06/04/2023 - 00:45

مصابون باعتداء قوات الاحتلال على المصلين في الأقصى خلال اقتحامه مجددا

الاحتلال يقتحم الأقصى مجددا، ويقمع المصلين والمعتكفين، ويستهدفهم بالرصاص المطاطي، وبقنابل الغاز المدمع، ما أسفر عن إصابة عدد منهم. || قذيفتان أُطلقتا من غزة بالتزامن مع تواجد هليفي في منطقة "الغلاف".

مصابون باعتداء قوات الاحتلال على المصلين في الأقصى خلال اقتحامه مجددا

عناصر الاحتلال متمركزة في المكان (Getty Images)

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، المسجد الأقصى المبارك، مجددا، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، وقمعت المصلين والمعتكفين، واستهدفتهم بقنابل الغاز المدمع، وبالرصاص المطاطي، ما أسفر عن وقوع إصابات، وذلك بعيد وقت وجيز من إطلاق قذيفتين صاروخيتين من غزة، باتجاه محيط القطاع المحاصر، بالتزامن مع تواجُد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي في منطقة "الغلاف".

وحاصرت قوات الاحتلال المصلى القبلي واعتدت على المصلين بالضرب بالعصي، وأطلقت صوبهم قنابل الصوت والغاز السام لإخراجهم منه بالقوة، ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، إن طواقمها تعمل في محيط المسجد الأقصى، وتسلمت أول إصابة خرجت من المسجد، وجرى نقلها إلى المستشفى.

وفي وقت لاحق، أفادت الجمعية بأن طواقمها تعاملت مع 6 إصابات، إذ نقلت إصابتين إلى المستشفى، وقدمت الإسعاف لباقي الإصابات ميدانيا.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت الليلة الماضية المسجد الأقصى المبارك، واعتقلت أكثر من 400 مصل من داخله، وأوقعت إصابات في صفوف المصلين والمعتكفين، وحطمت بعض محتويات المصلى القبلي داخل المسجد الأقصى المبارك.

إطلاق قذيفتين بالتزامن مع تواجُد هليفي في منطقة "غلاف غزة"

وأُطلقت قذيفتان صاروخيتان من غزة، باتجاه محيط القطاع المحاصر، وذلك بالتزامن هليفي في منطقة "الغلاف".

وفي بيان أوليّ مقتضب صدر عنه، قال جيش الاحتلال إنه "تم تفعيل إنذار في مناطق مفتوحة في محيط غزة".

وأضاف بعد ذلك بوقت وجيز في بيان ثان، أن قذيفتان أُطلقتا من القطاع المحاصر، باتجاه جنوبيّ البلاد، مشيرا إلى أن إحداهما قد سقطت في منطقة مفتوحة في منطقة "غلاف غزة"، في حين سقط الأخرى داخل القطاع.

بدورها، قالت إذاعة جيش الاحتلال، إنه "أثناء تواجد رئيس أركان الجيش الإسرائلي، في ’غلاف غزة’؛ تم إطلاق صاروخين على منطقة كيسوفيم، أحدهما انفجرت في منطقة مفتوحة، والأخرى سقطت في القطاع".

وقصف الطيران الحربي للاحتلال الإسرائيلي، صباح الأربعاء، مواقع للمقاومة في قطاع غزة، فيما استهدفت المقاومة الفلسطينية في القطاع فجرا، مستوطنات ما يُسمّى "غلاف غزة" بعدة قذائف صاروخية.

وسمع دوي انفجارات غرب مدينة غزة، وذلك بعد أن استهدفت طائرات مسيرة لجيش الاحتلال موقعا للمقاومة.

وفجر الأربعاء، اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مئات الفلسطينيين من المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، بعد اقتحامه والاعتداء على عدد كبير منهم بالضرب.

وأجرى وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، الأربعاء، "تقييما خاصًّا" للوضع، وذلك بشأن "الأحداث الأخيرة التي وقعت في قطاع غزة" المحاصَر، تقرّر في نهايته "تعزيز العمل المشترك بين مختلف الأجهزة الأمنية".

وأوضح البيان أن غالانت أجرى تقييما خاصا للوضع، بمشاركة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، رونين بار، ومسؤولين أمنيين آخرين.

ووفق البيان، فإن غالانت، وفي نهاية تقييم الوضع، "أصدر تعليماته بتعزيز العمل المشترك بين مختلف الأجهزة الأمنية"، بزعم "السماح بحرية العبادة، وفي الوقت نفسه، منع المواجهات" في الحرم القدسي.

اجتماع للكابينيت "قريبا"

ويُتوقّع أن يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، اجتماعا، خلال الأيام القليلة المقبلة، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية العامة ("كان 11").

يأتي ذلك بعد نحو شهرين، لم ينعقد خلالهما اجتماع للكابينيت.

وفي حين لفتت "كان" إلى أن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، قد طالب، الأربعاء، بانعقاد اجتماع للكابينيت، بعد إطلاق قذائف من غزة، وما يزعم أنها "أعمال شغب" في الحرم القدسيّ؛ ذكرت أن "قرار عقد اجتماع (للكابينيت)، لا علاقة له بطلب الوزير".

الرئاسة الفلسطينية: الاحتلال مستمرّ بخلق مناخ تصعيد

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن "الاحتلال الإسرائيلي مصرّ على الاستمرار بتدنيس المسجد الأقصى المبارك، وخلق مناخ للتصعيد وعدم الاستقرار والتوتر".

وأضاف أن "ما تقوم به إسرائيل من اقتحام للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين، يشكل صفعة للجهود الأميركية التي حاولت خلال الفترة الماضية، إيجاد حالة من الهدوء والاستقرار في شهر رمضان المبارك".

وأكد أبو ردينة أن ما حدث مساء اليوم في المسجد الأقصى من اعتداء على المصلين، والذي يأتي استكمالا للاعتداءات الوحشية التي جرت أمس، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة تريد جر المنقطة إلى مزيد من التدهور وعدم الاستقرار".

الأردن يحذّر من استمرار اعتداءات الاحتلال

من جانبها، حذرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، من أن استمرار اعتداءات شرطة الاحتلال الإسرائيلي على المصلين، ومحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، والحرم القدسي الشريف، وفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه، يمثل تصعيدا خطيرا وخرقا مدانا ومرفوضا للقانون الدولي، ومسؤوليات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.

وشدد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، سنان المجالي، على أن إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن التبعات الخطيرة لاستمرار التصعيد الذي يفاقم الأوضاع ويهدد بتفجر دوامة العنف.

وأكد "ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، والتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وعلى حق المصلين المقدس في تأدية شعائرهم الدينية".

وأدانت الخارجية الأردنية، "قيام شرطة الاحتلال مجددا، مساء اليوم الأربعاء، باقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وإخراج المصلين منه بالقوة".

وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة على أن "المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه".

وأضاف أن الوزارة "مستمرة في اتصالاتها وتحركاتها المكثفة إقليميا ودوليا من أجل وقف الخطوات الإسرائيلية التصعيدية، والتحذير من تبعاتها التي تدفع نحو المزيد من العنف والتوتر".

التعليقات