24/01/2023 - 16:24

نتنياهو يجري مباحثات مع الملك عبد الله في الأردن

نتنياهو يصل إلى عمّان على رأس وفد إسرائيلي، ويجتمع بالملك عبد الله، في أول لقاء علني بينهما منذ 2018. بحسب الديوان الملكي الأردني، شدد الملك عبد الله خلال اللقاء على ضرورة احترام "الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى".

نتنياهو يجري مباحثات مع الملك عبد الله في الأردن

أرشيفية من العام 2014 (Getty Images)

اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالعاهل الأردني، عبد الله الثاني بن الحسين، اليوم الثلاثاء، في زيارة خاطفة بحثا خلالها "العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية"، بحسب ما جاء في بيانين منفصلين عن مكتب نتنياهو والديوان الملكي الأردني.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصدر سياسي مطلع على مجريات اللقاء، لم تسمه، أن الاجتماع أجري بـ"أجواء إيجابية"، وأن نتنياهو تعهد خلاله بـ"بالحفاظ على الوضع القائم" في القدس المحتلة.

وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن الأخير "توجه إلى الأردن للقاء العاهل الأردني"، وأضاف البيان أن نتنياهو والملك عبد الله ناقشا "قضايا إقليمية"، في لقاء علني هو الأول الذي يجمع بينهما منذ العام 2018.

وبحسب مكتب نتنياهو، فإنه والملك عبد الله أكدا على "التعاون الإستراتيجي والأمني ​​والاقتصادي بين إسرائيل والأردن بما يساهم في استقرار المنطقة". وأضاف أنهما أكدا على أهمية "الصداقة والشراكة طويلة الأمد بين دولة إسرائيل والمملكة الأردنية".

في المقابل، ذكر الديوان الملكي الأردني، في بيان، أن عبد الله الثاني شدد "خلال لقائه نتنياهو في عمان، على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وعدم المساس به".

وأضاف البيان أن الملك عبد الله "أكد ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام، مشددا على ضرورة وقف أية إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام".

كما أشار إلى أن العاهل الأردني "أعاد التأكيد على موقف الأردن الثابت الداعي إلى الالتزام بحل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

وبحسب البيان، فإن الملك عبد الله ونتنياهو بحثا "العلاقات الثنائية وضرورة استفادة الجانب الفلسطيني من المشاريع الاقتصادية والإقليمية".

وأفاد بأن اللقاء عقد بحضور "نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك، جعفر حسان، ومدير المخابرات العامة، اللواء أحمد حسني، والوفد الإسرائيلي المرافق".

"أجواء إيجابية"

في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلي العام ("كان 11") بأن الوفد الإسرائيلي ضم كل من وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هانغي، وسكرتير نتنياهو العسكري، آفي غيل.

ونقلت "كان 11" عن مصدر سياسي مطلع على مجريات اللقاء، لم تسمه، أن الاجتماع أجري بـ"أجواء إيجابية"، وأن نتنياهو تعهد خلاله بـ"بالحفاظ على الوضع القائم" في القدس المحتلة.

وبحسب المصدر فإن اللقاء "امتد إلى ما هو أطول مما كان مخططا له؛ واستند إلى المعرفة طويلة الأمد بين نتنياهو والملك عبد الله".

من الأرشيف (مكتب الصحافة الحكومي)

واعتبر أن "اللقاء يعبر عن العلاقات الجيدة التي تجمع بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأردنية".

وكشفت "كان 11" أن وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، اجتمع بالملك عبد الله قبل نحو أسبوعين، خلال زيارة غير معلنة إلى العاصمة الأردنية عمّان.

وتأتي هذه الزيارة في أعقاب توير العلاقات بين الجانبين، في أعقاب اعتراض شرطة الاحتلال الإسرائيلية، طريق السفير الأردني في تل أبيب، غسان المجالي، لدى دخوله إلى المسجد الأقصى، يوم الثلاثاء الماضي؛ وتسلل وزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو، إيتمار بن غفير، للمسجد الأقصى لذي يقع تحت الوصاية الأردنية، بالتنسيق مع نتنياهو نفسه، مطلع الشهر الجاري.

والثلاثاء الماضي، استدعت وزارة الخارجية الأردنية، السفير الإسرائيلي في عمّان، إيتان سوركيس، وأبلغته رسالة احتجاج شديدة اللهجة، على منع شرطة الاحتلال السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي من دخول المسجد الأقصى، قبل أن يتمكن من دخوله بعد ساعات، وسط إدانة من وزارة الخارجية الفلسطينية.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، "تم إبلاغ السفير الإسرائيلي رسالة احتجاج شديدة اللهجة لنقلها على الفور لحكومته، أكدت إدانة الحكومة الأردنية لكافة الإجراءات الهادفة للتدخل غير المقبول في شؤون المسجد الأقصى".

وأضاف البيان أن الرسالة تضمنت التذكير بأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون المسجد الأقصى، وتنظيم الدخول إليه.

كما جرى التأكيد على وجوب امتثال إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالتزاماتها وفقًا للقانون الدولي بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها وخاصة المسجد الأقصى، وفق ذات البيان.

واشترطت قوات الاحتلال على السفير حصوله على إذن مسبق للقيام بالزيارة، واحتج السفير الأردني على هذا الإجراء، ورفض الدخول إلى المسجد الأقصى من خلال حصوله على إذن من السلطات الإسرائيلية باعتبارها قوة احتلال.

وتشهد العلاقات الأردنية الإسرائيلية بين الحين والآخر توترات على خلفية محاولات الاحتلال الإسرائيلي تغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى والمساس بمكانة الأردن كراع للأوقاف الإسلامية.

التعليقات