدري بعد أسبوع من اتهام الولايات المتحدة إيران بتحضير مئات من الطائرات المسيرة لروسيا، إنه "في الوقت الراهن نحن مستعدون لتصدير عتاد عسكري وأسلحة".

ورفض وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، هذه الاتهامات في اتصال مع نظيره الأوكراني، يوم الجمعة الماضي، وقال إن "لا أساس" لهذه المزاعم؛ في حين رفض الكرملين التعليق على ذلك.

التعليقات