زلزالان جديدان يضربان جنوبي تركيا: 6 قتلى و294 مصابا

قال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي إن زلزالا بقوة 6.4 درجات، ضرب على عمق 10 كيلومترات منطقة الحدود التركية السورية، مساء الإثنين.

 زلزالان جديدان يضربان جنوبي تركيا: 6 قتلى و294 مصابا

من مناطق الزلزال في أنطاكية (Getty Images)

لقي 6 أشخاص مصارعهم، وأُصيب أكثر من 294 آخرين، إثر زلزالان جديدان بقوة 6.4 و5.8 درجة على مقياس ريختر، ضربا المناطق الحدودية التركية السورية، مساء الإثنين، وشعر بهما سكان البلاد، فيما أصيب العشرات في سورية، وفقا للتقارير المحلية.

وارتفعت حصيلة قتلى الزلزال المزدوج الذي ضرب ولاية هاتاي جنوبي تركيا إلى ستة، وإصابة 294 شخصا بينهم 18 في حالة حرجة، بحسب بيان صدر صباح اليوم الثلاثاء، عن وزارة الصحة التركية.

وأعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن فرق الإنقاذ تواصل البحث عن عالقين في ثلاث مناطق في ولاية هاتاي، في حين أعلنت طواقم الدفاع المدني شمالي سورية أن "130 مصابا في حصيلة غير نهائية بعد الزلزالين في هاتاي".

وكان مركز الزلزال الذي بلغت قوته 6.4 درجة قريبا من مدينة أنطاكية جنوب تركيا، ويُعدّ الزلزال الأكثر شدة منذ زلزال السادس من شباط/ فبراير الجاري، الذي خلف أكثر من 47 ألف قتيل ودمر مئات الآلاف من المنازل أو ألحق بها أضرارا.

خارطة تظهر مركز الزلزال (موقع المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل)

كما أعلنت ولاية مرسين التركية "تعليق التعليم في جميع مدارس الولاية ليوم غد الثلاثاء". وقال وزير الداخلية التركي إن 26 هزة ارتدادية وقعت بعد الزلزالين الجديدين في هاتاي، اللذين شعرت بهما 10 دول في المنطقة، من بينها فلسطين وسورية ولبنان والأردن ومصر.

وقال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي إن مركز الزلزال كان على عمق كيلومترين فقط مما قد يزيد من تأثيره على مستوى الأرض. وأوضح أن الزلزال المركزي ضرب المنطقة الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمال اللاذقية، و14 كيلومترا جنوب غرب أنطاكية.

بلدية عكا تنفي شائعات احتمال تشكُّل تسونامي

من جانبها، قالت بلدية عكا في بيان، عقب انتشار شائعات تفيد بأن هناك احتمالا بتشكّل أمواج عاتية (تسونامي)، إن "ما يتم تداوله وتناقله بخصوص ذلك هي إشاعات عارية عن الصحة".

وأشارت البلدية في بيانها المقتضب إلى أنه "يتم التداول في هذه اللحظات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أخذ الحيطة والحذر من تسونامي قادم، وضرورة الصعود إلى الأماكن المرتفعة".

(Getty Images)

وشددت البلدية على أنه "في حالة حدوث أي طارئ وأي مؤشرات سنحيطكم علما برسائل رسمية معتمدة من الجهات والمؤسسات المختصة"، مطالبة بـ"أخذ المعلومات فقط من المصادر الرسمية".

وبحسب المركز الأوروبي المتوسطي، فإن الزلزال ضرب في تمام الساعة 19:04:31 (توقيت القدس)، وتبعته عدة هزات ارتدادية، أقواها ضربت مناطق وسط وجنوب تركيا وبلغت 6.2 درجات على مقياس ريختر. وحددت هيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد)، مركز الزلزال في بلدة دفنة في محافظة هاتاي في جنوب تركيا.

وأفادت تقارير صحافية بسماع أصوات المزيد من دمار المباني في أنطاكية في تركيا. وذكرت وكالة "فرانس برس" أن الزلزال أثار حالة من الذعر بين السكان، وتسبب بارتفاع سحب من الغبار في مدينة دفنة المدمرة. وأفادت بانهيار جدران مبان تضررت بشدة أصلا، وأشخاصا يستغيثون بعد إصابتهم على ما يبدو.

وفقا لـ"أفاد"، سجلت أكثر من ستة آلاف هزة ارتدادية منذ الزلزال العنيف بقوة 7.8 درجات الذي ضرب جنوب تركيا وسورية.

وأفادت طواقم الدفاع المدني شمالي سورية، انهيار مبان متصدعة غير مأهولة من جراء الزلزال في عدد من المدن والبلدات السورية، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية أنه جرى "نقل 6 إصابات إلى مشفى حلب الجامعي جراء الهزة الأرضية الجديدة".

وطالبت هيئة الكوارث والطوارئ التركية، المواطنين، بالابتعاد عن السواحل كإجراء وقائي ضد مخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر وتشكل موجات تسونامي، بعد الزلزال الجديد. وقالت إن كوادرها في حالة تأهب عقب الزلزال الجديد في هاتاي.

وقال رئيس بلدية هاتاي، لطفو سافاش، لقناة "خبر ترك"، إنه تلقى تقارير عن أشخاص محاصرين تحت الأنقاض بعد الزلزال الأخير. وقال نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، إن ثمانية أشخاص على الأقل أصيبوا.

وقالت منى العمر، وهي واحدة من السكان، إنها كانت في خيمة بحديقة في وسط أنطاكية عندما وقع الزلزال. وأضافت وهي تبكي حاملة طفلها (سبعة أعوام) بين ذراعيها "اعتقدت أن الأرض ستنشق تحت قدميّ".

وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، إن عدد القتلى جراء الزلزال الذي وقع قبل أسبوعين ارتفع إلى 41,156 في تركيا، ومن المتوقع أن يواصل الارتفاع نظرا لأنه حسب المعلومات المتاحة، فإن نحو 385 ألف شقة في البلاد دُمرت أو تضررت بشدة، مع بقاء كثيرين في عداد المفقودين.

ووفقا للمعلومات المتوفرة فإن عدد الضحايا في مناطق النظام والمعارضة في سورية ارتفع إلى 5,939. وقالت الأمم المتحدة إن 4525 لقوا حتفهم في الشمال الغربي السوري؛ ويقول مسؤولون في النظام السوري إن 1,414 شخصا لقوا حتفهم من جراء الزلزال في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

من تركيا إلى مصر مرورا في بلاد الشام

وحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فإن سكان مناطق طرابلس والبداوي ووادي النحلة والجوار "شعروا بهزة أرضية قوية جدًا". وذكرت أن شوارع هذه المناطق تشهد حالة من الخوف والهلع وإخلاء المباني المرتفعة من سكانها.

وأفات مصادر محلية، بأن سكان الضفة الغربية وقطاع غزة ووسط وشمال البلاد، شعروا بهزة أرضية قوية، دون أن يبلغ عن وقوع أضرار جراء ذلك.

وفي العاصمة بيروت، خرج عدد كبير من السكان بسياراتهم إلى محيط حرش بيروت وساحة الشهداء، بعد شعورهم بالهزة التي أثارت فيهم الخوف والهلع، وفق "الوكالة الوطنية للإعلام".

بدورها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها لم تتلق أي تقارير عن وقوع أضرار أو إصابات في أعقاب الزلزال الذي شعر به سكان وسط وشمالي البلاد.

كما قال مرصد الزلازل الأردني، في بيان، إن مواطنين بالعاصمة عمان وشمالي البلاد شعروا بالهزة التي جرى تسجيلها بقوة 6.4 درجات في تمام الساعة 20:04 (توقيت عمان)، على الحدود التركية السورية.

وأعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، في بيان، تسجيل محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد، "هزة أرضية على بعد 552 كيلومتر شمال مدينة رفح بقوة 6.43 درجة".

وأكد المعهد عدم تسجيل وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات جراء الهزة.

التعليقات